افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، أول من أمس، أعمال مؤتمر «الإسلام والأخوة الإنسانية»، الذي ينظمه مركز تريندز للبحوث والاستشارات بالتعاون والشراكة مع وزارة التسامح والتعايش والمنصة الجامعية لدراسة الإسلام «PLURIEL» في مقره بأبوظبي، لتسليط الضوء على أثر وثيقة الأخوة الإنسانية للعيش المشترك، تزامناً مع اليوم الدولي للأخوة الإنسانية، ومرور 5 سنوات على توقيعها، بحضور جمع من كبار الشخصيات الدينية والثقافية والأكاديمية من مختلف أنحاء العالم.
وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، في الكلمة الرئيسية للمؤتمر، الذي يستمر ثلاثة أيام: «بعد خمس سنوات مثمرة، ما زالت وثيقة الأخوة الإنسانية تجسد القوة الأخلاقية التي علينا جميعاً أن نبذلها لمواجهة التحديات العالمية الكبيرة في القرن الحادي والعشرين.
وأضاف: «نعبر عن عظيم فخرنا بالقيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حيث يمثل دعمه ورعايته لهذه الوثيقة دليلاً على قناعته القوية بأن الأخوة الإنسانية والتعايش السلمي من العناصر المهمة في بناء مجتمع عالمي يتسم بالخير والأخلاق الحميدة. ونفخر بأن وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية أظهرت للعالم كله حرص سموه على تعزيز التعددية الثقافية وضمان الكرامة الإنسانية والسلام والرخاء للجميع».
وشدد معاليه على أنه لا يمكن لأي أمة أو مجتمع تحويل جميع الناس بشكل سلمي إلى عقيدة واحدة، ولا يجوز محاولة ذلك، وأفضل ما يمكننا فعله هو استباق الخيرات، أي التنافس في الفضيلة والأعمال الصالحة، وهذا هو جوهر الأخوة الإنسانية كما نعرفها.
من جانبه، أعرب قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، في كلمة ألقاها نيابة عنه الكاردينال أيوسو،عن تمنياته بتعليم الوثيقة في المدارس كلها في العالم، وأن تطبق مبادئ تلك الوثيقة في شتى أنحاء العالم، وأن يتم القضاء على كل ما يمنع تحقيق ذلك، مشدداً على أن معرفة الآخر وبناء ثقة متبادلة بين الأنا والآخر هي من أدوات تحقق السلام.
وقال إن الحوار ومعرفة الآخر هما الطريق مع التعليم لتحقيق الأخوة الإنسانية، كما أنه بالذكاء الإنساني يمكن أن نتخطى التحديات التي يطرحها على الإنسانية الذكاء الاصطناعي.
من جانبه، قال الدكتور محمد عبدالسلام، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين إن «الوثيقة» مثَّلت نداءً لأفراد العائلة الإنسانية كافة من أجل تعزيز السلام والاحترام المتبادل، والوئام الاجتماعي القائم على احترام الفئات كافة وصيانة حقوقها.
وشدد على أن دولة الإمارات ترعى تطبيق وثيقة الأخوة الإنسانية على أرض الواقع من خلال تفعيل مبادئها والعمل على تحويلها إلى واقع يعيشه الناس، وهذا دليل بيّن على إيمان الإمارات الحقيقي ورغبة قادتها الصادقة في تحقيق الخير والسلام والأخوة لكل الناس.
إلى ذلك، رحب الدكتور محمد عبدالله العلي الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات مئات المتخصصين من مختلف المؤسسات الأكاديمية المرموقة، والقادمين من أكثر من 40 جامعة ومؤسسة بحثية من 4 قارات و17 دولة مختلفة، سيشاركون في 12 ندوة بحثية، و5 محاضرات.
وقال إن المؤتمر يكتسب أهمية أكبر بالنظر إلى أنه يواكب الذكرى الخامسة لتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية.
وبحضور ورعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، وقعت عفراء الصابري مدير عام وزارة التسامح والتعايش والدكتور محمد عبدالله العلي الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، اتفاقية للتعاون المشترك بين الوزارة والمركز تؤطر سبل تفعيل قدراتهما معاً لخدمة أهدافهما الاستراتيجية، وذلك في مجالات البحث العلمي ونشر وتعزيز ثقافة الحوار والتسامح والتعايش والأخوة الإنسانية محلياً ودولياً.
ونصت اتفاقية التعاون على تعزيز الشراكة بين الطرفين، من خلال البحث العلمي الهادف، وتنظيم وطرح عدد من المبادرات العالمية ذات الاهتمام المشترك، مثل تنظيم المشروعات البحثية، والتعاون في تنظيم المؤتمرات والمنتديات، والبرامج التي تسعى لتعزيز قيم التعايش والتسامح، وتعزيز التعاون بينهما بصفة دائمة من خلال تطوير ودعم أطر التفاهم عبر تبادل الخبرات للمساهمة في تنمية المجتمع، وتهيئة بيئة من التعارف والتسامح والتفاهم والتعايش والاحترام بين الجميع.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك