القاهرة ـ وكالات
تظاهر عشرات الآلاف من المواطنين بعدد كبير من المحافظات ، مساء اليوم الجمعة، تعبيراً عن رفضهم إعلاناً دستورياً أصدره الرئيس المصري أخيراً ولمشروع دستور جديد للبلاد أقرته الجمعية التأسيسية للدستور.
وقال مصدر محلي بمحافظة الاسكندرية الساحلية ليونايتد برس انترناشونال، إن الآلاف من المواطنين تظاهروا بميدان "سيدي بشر" مطالبين بإسقاط إعلان دستوري أصدره الرئيس المصري محمد مرسي أخيراً "يُكرِّس جميع السلطات في يده"، وبحل الجمعية التأسيسية للدستور التي أقرت بالإجماع مسوّدة لمشروع دستور جديد للبلاد، مؤكدين أن المشروع يعبِّر عن قوى الإسلام السياسي دون سواهم.
وردَّد المتظاهرون هتافات "الشعب يريد إلغاء التأسيسية"، و"يسقط يسقط حُكم المرشد" في إشارة إلى المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي لها الرئيس المصري.
وأشار المصدر إلى أن منطقة "فيكتوريا" شهدت تظاهرة كبيرة نظمها مؤيدون للإعلان الدستوري.
كما أبلغت مصادر محلية " أن تظاهرات كبيرة تشهدها الميادين الرئيسية بمحافظات السويس، وبورسعيد (شرق القاهرة)، بمحافظات القليوبية والمنوفية والغربية والدقهلية والبحيرة (شمال القاهرة)، وفي محافظات بني سويف والمنيا وأسيوط وسوهاج (جنوب) وفي ميدان المحطة بمحافظة أسوان (أقصى جنوب مصر).
وفي السياق ذاته يمتلئ ميدان التحرير بوسط القاهرة، بالمتظاهرين بعد وصول عدة مسيرات حاشدة قادتها رموز أحزاب وقوى وحركات تيار مدنية الدولة من مختلف أنحاء القاهرة الكبرى (تشمل محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية) إلى ميدان التحرير بوسط القاهرة، مساء اليوم، للمشاركة في فعاليات مظاهرة ضخمة تحت شعار "مليونية حلم الشهيد" للمطالبة بإسقاط الإعلان الدستوري، وبحل الجمعية التأسيسية للدستور.
وأغلق المتظاهرون مداخل ميدان التحرير أمام حركة المرور، فيما تمركزت 50 سيارة إسعاف لتقديم الرعاية الطبية العاجلة في حالة وقوع مصابين نتيجة الزحام، إلى جانب 7 عيادات أقامها أطباء يشاركون بالتظاهر موزَّعة على جوانب الميدان.
وكانت اشتباكات محدودة بالأيدي وملاسنات وقعت بمدينة الجيزة (جنوب القاهرة)، في وقت سابق اليوم، بين منظمي مسيرة احتجاجية على إعلان دستوري أصدره الرئيس المصري أخيراً وبين منتمين لتيار الإسلام السياسي معترضين على المسيرة.
وقال مصدر في مسيرة للقوى المدنية انطلقت من أمام مسجد "الاستقامة" بمدينة الجيزة (جنوب القاهرة)، بعد ظهر اليوم، متجهة إلى ميدان التحرير بوسط القاهرة، ليونايتد برس إنترناشونال، إن عشرات من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين وتيار الإسلام السياسي وزّعوا بياناً يؤيِّد إعلان دستوري أصدره الرئيس المصري محمد مرسي مخالفين طبيعة المسيرة المعارضة للإعلان والمطالبة بإسقاطه.
وأضاف أن ملاسنات واشتباكات محدودة بالأيدي وقعت بين "مقتحمي المسيرة" وبين المشاركين فيها بعد أن ردَّد أعضاء تيار الإسلام السياسي هتافات مؤيدة للرئيس مرسي ولإعلانه الدستوري، مشيراً إلى أن غالبية المشاركين في المسيرة يتجنّبون الصدام مع الإسلاميين من أجل عدم إفشال المسيرة.
ويتواصل منذ صباح اليوم توافد آلاف المواطنين إلى ميدان التحرير للمشاركة في تظاهرة حاشدة تحت شعار "مليونية حلم الشهيد"، احتجاجاً على الإعلان الدستوري، وعلى مشروع دستور جديد أعدته الجمعية التأسيسية للدستور يعتبرونه غير معبِّر عن جميع أطياف الشعب المصري.
واعتبر خطيب صلاة الجمعة بالميدان الشيخ محمد عبد الله، أن "الإعلان الدستوري ما هو إلا مخطط أميركي يتاجر بدماء الشهداء"، منتقداً القوى الإسلامية "التي حرَّمت على الثوَّار الخروج على الحاكم قبل ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 (التي أطاحت بالنظام السابق) وتُحرِّم الخروج عليه الآن.
وحثَّ عبد الله المتظاهرين على الالتزام بسلمية المظاهرات، مطالباً الرئيس مرسي بالاستماع لمطالب الشعب والثورة.
وردَّد المتظاهرون هتافات "عيش حرية عدالة اجتماعية"، "وحياة دمك يا شهيد .. ثورة تاني من جديد"، و"يسقط يسقط حكم المرشد" في إشارة إلى المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين.
وكانت 3 مسيرات ضخمة تحرّكت من أمام مساجد "الاستقامة" و"مصطفى محمود" بالجيزة (جنوب القاهرة)، و"النور" بحي العباسية، باتجاه التحرير للمشاركة في التظاهرة للمطالبة بإلغاء الإعلان الدستوري وإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور بحيث تكون معبِّرة عن جميع أطياف الشعب المصري ومكوناته الفكرية والدينية والسياسية.
وهذه المظاهرة الثانية خلال أقل من أسبوع، بعد مظاهرة مليونية شهدتها القاهرة وغالبية المحافظات المصرية يوم الثلاثاء الفائت تحت شعار "للثورة ثوَّار يحمونها"، في سياق تظاهرات واعتصامات رافضة للإعلان الدستوري الصادر الخميس قبل الفائت يعتبره معارضوه "تأسيساً لديكتاتورية جديدة في البلاد".
وتشهد المحافظات المصرية منذ الجمعة الفائت اشتباكات عنيفة بين آلاف من المؤيدين للإعلان الدستوري وبين آلاف من معارضين له أسفرت، حتى الآن، عن مقتل 4 وإصابة المئات، إلى جانب إحراق عدة مقار لحزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمى لها الرئيس المصري.
أرسل تعليقك