توفيت، الأربعاء، الطفلة المواطنة سلامة سالم المازمي (تسعة أشهر)، التي تعرضت لإصابات خطرة نتيجة الاعتداء عليها من قِبل خادمة كانت تعمل في منزل ذويها، بمنطقة الرماقية في الشارقة.
وأوضح سالم المازمي، والد (سلامة)، أن ابنته عانت نقصاً في النمو، ودخلت في غيبوبة كاملة منذ الاعتداء عليها، ولم تفِقْ مطلقاً حتى وافتها المنية في حدود الخامسة والنصف فجر أمس، بمستشفى القاسمي في الشارقة.
وأكد استخراج تصريح بدفنها بعد الانتهاء من الإجراءات المتعلقة بوفاتها، تمهيداً لتشييع جنازتها من مسجد الصحابة.
وذكر استشاري جراحة الأطفال نائب المدير الفني في مستشفى القاسمي، الدكتور خالد بن سبت، أن الطفلة تعرضت لهبوط حاد في الدورة الدموية، وتوقف في عمل القلب والرئتين، فبادر الفريق الطبي بمحاولة إنعاشها، وتقديم الإسعافات لها، إلا أنها فارقت الحياة بعد نحو 40 دقيقة من المحاولة.
وكانت الطفلة قد وصلت إلى قسم الطوارئ قبل أسبوعين تقريباً، وأجريت لها الفحوص اللازمة، وتبين أن نبضها متوقف، وأنها تعاني كسراً في الجمجمة، ونزيفاً في الدماغ، ما استدعى تدخلاً جراحياً، إلا أن سوء وضعها الصحي العام حال دون ذلك، فتقرر وضعها على أجهزة التنفس الاصطناعي، وتقديم أدوية مساعدة لها.
وذكر المازمي إن الموت سبق علاج ابنته، كاشفاً أنه خاطب ديوان ولي عهد أبوظبي، طالباً علاج ابنته خارج الدولة أو داخلها، وفق ما تقتضيه حالتها الصحية، وأنه حصل على الموافقة مباشرة من الديوان.
وتابع أنه بدأ البحث عن مستشفى آخر لعلاج ابنته، بعدما أخبره أطباء في مستشفى القاسمي بأن المستشفى لا يتوافر فيه علاج لها، وأنه لا حل فيه لمشكلة تلف الدماغ التي تعانيها، فيما حالتها لا تمرّ بأي تطورات إيجابية.
وأوضح "أنا مؤمن بقضاء الله وقدره، لكن الألم يعتصرني لرحيل ابنتي بهذه الطريقة، لا أفهم لماذا عمدت الخادمة، التي تلقت أفضل معاملة منا، إلى تعذيب (سلامة)، والتسبب في وفاتها".
وأكد المازمي ثقته بالقضاء، مطالباً بالقصاص لابنته، متهماً الخادمة (إندونيسية ـ 28 عاماً) التي كانت تعمل لدى أسرته بالتسبب في وفاتها، بعدما اعتدت عليها مسببة لها تلفاً في الدماغ وكسوراً في الجمجمة ونزيفاً داخلياً في الرأس وكدمات في الوجه وكسراً في الأضلاع.
وذكر إنه فتش أمتعة الخادمة، بعد القبض عليها من الشرطة، ووجد أدوات سحر وشعوذة في حقائبها، مثل خصل الشعر ومشيمة قطة ورموز وطلاسم غريبة، إضافة إلى متعلقات شخصية له ولأسرته، بينها ملابس وصور شخصية.
وأشار إلى أن الخادمة تعمل لديه منذ أربع سنوات متقطعة، إذ قضت عامين مع الأسرة ثم طلبت الرحيل إلى بلادها، وبعد قرابة عامين طلبت العودة إلى الإمارات مرة أخرى فاستقدمها، متابعاً أن الخادمة كانت تعاني مشكلات أسرية، وخلافات مع والدها الذي كان يطلب منها إرسال أموال له، فيما كانت تنفق بشكل مبالغ فيه على شراء بطاقات الاتصال الدولي للتحدث مع أسرتها باستمرار، وأكد أن الخادمة طلبت منه أخيراً العودة نهائياً إلى موطنها.
وأشار إلى أنه اكتشف ضرب الخادمة وتعذيبها لابنته بعد أن توقف نبضها وحصل لها إغماء كامل، قبل أسبوعين تقريباً، إذ أدخلها قسم العناية المركزة في مستشفى القاسمي، وأخبره الطبيب هناك بوجود آثار ضرب وكدمات وكسور في جسمها، مضيفاً أنه أبلغ مركز شرطة واسط بالأمر، واتهم الخادمة بالاعتداء عليها لأنها من تتعامل معها طوال الوقت، إذ إن والدتها حامل ولا تستطيع متابعتها باستمرار.
وأضاف أن الشرطة حققت معه ومع وزوجته حول الإصابات التي تعرضت لها الطفلة، ولم توجه لهما أي تهم بالتقصير، كما حققت مع الخادمة وتحفظت عليها بتهمة الاعتداء على الطفلة.
وأفاد المازمي بأنه لم يلحظ هو أو زوجته أن الطفلة تتعرض للضرب أو التعذيب، مضيفاً أنه لاحظ وجود كدمة على جسمها ذات مرة فاصطحبها إلى مركز واسط الصحي، لكن الطبيبة أخبرته بأنها تعود إلى ارتفاع درجة حرارتها عقب التطعيمات والأدوية التي تحصل عليها.
وأكد عم الطفلة، أحمد المازمي، أن أفراد الأسرة كلهم يشعرون بالحزن والألم لما حدث لابنتهم، ولا يتخيلون حجم المأساة التي حدثت لهم، وأن تكون بينهم خادمة قاتلة اغتالت طفلة بريئة، لم تؤذِ أحداً، مؤكداً ثقته بعدالة القضاء، وأنه سيقتص لـ(سلامة) من المتسبب في موتها.
أرسل تعليقك