باماكو - صوت الامارات
وقعت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ووزارة الصحة والنظافة العمومية في جمهورية مالي اتفاقية للتعاون والتنسيق بين الجانبين لتعزيز قدرات القطاع الطبي في مالي .
وتمول الهيئة بموجب الاتفاقية مشروع تأهيل مستشفيين رئيسيين في العاصمة باماكو، ودعمهما بالأجهزة والمعدات الطبية اللازمة، حيث تتضمن تأهيل مستشفى بوينت جي ومستشفى جبريل توريه ودعمهما بوحدات للغسيل الكلوي والطوارئ وتوفير أجهزة للمختبرات وشبكة مياه نظيفة وإجراء صيانة عامة للمستشفيين ورفع كفاءتهما العلاجية والطبية.
وحددت الاتفاقية آليات العمل والحركة وتعزيز التعاون بين الجانبين لتحقيق أهدافهما المشتركة في النهوض بمستوى الخدمات الطبية في مالي.
وقع اتفاقية التعاون في العاصمة المالية باماكو مؤخرا من جانب الهلال الأحمر الإماراتي محمد سالم الجنيبي رئيس وفد الهيئة الذي زار مالي لتنفيذ عدد من المهام الإنسانية، فيما وقعها من الجانب المالي معالي الدكتور صامبا عثمان صو وزير الصحة والنظافة العمومية.
وأكد سعادة الدكتور محمد عتيق الفلاحي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر أن مشاريع الهيئة الصحية المزمع تنفيذها في مالي تجسد حرص دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة على دعم جهود التنمية في مالي، مشيرا إلى أن هذه المشاريع تجد الاهتمام والمتابعة من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس الهيئة .
وأوضح الفلاحي أن هذه الخطوة تأتي امتدادا لمبادرات هيئة الهلال الأحمر الإنسانية لصالح النازحين والمتأثرين من الأوضاع الإنسانية في مالي، مشيرا إلى أن الاتفاقية تتيح مجالات أرحب للتعاون والعمل المشترك بين الطرفين خدمة للفئات والشرائح الضعيفة التي ترعاها الهيئة على الساحة المالية التي تواجه الكثير من التحديات بسبب الأحداث في شمال البلاد، إلى جانب تداعيات العوامل الطبيعية التي أثرت على حياة السكان هناك ، مشددا على أن الاتفاقية تمثل نموذجا حيا للشراكة الذكية في المجال الإنساني.
وقال إن الاتفاقية تؤسس لمرحلة جديدة من مبادرات الهلال الأحمر الإماراتي التنموية والصحية في مالي، مضيفا إن الهيئة تواجدت على الساحة الإنسانية في مالي منذ وقت مبكر خاصة وأنها تعتبر من أكثر الدول التي واجهت أزمات إنسانية حادة بسبب الجفاف والتصحر وتفشي الفقر حيث تسببت ظروف الطبيعة في ازدياد ظاهرة النزوح داخليا، إلى جانب استقبالها لأعداد كبيرة من اللاجئين من الدول المجاورة التي شهدت نزاعات مسلحة وحروبا طاحنة، ما جعلها أزمة مزدوجة ومعقدة لذلك حرصت الهيئة على تعزيز جهودها التنموية، ووضعت خطة طموحة لمواجهة التحديات التي تعاني منها مالي في عدد من القطاعات الحيوية، وذلك بفضل دعم ومساندة كبار المانحين في الدولة .
إلى ذلك أعرب صامبا عثمان عن شكر وتقدير بلاده لدولة الإمارات حكومة وشعبا لمواقفها الإنسانية الأصيلة تجاه الشعب المالي خلال الأزمات التي ألمت به، مؤكدا أن الإمارات كانت ولا تزال سندا قويا وداعما أساسيا لقضايا النازحين واللاجئين في مالي.
وقدم الشكر والعرفان لهيئة الهلال الأحمر على دعمها ومساندتها الدائمة للأوضاع الإنسانية، مؤكدا أن الاتفاقية تعتبر بادرة طيبة ومتميزة من الهيئة لتعزيز وجودها على الساحة المالية، واهتمامها بالجانب الصحي وسعيها الحثيث لتحسين خدماته.
كانت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي قد عززت جهودها الصحية والإنسانية والتنموية في مالي منذ تفاقم الأوضاع هناك، وقادت تحالفا دوليا ضم عددا من المنظمات الإنسانية الدولية لموجهة التحديات الإنسانية هناك في عدد من المجالات الحيوية، حيث تضمنت مشاريع الهيئة في هذا البلد الأفريقي في الجانب الصحي تحسين صحة ورفاهية الأطفال والأمهات من خلال تخصيص برامج صحية تتمثل في علاج ورعاية الأطفال الأقل من سن خمس سنوات والمصابين بسوء التغذية الحاد والأمهات الحوامل والمرضعات.
واستفاد من المشروع الذي تم تنفيذه بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للطفولة " اليونيسيف " حوالي 345 ألفا و600 طفل، إلى جانب 80 ألف من الحوامل، كما تم تطعيم 95 في المائة من الأطفال ضد الدفتريا والسعال الديكي والكزاز والنزلات المستديمة والتهاب الكبد والحصبة، وغطى المشروع أيضا 80 في المائة من النساء الحوامل ومثلهن من المواليد حديثا من رعاية ما قبل الولادة.
أرسل تعليقك