تشارك دولة الإمارات العربية المتحدة، العالم، في إحياء اليوم العالمي للإعاقة، الذي يصادف اليوم، الثالث من ديسمبر كل عام، باستراتيجية تمكن أصحاب الهمم، وتدمجهم في العمل والمجتمع، وتعزيز التوعية المجتمعية نحو مختلف أنواع الإعاقات، وتبذل الدولة جهوداً نوعية، لتعزيز حماية وتمكين أصحاب الهمم.ويتم الاحتفال هذا العام، تحت شعار «ليست كل الإعاقات ظاهرة»، للفت الأنظار نحو الأشخاص الذين لا تظهر عليهم آثار الإعاقة للوهلة الأولى، أو الذين لا يبدو أنهم من أصحاب الهمم في بعض المواقف، ما يصعب على الآخرين التعرّف إلى حالاتهم وتفهّم احتياجاتهم، وهو ما يجعلهم في بعض المواقف بحاجة إلى دعم وخدمات، قد تتعدى مجرد التعديلات المادية البيئية على المرافق والخدمات، بل تتوغّل في بنائهم النفسي والعقلي والانفعالي.
سياسة وطنية
من جانبه، قال معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، بمناسبة «اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة 2020»: «انطلاقاً من كونها مؤسسة حكومية مسؤولة مجتمعياً ودامجة لأصحاب الهمم، تعمل هيئة كهرباء ومياه دبي، وفق استراتيجية واضحة ومدروسة، لتمكين أصحاب الهمم ودمجهم في العمل والمجتمع، بما يحقق السياسة الوطنية لتمكين أصحاب الهمم، التي أطلقها سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بهدف إيجاد مجتمع دامج، خالٍ من الحواجز، يضمن التمكين والحياة الكريمة لأصحاب الهمم وأسرهم، ومبادرة «مجتمعي...مكان للجميع»، التي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، والتي تهدف إلى تحويل دبي بالكامل إلى مدينة صديقة لأصحاب الهمم».
وأضاف معالي الطاير: «نتبنى استراتيجية متكاملة لدمج وتمكين أصحاب الهمم، تشمل أربعة محاور، هي: الموظفون والمتعاملون والمجتمع والشركاء، كما تراعي جميع الجوانب التي تضمن سهولة وصول أصحاب الهمم لجميع خدمات الهيئة، على حد سواء، مع الآخرين.
وبين عام 2015 وعام 2019، بلغ عدد المبادرات والرعاية المجتمعية الخاصة بأصحاب الهمم، 48 برنامجاً، بواقع 28 رعاية، و20 مبادرة مجتمعية، وبلغ إجمالي المستفيدين من هذه المبادرات، أكثر من 3,039,247 مستفيداً (منهم 31,521 مستفيداً من مبادرات الهيئة الخاصة بالمسؤولية المجتمعية، و3,007,726 مستفيداً من مبادرات الرعاية). وبلغت النسبة لكلٍ من سعادة المتعاملين عن خدمات الهيئة المؤهلة وسعادة المجتمع عن دور الهيئة، بوصفها جهة داعمة لأصحاب الهمم 94 % في عام 2019.
وتلتزم الهيئة بالتوظيف الدامج وفق المعايير الحكومية، وأفضل الممارسات العالمية، ولديها 25 موظفاً من أصحاب الهمم، موزّعين على 7 قطاعات، ولقد بلغت نسبة سعادتهم 99 %، ونسبة سعادة أهاليهم 95 % في عام 2019، ويشتمل كادر عمل الهيئة، على ما يزيد على 4458 موظفاً مدرباً على فنيات التعامل مع أصحاب الهمم، و22 موظفاً من حاملي دبلوم لغة الإشارة، كما توفر الهيئة لأصحاب الهمم، مجموعة من الخدمات الذكية المؤهلة».
دعم
من جانبه، كشف ناصر إسماعيل الوكيل المساعد لشؤون الرعاية الاجتماعية بوزارة تنمية المجتمع، عن تحقيق الوزارة نحو 20 منجزاً تنموياً مؤثراً، في مسيرة دعم وتمكين أصحاب الهمم خلال هذا العام، والتي تأتي في إطار التزام دولة الإمارات بالمادة (11) من اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (حالات الخطر والطوارئ الإنسانية).
وأضاف: إن قيادة الدولة وحكومة الإمارات، بذلت جهوداً نوعية لتعزيز حماية وتمكين أصحاب الهمم، خلال الفترة الماضية من جائحة «كوفيد 19»، وهي جهود مستدامة في كل الأوقات، من حيث توفير الحماية والخدمات الصحية والتعليمية والغذائية، وغيرها من الاحتياجات، ومنحهم الأولوية في كثير من الأمور الخدمية والصحية، كإيصال الخدمات إليهم، وإجراء الفحص الصحي المنزلي، إضافة إلى التأهيل والتعليم والتقييم عن بعد.
وحتى نهاية الربع الثالث هذا العام، فقد بلغ عدد الأشخاص أصحاب الهمم على مستوى الدولة 25590 حالة، 14262 شخصاً من المواطنين، و11328 مقيماً، موزعين على 11 فئة حسب التصنيف الوطني الموحد للإعاقات-أصحاب الهمم في دولة الإمارات، هي: الإعاقات السمعية، الذهنية، الحركية، البصرية، التوحد، والمتعددة، ضعف الانتباه والنشاط الزائد، الإعاقة النفسية، اضطرابات التواصل، صعوبات التعلم، والسمعية البصرية معاً).
وتشمل قائمة المنجزات الــ 20 التي حققتها الوزارة هذا العام: نظام التعليم والتأهيل عن بعد بالمراكز الحكومية والخاصة، والمواصلة فيه كحق لأصحاب الهمم في حالات الطوارئ. واعتماد منصة خطة لتعليم أصحاب الهمم، التي يستفيد منها 765 طالباً، وهي منصة إلكترونية، هدفها وضع الأهداف التربوية الفردية للطلبة بمراكز أصحاب الهمم. ومواصلة العمل عن بعد من المنزل في ورش «مشاغل»، التي استقطبت حتى الآن أكثر من 104 أشخاص مبدعين من أصحاب الهمم.
خطوات
من جهتها، أكدت وفاء حمد بن سليمان مدير إدارة رعاية وتأهيل أصحاب الهمم في «وزارة تنمية المجتمع، في تصريحات خاصة لـ «البيان»، بالمناسبة، أن قضية الإعاقة في دولة الإمارات تخطو خطوات متسارعة، غير منفصلة عن مسار التنمية الاجتماعية لمختلف الفئات، وهي نتاج اهتمام القيادة بالمواطن، وتعزيز مكانته ضمن أولويات الأجندة الوطنية ورؤية الإمارات 2021، نحو مجتمع متلاحم محافظ على هويته، يحظى بنظام تعليمي رفيع المستوى، ونظام صحي بمعايير عالمية، وبيئة مستدامة، وبنية تحتية متكاملة».
وذكرت أن الاحتفال باليوم العالمي للإعاقة، يأتي هذا العام، في سياق الظروف التي يواجهها العالم بسبب جائحة «كوفيد 19»، حيث عملت الدولة على إدماج أصحاب الهمم في مختلف الخدمات المقدمة لهم خلال الجائحة، سواء الصحية أو التعليمية أو التواصلية، بل وإعطاؤهم الأولوية للحصول على الخدمات في أحيان كثيرة، وقامت الوزارة بدراسة التحديات التي تواجه أولياء أمورهم، من أجل التغلّب عليها، وجعلهم أكثر ارتباطاً وتواصلاً بالمجتمع، والتخفيف من آثار الجائحة عليهم، بشكل يضمن عودتهم الآمنة إلى الحياة الطبيعية، وممارسة حقهم في الدمج أسوة بغيرهم.
حرص
أشارت وفاء حمد بن سليمان إلى حرص وزارة تنمية المجتمع على إشراك أصحاب الهمم وأولياء أمورهم والعاملين معهم في ورشة «تصميم الخمسين لأصحاب الهمم»، التي خرجت بمجموعة من التصورات المستقبلية لحياة أفضل لأصحاب الهمم في مجالات التعليم، الصحة، التشغيل والاندماج في الحياة العامة، بما يعزز حصول أصحاب الهمم على خدمات خلاّقة، تحاكي المستقبل، وتحقق لهم التمتع بجودة حياة ذات مسـتوى عالٍ، وصولاً إلى الاندماج الشامل.
خطط لتطوير التعليم الدامج
كشفت دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي عن خططها لتطوير سياسات وبرامج التعليم الدامج المخصصة لتمكين الطلبة أصحاب الهمم، وتقديم مسارات تعليمية شاملة تلائم متطلباتهم ضمن منظومة التعليم العام والمتخصص في مدارس أبوظبي، بهدف مساعدتهم في الوصول إلى كامل إمكانياتهم.
ويتزامن إعلان مبادرة الدائرة مع اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة والذي تحتفي به الأمم المتحدة في الثالث من ديسمبر في كل عام لتعزيز فهم المجتمعات لقضايا أصحاب الهمم، ودعمهم بمختلف الممكنات التي تضمن لهم العيش الكريم، وانخراطهم في مختلف قطاعات المجتمع.
وتهدف مبادرات الدائرة الخاصة بأصحاب الهمم إلى المساهمة في بناء مجتمعٍ دامج وممكّن للجميع، وبما ينسجم مع استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم 2020 ـ 2024، بقيادة دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي لتنفيذ المبادرات وتقديم الدعم اللازم لجميع فرق العمل، وضمان التنسيق والتكاملية بين الفرق والإشراف على الأداء العام وتوجيه تنفيذ الاستراتيجية نحو تحقيق الأهداف الاستراتيجية والمخرجات المرجوّة، وبهدف إطلاق إمكانات أصحاب الهمم وضمان مشاركتهم في كافة جوانب المجتمع.
وتضم الإستراتيجية ثلاثين مبادرة تغطي القطاعين العام والخاص، حيث تسهم في تحسين جودة حياة أصحاب الهمم، فضلاً عن توفير الفرص الداعمة لهم لتمكينهم من المساهمة في بناء مجتمعهم بوصفهم أفراداً فاعلين ومنتجين.
توفير
وأشادت سارة مسلم، رئيس دائرة التعليم والمعرفة، بحرص حكومة أبوظبي على ضمان توفير الحياة الكريمة لأصحاب الهمم، وبأحقية الجميع في الحصول على تعليم عالي الجودة. وكما أثنت معاليها على جهود التعاون بين مختلف الجهات المعنية في إطار الاستراتيجية الشاملة لأصحاب الهمم.
قد يهمك أيضًا:
جمعية فتاة الخليج تختتم فعاليات اليوم العالمي للإعاقة
عبد الله بن زايد نحتفي كإخوة في الإنسانية باشتراكنا لحل المشكلات
أرسل تعليقك