الإمارات تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لبناء المدن الذكية

ناقشت جلسات اليوم الأول لقمة الحكومات الخليجية الرابعة للتواصل الاجتماعي التي انطلقت أمس الأربعاء، في فندق سوفيتل داون تاون دبي، توجه الحكومات في اعتماد الابتكار في تواصلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

واستهلت القمة أعمالها بحلقة نقاش عن كيفية استغلال الحكومات للتواصل الاجتماعي لبناء المدن الذكية، وسلطت الضوء على دعم حكام دولة الإمارات لوسائل التواصل الاجتماعي واستخدامها في التواصل والتفاعل مع سكان الدولة.

وأدار الجلسة الأولى التي ناقشت أهمية التواصل الاجتماعي في العمل الحكومي وخاصة في دول الخليج، الدكتور سعيد الظاهري رئيس مجلس إدارة سمارت ورلد، قائلاً: أصبح مصطلح «المدينة الذكية» كلمة ذات صدى كبير، بل شغلت حيزا على أجندة أغلب المؤسسات الحكومية، بعد أن وضع الابتكار والتكنولوجيا والبيانات المفتوحة حجر الأساس لإنشاء مدينة ذكية.

وتناولت الجلسة تعريف مصطلح المدينة الذكية والركائز الأساسية لهذا النوع من المدن، وتسليط الضوء على الدور الهام الذي تلعبه شبكات التواصل الاجتماعي في نظم المدن الذكية وتطرقت لتحدياتها، علاوة على تقييم مبادرات دول مجلس التعاون الخليجي في هذا المجال.

ومن ناحيتها أكدت مساعد المدير العام للمكتب التنفيذي لحكومة دبي، الدكتورة عائشة بن بطي بن بشر، أن شريحة عريضة من سكان الدولة يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي، لافتة إلى أن استخدام الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لمنصات التواصل الاجتماعي في مخاطبة الجمهور أضفى عليها قيمة ولفت الأنظار إلى كونها تعتبر قنوات لخدمة الشعب.

وأضافت أن ذلك دفع المديرين ورؤساء الأقسام في الدوائر الحكومية إلى الاهتمام بها واستغلالها استغلالا إيجابيا في التواصل مع الجمهور والاستفادة من التغذية المرتجعة من خلال الحصول على المعلومات وتوظيفها بحيث تصبح رؤى، بعد أن وضعت برامج تحليلية للوصول إلى الفئات المستهدفة بغرض خدمة الناس وإسعادهم.

وأشارت الرئيس التنفيذي للشؤون المؤسسية في وكالة الإمارات للفضاء الدكتورة شيخة المسكري إلى أن الإعلان عن تأسيس وكالة الإمارات للفضاء جاء عبر «تويتر» ولم يكن من خلال بيان صحفي، الأمر الذي يؤكد أهمية مثل هذه القنوات، والشريحة المستخدمة لها وهم فئة الشباب، علاوة على التفاعل الشعبي الواسع مع مبادرة «أوائل الإمارات» حيث شارك فيها أكثر من 270 ألف شخص.

وأضافت المسكري: يقع على عاتقنا الآن نشر ثقافة الفضاء، ولم نجد أفضل من منصات التواصل الاجتماعي، لذا خصصنا العديد منها للتواصل مع الجمهور منها تخصيص برنامج «هل تعلم؟» الذي نرسل عبره معلومات عن الفضاء، بالإضافة إلى تخصيص برامج للصغار، مشيرة إلى أن أبناءها يتابعون هذا البرامج ويستفيدون منه.

وأوضحت أن مسبار الأمل يهدف إلى خدمة البشرية واستكمال ما بدأه الآخرون، والتعرف على أسباب التصحر من خلال دراسة كوكب المريخ، مشيرة إلى أن التفاعل كان مذهلاً من قبل الجمهور لمبادرة من أجل اختيار اسم لمسبار المريخ إلى أن تم الاتفاق على اسم مسبار الأمل.

وأشارت إلى أن الإمارات ضمن 9 دول فقط في العالم تشترك في مشروع استكشاف المريخ، الأمر الذي يشعرنا كإماراتيين بالفخر والاعتزاز، وفي هذا الإطار كشفت عن عزم الوكالة إطلاق مشروع «الجينوم» خلال الفترة القريبة القادمة، وهو عبارة عن إرسال كائن حيوي من البيئة الإماراتية مثل النبتة أو ما شابه، إلى كوكب المريخ ومن ثم استرجاعه بغرض فحصه.

وقال الدكتور رجائي الخادم مدير القطاع الحكومي والشراكات في «لينكد إن» بالشرق الأوسط وشمال افريقيا، أن الشركة تهدف إلى تحقيق الترابط وتبادل المعرفة، وتوفير منصات تعريفية لأصحاب المهن والشركات، بغرض تقليل الفجوة بين الحكومات والمواطن، مشيرا إلى أنه تم تعريب الشبكة أخيرا، لتتوفر لمستخدميها باللغتين الإنجليزية والعربية.

قال الدكتور رجائي الخادم أن 380 مليون مستخدم لشبكة «لينكد إن» في العالم منهم 16 مليون مستخدم من الشرق الأوسط، بينما تحتل الإمارات الصدارة في الاستخدام حيث يستخدم الشبكة 2 مليون شخص.

وتناولت الجلسة الثانية لقمة الحكومات الخليجية الرابعة للتواصل الاجتماعي أفضل الممارسات للتواصل الاجتماعي وسلطت الضوء على النجاحات في المؤسسات الحكومية، علاوة على التوصل لطرق لتحسين الخدمات الحكومية المطروحة للجمهور وخفض التكاليف التشغيلية في ذات الوقت، بالإضافة إلى استغلال التواصل الاجتماعي لتحسين التعاون الداخلي في المؤسسات.

وأدار الجلسة المدير التنفيذي ومؤسس شركة كارما، مازن نهاوي، حيث أكد العقيد خالد ناصر عبد الرزاق الرزوقي مدير الإدارة العامة للخدمات الذكية بشرطة دبي، أن القيادة لديها ما يفوق 32 قناة للتواصل مع الجمهور واستقبال الاقتراحات والشكاوى باللغتين العربية والانجليزية، وتعمل الإدارة على عقد اتفاقيات مع شركات عالمية لتحليل المعلومات الخاصة بالتواصل الاجتماعي ورصد مؤشر السعادة في دبي بغرض تقديم أفضل الخدمات للجمهور.

وكشف العقيد الرزوقي عن عزم القيادة فتح قنوات إضافية مع الجمهور مثل «سناب شات» لتضاف إلى قنواتها على التويتر والفيسبوك والغوغل بلاس والانستغرام.

وأشار إلى أن شرطة دبي تنظر إلى جميع الرسائل الواردة إليها عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي على محمل الجدية، إلا أن بعض الرسائل تحمل طرافة، حيث أرسل شخص تغريدات استغاثة تفيد بوجود مشكلة بينه وبين زوجته، طالبا المساعدة.

وأهاب العقيد الرزوقي بالجمهور ضرورة التأكد من هوية الأشخاص الافتراضيين قبل التواصل معهم عبر منصات التواصل وتوخي الحيطة والحذر في التعامل معهم، مؤكدا أن شرطة دبي لديها كافة الإمكانيات التي تمكنها من التوصل إلى كل من يغرد بأشياء مغلوطة سواء من داخل أو خارج الدولة، مشيرا إلى ضبط العديد من هذه الحالات.

وأضاف أن القيادة لديها 15 موظفاً وموظفة لديهم خلفيات إعلامية وقانونية وجنائية لمتابعة حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، منهم من يعمل من منزله، مهيباً بالجمهور ضرورة التأكد من مصدر الخبر قبل إعادة نشره مرة أخرى.

أما الدكتور أنور الحمادي مستشار ورئيس قسم الجلدية في هيئة الصحة بدبي، فأهاب بالجمهور عدم الدخول إلى حسابات طبية ترويجية لخطورتها على صحة وحياة المريض الذي قد يستخدم وصفات مغلوطة تضره.

وبين أنه يخصص أسبوعيا ساعتين من وقته يتفرغ فيهما للتواصل مع المرضى عبر قنوات التواصل الاجتماعي، قائلا إن معظم المرضى ينفرون من الرسميات ويرغبون في الحديث مع طبيبهم بلغتهم العامية.

قال الدكتور أنور الحمادي إن البعض ينشئ حسابات لترويج العقاقير العشبية مستعينين بآيات من القرآن الكريم مستغلين حاجة المرضى، إلا أن معظمها غير نافعة، كما أن البعض منهم يستخدم العقاقير الطبية الحقيقية بعد أن يضعها في عبوات أخرى لتسويقها على أنها عقاقير عشبية.