عقب تخرجها من دبلوم الإسعاف الوطني بأشهر قليلة، نجحت فاطمة البلوشي، إحدى خريجات الدفعة الأولى من برنامج إعداد وتأهيل المسعفين الإماراتيين، في إسعاف سيدة عربية تقيم في إمارة عجمان بعد أن تفاجأت (السيدة العربية) بقدوم مخاض الولادة داخل المنزل، لتكون فاطمة أول مسعفة إماراتية في الإسعاف الوطني تتولى هذه المهمة بنجاح وبمساعدة الطاقم الذي كان يرافقها.
فاطمة البلوشي التي انضمت لطواقم الإسعاف، أخيراً، شكلت هي وزملاؤها الخريجون رافداً مهماً في هذا المجال خاصة مع سعي الإسعاف الوطني إلى رفع طواقمه الإسعافية من المواطنين، تمهيداً للوصول إلى توطين هذه المهنة الإنسانية بنسبة 100%.
وبالرغم من أن فاطمة تعاملت بعد تخرجها مع العديد من البلاغات الإسعافية في المناطق الشمالية ومنها حوادث سير وإصابات، إلا أن تجربة توليد سيدة داخل منزلها كانت بالنسبة لها تجربة جديدة من نوعها ومميزة خاصة وأنها كانت داعماً حقيقياً في عملية الولادة بأن ساعدت طفلاً بالقدوم إلى الحياة على أرض الواقع.
بلاغ
تفاصيل القصة روتها فاطمة قائلة: «عندما تلقينا البلاغ عبر غرفة العمليات، كنت في حالة من القلق والخوف لأن هذه التجربة جديدة كلياً بالنسبة لي وخلال سير سيارة الإسعاف باتجاه منزل الأسرة التي ناشدت الإسعاف الوطني بالتواجد السريع لإنقاذ حياة الطفل والأم، كانت تراودني الكثير من المخاوف حتى إن ذاكرتي لا شعوريا بدأت تعيد وتستذكر ما كنت قد تعلمته في دبلوم الإسعاف الوطني حول مهامنا في التوليد وكيفية التعامل مع الأمهات».
وأضافت: «استجمعت قوتي وطاقتي للقيام بالمهمة على أكمل وجه وهذا الشعور جعلني فيما بعد - بمساعدة الطاقم - الذي كان يرافقني من مساعدة الأم من داخل المنزل على إنجاب الطفل حتى إنني قمت شخصياً بقطع الحبل السري بيدي وفرحتي بذلك لا أستطيع أن أصفها».
وتابعت: «ارتياح الأب عندما رآني أدخل منزل الأسرة برفقة زملائي وتعبيره عن هذا الارتياح بأن يرى فتاة إماراتية ترافق طواقم الإسعاف، كان أيضاً من الدوافع التي شجعتني وأكسبتني الثقة لأنفذ المهمة بكل ما أستطيع ويداً بيد مع زملائي المسعفين لنساعد في ولادة الطفل (محمد) ونحافظ على حياته وحياة والدته حتى أن الأب وجهني إلى غرفة الأم وخلال عملية الولادة كان كل فترة يسألني عن حالة الأم والطفل وكنت أطمئنه على وضعهم الصحي إلى أن تمت الولادة بنجاح وجاءت سليمة والحمد لله ومن ثم تم نقل الأم ومولودها إلى المستشفى لاستكمال الفحوصات».
تجربة صعبة
أما والد الطفل «نمر عثمان» فقد أكد أن التجربة كانت صعبة وفريدة بذات الوقت، حيث لم يكن يتوقع أن تحدث الولادة في ذلك اليوم ولكن - بفضل من الله ومن ثم جهود طواقم الإسعاف الوطني تمت الولادة بشكل ميسر.
وقال إنه في يوم الولادة كان خارج المنزل ليتفاجأ باتصال من زوجته تخبره بوجود آلام الولادة ليعود إلى المنزل على وجه السرعة، وما لفت انتباه والد الطفل حسب قوله تواجد طاقم كامل من المسعفين والمسعفات ومن بينهم مسعفة إماراتية وهو الأمر الذي أشعره بالارتياح والسبب وجود فتاة عربية (إماراتية) تستطيع التفاهم مع زوجته والتواصل معها بشكل ميسر، حيث قال: «الأمور كانت ممتازة وعملية الولادة كانت ميسرة والطاقم كان متدرباً (متمرساً) جداً والعملية لم تستغرق الوقت الكثير، كان الطفل بصحة جيدة والأم أيضاً، كانت فترة توتر وضغط كبير، لكن مع سماعي صوت بكاء طفلي وطمأنة الطاقم الإسعافي لي كانت فرحتي لا توصف، حيث تم نقل الأم والطفل إلى مستشفى الشيخ خليفة لاستكمال الفحوصات.
شكر
ووجه والد الطفل الشكر للإسعاف الوطني والطاقم الطبي بالمستشفى على الرعاية والاهتمام.
أما والدة الطفل «محمد» فقد أكدت أن وضعها كان صعباً جداً وفي مراحل المخاض الأخيرة، مشيرة إلى أن تواجد فتاة إماراتية ضمن طاقم الإسعاف كان مريحاً جداً بالنسبة لها ولأسرتها، كما أن الطاقم بذل جهوداً كبيرة لطمأنة الأم والحرص على أن تتم الولادة بشكل ميسر.
من جانبه، أكد أحمد الهاجري المدير التنفيذي للإسعاف الوطني بالإنابة أن الثقة بهذه الدفعة والدفعة الثانية والدفعات اللاحقة كبيرة جداً، لافتا إلى أن مثل هذه الإنجازات تعكس التزام كوادر الإسعاف المواطنة وتفانيهم في أداء الواجب.
كوادر إماراتية
يهدف برنامج إعداد وتأهيل المسعفين الإماراتيين إلى إعداد كوادر إماراتية عبر إكسابهم المعرفة وتمكينهم من مهارات العمل الإسعافي بما يشمل الجانبين العلمي والعملي لتجهيزهم لمزاولة المهنة ميدانياً بعد استكمالهم البرنامج. ويحصل الطلبة الملتحقون بالبرنامج على دبلوم فني طوارئ إسعاف EMT-I وفرصة العمل مباشرة مع الإسعاف الوطني بعد التخرج.
أرسل تعليقك