موسكو ـ وكالات
عبرت روسيا عن قلقها إزاء ما تردد من أنباء عن ضربة جوية إسرائيلية في سوريا، قائلة إن مثل هذه الغارة ستمثل خرقا غير مقبول لميثاق الأمم المتحدة.
وكانت سوريا قالت إن المقاتلات الإسرائيلية استهدفت مركز أبحاث عسكريا شمال غرب دمشق الاربعاء.
ونفت السلطات السورية التقارير التي أشارت إلى أن الغارة الاسرائيلية استهدفت شاحنات تحمل اسلحة قرب الحدود اللبنانية.
وظلت روسيا ترفض بقوة إدانة الرئيس السوري بشار الأسد خلال الـ 22 شهرا من عمر النزاع في سوريا التي قتل فيه أكثر من 60 ألف شخص.
وقال بيان لوزارة الخارجية الروسية إنه "إذا تأكدت صحة هذه المعلومات فهذا سيعني إننا أمام عملية اطلاق نار من دون مبرر على أراضي دولة ذات سيادة، في انتهاك فاضح وغير مقبول لميثاق الامم المتحدة، أيا كان المبرر".
واضاف البيان "إننا نتخذ تدابير عاجلة لاستيضاح هذا الوضع في أدق تفاصيله".
وقال الجيش السوري في بيان نقلته وسائل الإعلام الرسمية إن طائرات مقاتلة إسرائيلية شنت ضربة جوية مباشرة على مركز للبحث العلمي في جمرايا، اسفرت عن مقتل شخصين وجرح خمسة آخرين.
ويقول مراسل بي بي سي في موسكو ستيف روزينبيرغ إن العلاقات بين روسيا واسرائيل تحسنت في السنوات الاخيرة، حيث نمت العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين بشكل كبير.
ويضيف مراسلنا الا أن روسيا الحليف القريب للرئيس الاسد، ستعبر عن قلقها إزاء التقارير الأخيرة بشأن الغارة.
وجاء توقيت الغارة في وقت أبدت اسرائيل مخاوفها من امكانية وقوع الصواريخ والأسلحة الكيماوية السورية في أيادي الميلشيات من أمثال حزب الله في لبنان.
ورفضت اسرائيل والولايات المتحدة التعليق على التقارير بشأن الحادثة.
وقالت مصادر أمنية لبنانية ودبلوماسيون غربيون ومتمردون سوريون إن هدف الغارة كان قافلة عسكرية قرب الحدود اللبنانية.
قالت مصادر أمنية لبنانية ودبلوماسيون غربيون ومتمردون سوريون إن هدف الغارة كان قافلة عسكرية قرب الحدود اللبنانية.
ولم يؤكد الجيش والقوى الأمنية اللبنانية تلك التقارير، الا أنه قال إن ثمة نشاطا متزايدا للطائرات الاسرائيلية فوق الأجواء اللبنانية خلال الاسبوع الماضي، وبشكل خاص في الساعات الاخيرة.
ومن جانبه قال حزب الله إن هدف الغارة كان مركز جمرايا واصفا الغارة بأنها "محاولة لتعطيل القدرات العسكرية العربية".
ويقول مراسل بي بي سي في الشرق الاوسط واير ديفز إنه في الوقت الذي لا يمكن فيه تأكيد أي من هذه التقارير، إلا أن دبلوماسيين مطلعين ومصادر عسكرية تقول إنهم لا يتفاجؤون إذا تحركت اسرائيل ازاء عدم استقرار الاوضاع في سوريا في الفترة الاخيرة.
ويقول مراسلون إن مخاوف اسرائيل من امكانية حصول حزب الله على صواريخ مضادة للطائرات أو مضادة للدبابات يعزز من احتمال قيامها بالغارة الجوية.
"القبة الحديدية"
ويقول محللون إن الاسرائيليين يعتقدون أن روسيا تسلمت بطاريات أس أيه 17 من روسيا عقب ما يعتقد أنها غارة إسرائيلية عام 2007 دمرت مفاعلا نوويا سوريا بالقرب من دير الزور شرقي سوريا.
وقالت الحكومة الأمريكية في عام 2008 إن المفاعل لم يكن "مخصصا للأغراض السلمية".
وقال الجيش السوري في بيانه إن مركز جمرايا الذي كان مخصصا "لرفع مستوى المقاومة والدفاع الذاتي" قد دمر في الهجوم الجوي ، نافيا التقارير القائلة بأن قافلة عسكرية قد ضربت في الغارة.
وأضاف أن عصابات ارهابية مسلحة" وهو المصطلح الذي تستخدمه الحكومة السورية لوصف الجماعات المتمردة، "قد حاولت مرارا للسيطرة على المنشأة نفسها خلال الأشهر الأخيرة وفشلت".
واشار بعض التقارير إلى أن المنشأة قد تكون مركزا للبحث والدراسات العلمية ويعتقد أنها مؤسسة حكومية مسؤولة عن تطوير اسلحة كيماوية وبيولوجية.
ويقول محللون ان أي هجوم إسرائيلي على الجانب السوري قد يتسبب في أزمة دبلوماسية كبرى، إذ قالت إيران أنها ستتعامل مع أي هجوم على سوريا على أنه هجوم عليها.
وتأتي التقارير عن الغارة الإسرائيلية بعد أيام من تحريك اسرائيل نظام القبة الحديدة الدفاعي الى شمال البلاد.
وتشارك اسرائيل الولايات المتحدة قلقها من امكانية وقوع ترسانة الاسلحة الكيماوية السورية المزعومة في أيدي الميلشيات والجماعات المسلحة.
أرسل تعليقك