اعتبر الخبير المروري المدير التنفيذي لجمعية ساعد للحد من الحوادث المرورية، جمال العامري، أن «التفحيط» شروع متعمد في الانتحار، وقتل للنفس بدافع حب المغامرة والإثارة، حيث يطلق على «التفحيط» في بعض الدول المجاورة التي تعاني هذه الظاهرة «لعبة الموت»، لما تنتهي به من وفاة الكثير من الشباب والأطفال.
وتوفي شاب عربي، في الـ19 من العمر، في حادث دهس وقع يوم الجمعة الماضي في مدينة العين، وتم نقل جثمانه إلى المستشفى، إذ كان موجوداً في الجزيرة الوسطى للطريق، أثناء تسابق سائقين بسيارتيهما، ونتيجة للسرعة الزائدة تدهورت إحداهما، وانحرفت عن المسار، ودخلت إلى الجزيرة الوسطى للطريق، وتسببت في دهس الشاب ووفاته.
وتلاحق مباحث المرور الأشخاص الذين صورا الحادث ونشروه على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما اعتبرته شرطة أبوظبي تصرفاً غير حضاري، ويشجع الشباب الآخرين على ارتكاب مثل هذه الحوادث، ما يستوجب المساءلة القانونية وتوقيع العقوبة.
وأكد رئيس مجلس المرور الاتحادي، اللواء المهندس المستشار محمد سيف الزفين لـ«الإمارات اليوم»، إن «(التفحيط) بالمركبات مُجرَّم قانوناً، وتقف وزارة الداخلية وأجهزة المرور بالدولة بالمرصاد لكل مفحط على طرق الدولة، وتطبق بحقه العقوبات والإجراءات القانونية المقررة».
وقال إن هناك مجموعة من الشباب المراهقين، الذين تستهويهم ممارسة التسابق بالمركبات على الطرق، ولا يدركون عواقب ممارساتهم، وما تمثله من تهديد لحياتهم وحياة الآخرين، مضيفاً أنه على الرغم من ذلك فإن «التفحيط» بالمركبات على طرق الدولة لا يشكل ظاهرة إذا ما تمت مقارنته بما يحدث في دول أخرى، ولايزال في نطاق محدود جداً، وتتم محاصرته والحد منه، بفضل إجراءات الضبط المروري المتابع، وجهود التوعية المتواصلة.
وأشار إلى أن وزارة الداخلية حرصت على تشديد العقوبات على كل مخالفة تشكل خطراً على حياة السائقين ومستخدمي الطريق، إذ شدد قانون السير والمرور الاتحادي عقوبة التسابق الذي عرفه بتسابق اثنين أو أكثر من سائقي المركبات على الطرق دون تصريح من إدارة المرور، وغيرها من المخالفات التي تندرج تحت وصف قيادة مركبة بطريقة تعرض حياته أو حياة الآخرين أو سلامتهم أو أمنهم للخطر، ووضع غرامة مالية بقيمة 2000 درهم على كل من يرتكب هذه المخالفة، فضلاً عن تسجيل 23 نقطة مرورية، وحجز المركبة 60 يوماً، مضيفاً أن كل شخص «يفحط» يعاقب بهذه المادة، فضلاً عن الإجراءات القانونية المتبعة في حال تسبب في وفاة أو إصابة أحد مستخدمي الطريق.
وتتعدد مظاهر الاستعراض بالمركبات على طرق الدولة، إذ تتخذ أشكالاً مثل «التفحيط» والتسابق بين شابين أو أكثر على الطريق، والقيادة بسرعة جنونية، والقيادة بصورة تشكل خطراً على الجمهور، وإحداث تعديلات على المركبة لإصدار ضجيج أثناء القيادة، بهدف لفت الانتباه والتباهي، وجميع هذه السلوكيات تعد من الأسباب الرئيسة لوفيات الشباب على طرق.
وأكد الزفين أن الوزارة تواصل جهودها على مدار العام بنشر الوعي المروري بين أفراد الجمهور، خصوصاً بين الشباب، عبر برنامج محاضرات وندوات تثقيفية وحملات مرورية منظمة، حفاظاً على السلامة العامة، وتجسيداً لاستراتيجية الوزارة لبلوغ أعلى مستويات السلامة المرورية، ضمن نطاق الخطة الاستراتيجية لقطاع المرور لضبط أمن الطرق والحد من الحوادث المرورية، خصوصاً الناجمة عن الطيش والتهور والانشغال بغير الطريق وعدم الانتباه.
ودعا الأسرة إلى مشاركة الوزارة جهودها في توعية أبنائها بخطورة «التفحيط» على الطرق والقيادة بطيش وتهور، ما يعرضهم لحوادث جسيمة يدفعون ثمنها غالياً، لاسيما عند القيام باستعراضات «تفحيط»، إذ يتسبب ذلك في اختلال المركبة، وقد تصطدم بمركبات أخرى أو تنقلب بقائدها، ما قد يودي بحياته أو إصابته بإصابات بليغة.
حادث يوم العيد
تمكنت دوريات شرطة أبوظبي في يوليو 2016، صباح يوم عيد، من ضبط سائق سيارة (21 سنة)، في منطقة المقام السكنية في مدينة العين، يقود سيارته من دون لوحات أرقام بطريقة الاستعراض الخطر، وإصدار أصوات «تفحيط» العجلات، ما سبب إزعاجاً من خلال تصرفات غير لائقة، وتعريض حياة الآخرين للخطر، والذي تناولته وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة عبر تسجيلات مصورة عن الواقعة.
وطالبت شرطة أبوظبي الجمهور بشكل عام بضرورة التحلي بالمسؤولية في عدم التردد بالإبلاغ عن أي من الممارسات والتصرفات الخاطئة، التي من شأنها تعريض حياة وسلامة الآخرين للخطر من خلال الاتصال على رقم عمليات الشرطة 999 أو الاتصال بالرقم المجاني «أمان 8002626» أو الاتصال على أرقام مراكز الشرطة في قطاعات الاختصاص، لتكون عملية مواجهة التصرفات الخاطئة مسؤولية الجميع، ولتجسيدها على أرض الواقع.
أرسل تعليقك