تضطلع دولة الإمارات بدور فاعل ومؤثر في مجال دعم اللاجئين الروهينغا في بنغلاديش، وذلك انطلاقاً من سعيها إلى تعزيز وتحقيق الأمن والسلم الدوليين وتحسين حياة البشرية والارتقاء بها إلى حاضر ومستقبل يزخر بمقومات العيش الكريم. وتعكس التجربة الإماراتية في مساعدة اللاجئين الروهينغا، منظومة القيم الإنسانية التي يقوم عليها مجتمعها المحلي المتمثلة في التسامح والمحبة، واحترام جميع الثقافات والأديان والأعراق البشرية.
وبلغت قيمة المساعدات الإماراتية المقدمة للروهينجا منذ أغسطس 2017 وحتى مارس 2018 ما يقارب 24.3 مليون درهم، جاءت على شكل مساعدات إغاثية عاجلة أو مشاريع إنمائية لتوفير مقومات العيش الكريم للاجئين الروهينجا في مخيمات الإيواء.
وتعتبر الإمارات من أوائل الدول التي تحركت على الصعيد السياسي والدبلوماسي والإنساني من أجل نصرة قضية مسلمي الروهينغا في ميانمار والمطالبة بوضع حد للممارسات الوحشية والتصفية العرقية التي يتعرضون لها.
أوضاع
ونددت دولة الإمارات بالوضع الإنساني المتدهور للاجئي الروهينغا وشجبت استخدام سلطات ميانمار القوة ضدهم، مطالبة في سبتمبر 2017 خلال كلمة أمام الدورة الـ36 لمجلس حقوق الإنسان المجتمع الدولي بتحرك جماعي لوضع حد لمأساة مسلمي الروهينجا.
وعلى عادتها في إقران القول بالفعل سارعت الإمارات منذ تفجر أزمة أقلية الروهينغا المسلمة في ميانمار ونزوحها بشكل جماعي نحو بنغلادش، إلى تقديم مختلف أوجه المساعدة للاجئين والعمل على التخفيف من معاناتهم الإنسانية.
وتعهدت الإمارات خلال مشاركتها في مؤتمر المانحين الخاص بأزمة اللاجئين الروهينغا في جنيف بتاريخ 23 أكتوبر 2017 بتقديم سبعة ملايين دولار لتخفيف معاناة هؤلاء اللاجئين.
وسيرت الإمارات بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، خلال الربع الأخير من العام 2017 جسراً جوياً لنقل المساعدات الغذائية والإغاثية إلى لاجئي الروهينغا في بنغلاديش، حيث نقلت 9 طائرات ما يزيد على 550 طناً من الإمدادات بقيمة وصلت إلى نحو 8.5 ملايين درهم بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وتعزيزاً لواقع الخدمات الصحية المقدمة للاجئي الروهينغا، جاء افتتاح المستشفى الإماراتي البنغلاديشي الميداني التطوعي في منطقة «كوكس بازار» البنغلادشية، لتكون الإمارات أول دولة عربية تدشن مستشفى ميدانياً للاجئين الروهينغا.
ويقدم المستشفى أفضل الخدمات التشخيصية والعلاجية والوقائية للأطفال والمسنين من اللاجئين، بإشراف أطباء إماراتيين وبنغلاديشيين بمبادرة مشتركة من «زايد العطاء»، وجمعية «دار البر» ومؤسسة «بيت الشارقة الخيري» ومجموعة مستشفيات السعودي الألماني، وبإشراف برنامج الإمارات للتطوع المجتمعي والتخصصي، وبالشراكة مع مؤسسة الأمل للأمومة والطفولة البنجلاديشية والتنسيق مع القنوات الرسمية. كما شهد مطلع العام الجاري افتتاح المستشفى الماليزي السعودي الإماراتي الميداني في مدينة «كوكس بازار» في منطقة أوكي بازار في بنغلاديش بهدف التخفيف من معاناة اللاجئين الروهينغا الذين فروا من أعمال العنف في ميانمار.
ويعمل المستشفى على مدار الساعة، وقد تم تزويده بأحدث الأجهزة التي قدمتها دولة الإمارات مما مكنه من إحداث نقلة نوعية في مستوى الخدمات المقدمة للاجئين عبر وحدات العناية والأشعة والتخدير والعمليات الجراحية بجانب حافلات طبية «سيارات الإسعاف»، إضافة إلى المختبر وصيدلية متكاملة.
وأطلقت دولة الإمارات في الـ8 من مايو الجاري مبادرة للتعاون مع مفوضية اللاجئين في برنامج للتغذية خاص باللاجئين الروهينغا في بنغلاديش لتلبية احتياجات 132 ألفاً و700 لاجئ بمن فيهم 78 ألف امرأة وطفل، حيث يقدم البرنامج العلاج الغذائي الضروري مع تركيز خاص على الأطفال والأمهات حيث نظمت المفوضية برامج للتغذية في 10 مخيمات تابعة لمخيمات كوتوبالونغ وتشاكماركول ونايابارا.
وأكدت الإمارات أنها ستزيد من دعمها للمفوضية ووكالات الأمم المتحدة وجميع المنظمات الإنسانية للمساعدة في تقديم المساعدة والإغاثة للاجئين الروهينجا.
ودشنت الإمارات مطلع الشهر الجاري مشروع 100 بئر لتوفير المياه النظيفة للاجئين الروهينجا في مخيم كوكس بازار في بنغلاديش والذي يشرف على تنفيذه هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وعدد من الجهات الإماراتية المانحة.
أرسل تعليقك