توقيف 20 معتديًا على الأطفال بـ"عملية الكرة الأرضية" خلال 6 أشهر

اختتمت منظمة القوة العالمية الافتراضية "V.G.T" اجتماعاتها في العاصمة السويسرية بيرن برئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة وحضور اللواء الدكتور ناصر لخريباني النعيمي الأمين العام لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس القوة العالمية الافتراضية.

 وكشفت "V.G.T" عن نتائج المبادرة العالمية المعروفة باسم عملية "الكرة الأرضية" والتي نفذت على مدى ستة أشهر للتصدي للاعتداء على الأطفال عن بعد عبر الانترنت والتي أسفرت عن إلقاء القبض على 20 معتديا والتعرف على ما لا يقل عن 30 ضحية في 18 قضية فيما لا تزال بعض القضايا مستمرة وتوقع تنفيذ المزيد من عمليات إلقاء القبض والتعرف على الضحايا موضحا أنه جرت محاكمة عدد كبير من المعتدين ومن يسهلون هذه الجرائم وسجنهم بمدد تتراوح بين شهور عدة وستة عشر عاما.

 ورحب اللواء الدكتور ناصر لخريباني النعيمي بالإعلان عن نتائج العملية والتي جرى تنفيذها في الفترة من يونيو إلى نوفمبر الماضيين بمشاركة سبعة أعضاء من القوة الافتراضية وهي الشرطة الفيدرالية الأسترالية والشرطة الوطنية الفلبينية والشرطة الهولندية الوطنية ووحدة تنسيق الجرائم الإلكترونية في سويسرا وشرطة نيوزيلندا ووزارة الداخلية في دولة الإمارات العربية المتحدة والوكالة الوطنية للجريمة في المملكة المتحدة.

 وأكد لخريباني أن الاعتداء على الأطفال عن بعد عبر الانترنت هو عبارة عن تصوير حي لهم وهو من أبشع أنواع الجرائم التي يتم فيها استغلال الأطفال بواسطة من يثقون فيهم في أغلب الأحيان ويمكن حماية هؤلاء الأطفال ممن يريدون استغلالهم من خلال حشد جهود جهات إنفاذ القانون في أرجاء العالم.

 وأوصت منظمة القوة العالمية الافتراضية بتشكيل إطار لتنسيق العمليات السرية لمكافحة مواقع شبكة الانترنت السوداء بقيادة الانتربول ووافقت على مقترح سكرتارية  "V.G.T" بتعزيز موقع المنظمة  الإلكتروني على شبكة الانترنت بقيادة وزارة  الداخلية بدولة الإمارات وأقرت مبادرة الوزارة إعداد حقيبة مقترحات بناء الإمكانيات والقدرات لتزويد الأعضاء الحاليين والمستقبليين بموارد أساسية ومتقدمة للتعامل مع الاستغلال والإساءة الجنسية للأطفال عبر الانترنت ونقل المعرفة إلى جميع  اعضاء المنظمة الدولية.

وناقش الاجتماع عددا من المشاريع الدولية والقضايا ذات الصلة بمجال حماية الأطفال من المخاطر وتم دعم مشروعين أحدهما يخص الشهادات الدولية لحماية الأطفال والثاني حول نشرات الإنتربول وسيتم الإعلان عن تفاصيله لاحقا.

  وصوت الأعضاء بالإجماع على قبول طلب المركز الوطني لاستشارات حماية الأطفال "NCAC" بعضوية المنظمة الدولية واستعرض فريق عمل المركز الوطني للأطفال المفقودين والمستغلين NCMEC بقيادة الشرطة الوطنية الهولندية التقارير التي تلقاها المركز وبلغت أكثر من 7 ملايين تقرير خلال هذا العام ولم تكن جميع الإحالات قابلة لاتخاذ الإجراءات نسبة لقلة المعلومات.

 واقترح المركز بموافقة "V.G.T" تطوير "وثيقة لأفضل الممارسات "BPD" لتعميمها حتى يتم إرسالها إلى الشركات الصناعية المتخصصة التي تقوم بتوصية المركز الوطني للأطفال المفقودين والمستغلين بما يجب أن تحتوي عليه إحالاتهم.

  وركز مقترح وزارة الداخلية بالإمارات على تعزيز الموقع الالكتروني للمنظمة ورفده بالميزات والمحتويات الإضافية وإتاحة الفرصة لرفع صوت الـ "في.جي.تي" عالميا وتوفير المزيد من الفرص للجمهور للتفاعل معها وشملت أهم المميزات وإضافة زر/ مفتاح خاص للتبليغ عن الإساءة بالتزامن مع إرسال نسخة عن البلاغ إلى الموقع الخاص بالتبليغ عن الإساءة للأطفال عبر الانترنت بالدولة وتوفير مكتبة وموارد معلوماتية والدعم اللغوي وخيارات البحث وصفحات سهلة الاستخدام للأطفال و"نوافذ منبثقة" تحتوي على رسائل توعوية وتقنيات جديدة لجهاز "التابلت" يوفرها أعضاء الـ "في.جي.تي." لتأمين السلامة عبر الانترنت معززة بنصائح وإرشادات مستمرة لتأمين السلامة.

  وقال بيتر ريجندرز المسؤول الرئيسي في برنامج الشرطة الوطنية الهولندية المعني بمكافحة جرائم الإساءة الجنسية والجرائم الجنسية العابرة للحدود التي تستهدف الأطفال على الإنترنت إن الهدف من عملية "الكرة الأرضية هو إنقاذ الأطفال وإلقاء القبض على من يسهلون هذه الجرائم ومن ينفذونها فضلا عن التبصير بطريقة تنظيمها والفرص الكفيلة بالتصدي لها وتؤكد كذلك الحاجة للتعاون الدولي المستمر نظرا لكونها جريمة تعاني منها كافة دول العالم.

 و ذكر مسؤولون في جهات إنفاذ القانون في القوة العالمية الافتراضية أن الاعتداء على الأطفال عن بعد دائما ما يقع في المناطق التي تزداد فيها معدلات الفقر وتنتشر فيها الأسر الكبيرة ويوجد فيها خدمة إنترنت يسهل الدخول عليها.

 وقادت التحقيقات التي أجريت في بعض دول جنوب شرق آسيا واوروبا وشرق أوربا وأفريقيا إلى وجود أشخاص سهلوا عملية استغلال أطفال جنسيا من خلال تعاملهم مع أطفال في ظروف يسهل استغلالهم فيها.

 و كشفت التحقيقات والتحريات مع المقبوض عليهم وجود دليل على أن بعض المعتدين دفعوا بضعة آلاف من الدولارات لتصوير عدد من المشاهد عبر الكاميرا الحية كلف الواحد منها ما بين 50 و100 دولار.

وتمت إحالة الأطفال الذين تعرضوا للاعتداء بعد إنقاذهم إلى فرق الرعاية الوطنية والمنظمات غير الحكومية لتلقي الرعاية اللازمة وبينت التحقيقات أنه من خلال طبيعة هذه الجريمة من الصعب أن يقوم بلد بمفرده بالتصدي الفعال لها مما يؤكد ضرورة وأهمية التعاون الدولي بين الحكومات والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية في هذا الصدد.

  و أكد كريس شيهان مساعد مفتش الشرطة الفيدرالية الأسترالية بالإنابة حرص الـ "V.G.T" على اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية لحماية الأطفال على مستوى العالم من أي نوع من الاستغلال الجنسي والسعي إلى القضاء على الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الانترنت والتعرف على الجناة ومحاسبتهم عالميا ووصف التعاون مع الشركاء في المنظمات غير الحكومية مثل البعثة العالمية للعدالة بأنه مهم وذو فائدة للجميع لا سيما الأطفال.

 و أضاف إنه بصفتنا جهة إنفاذ قانون نؤكد ثقتنا بأن التعاون المشترك هو الوسيلة المثلى للوفاء باحتياجات الضحايا والعناية بمستقبلهم علاوة على دور الفعال الذي تضطلع به المنظمات غير الحكومية في هذا الإطار.

 و شدد آندي بيرنان نائب مدير وحدة حماية استغلال الأطفال عبر الإنترنت في الوكالة الوطنية للجريمة بالمملكة المتحدة على أهمية تبادل المعلومات الأمنية بين جهات إنفاذ القانون في العالم للتصدي للاعتداء الجنسي على الأطفال بتعرضهم للتصوير الحي عبر الانترنت.

وأضاف إنه دائما ما يظن المعتدون أنهم بمنأى من الاعتقال نظرا لكونهم في بلد يختلف عن بلد الضحية لكننا سنعمل مع شركائنا في العالم لضمان اعتقال هؤلاء المعتدين ومحاسبتهم وفي الوقت نفسه توفير الحماية للأطفال والحيلولة دون تعرضهم لأي ضرر آخر.

تجدر الإشارة إلى أن القوة الافتراضية العالمية تأسست في العام 2003 وهي تحالف دولي يضم جهات إنفاذ القانون والقطاع الخاص هدفها مكافحة استغلال الأطفال جنسيا على الإنترنت وأنواع الاستغلال الجنسي الأخرى العابرة للحدود وبلغ عدد الجهات الشرطية العالمية في المنظمة حاليا 13 جهة وعدد شركات القطاع الخاص ومؤسسات النفع العام 20 جهة.

  وأجرت "V.G.T" منذ تأسيسها عددا من التحقيقات الناجحة حول العالم منها عملية "المسعى الحثيث" وعملية "الإنقاذ" وعملية "السلة" وعملية "أطلس" وتأتي عملية "الكرة الأرضية" التي أطلقت أخيرا استكمالا وتأكيدا لاستمرار جهود القوة الافتراضية العالمية في التصدي لاستغلال الأطفال عبر الإنترنت.