أبوظبي – صوت الإمارات
انطلق احتفال القوات المسلحة بتخريج الدورة الـ 41 من المرشحين الضباط في كلية زايد الثاني العسكرية في مدينة العين الإثنين، برعاية نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وشهد الاحتفال إلى جانبه الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، والشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية، والفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، والفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي رئيس أركان القوات المسلحة، والشيخ هزاع بن طحنون آل نهيان وكيل ديوان ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية، إلى جانب عدد من قادة القوات المسلحة، وكبار الضباط والقيادات الأمنية في الدولة، وأولياء أمور الخريجين.
وقد بدأ الاحتفال لدى وصول راعي الحفل إلى ميدان الكلية بالسلام الوطني، ثم قام بالتفتيش على طابور الخريجين، وبعد تلاوة من آيات الذكر الحكيم، مر طابور الخريجين أمام المنصة الرئيسة على هيئة استعراض عسكري تجسدت فيه اللياقة البدنية والمهارات التدريبية والعسكرية التي تمتع بها الخريجون من شباب الوطن. وأدى الخريجون قسم الولاء إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيسها، مقسمين بأن يحافظوا على قوانين الدولة ودستورها، ويحموا حدودها، وأمنها، وأن يطيعوا أوامر قادتهم في البر والبحر والجو، وأن يحافظوا على شرف سلاحهم حتى يذوقوا الموت.
وألقى قائد الكلية العميد الركن سيف علي اليماحي كلمة رحب فيها براعي الحفل، وشرح تاريخ تأسيس كلية زايد الثاني العسكرية منذ العام 1972 على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأكد أنها ما زالت تسير بخطى ثابتة على نهج زايد وفق سياسة تدريبية مرسومة تواكب العصر، وتسعى للتنافسية والجودة والإتقان من خلال التطوير المستمر، تماشياً مع تطور العقائد القتالية والمناهج العلمية العسكرية في القوات المسلحة، مشيراً إلى أن الدفعة الجديدة من الخريجين مسلحون بالمعرفة العسكرية والإنسانية ويلتزمون بقيم الكلية التي نهلوا من معينها الشرف والأخلاق والولاء للوطن والقائد.
وأكد أن الكلية تطبق أفضل الممارسات لتحقيق أهدافها بتأهيل وإعداد وتدريب الخريجين من الدفعات المتعاقبة. وتوجّه بالشكر والتقدير إلى القيادة العامة للقوات المسلحة بأفرعها ومديرياتها كافة على الجهد والدعم الذي توفره للكلية من أجل أداء رسالتها بشكل صحيح، وعلى أحسن ما يرام. وذكر إن كلية زايد الثاني العسكرية تتذكر اليوم مؤسسها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، "رحمه الله"، الذي أسس الكلية في الأول من فبراير من عام 1972، حيث تخرجت أول دفعة برعايته (طيب الله ثراه) الذي بنى هذا الصرح العظيم، وكان يحرص على تطويرها ورعايتها من أجل أن تضاهي في مستواها العلمي والعسكري والتدريبي أعرق الكليات العسكرية في العالم.
ورفع في ختام كلمته أسمى آيات الشكر والعرفان إلى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، على توفير كل وسائل الدعم والنجاح للكلية، وإلى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على رعايته الدائمة لمسيرة الكلية وأفواجها من الخريجين، وإلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على متابعته المستمرة لمسيرة الكلية والارتقاء بها إلى مستويات عالمية.
ثم قام بعد ذلك، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتوزيع الجوائز على الثمانية الأوائل المتفوقين بالدورة، وهنأهم على ما وصلوا إليه من مستوى عال في التدريب والربط والضبط والتحصيل الأكاديمي العسكري. وجرت مراسم تسليم وتسلم العلم من الدورة الـ 41 إلى الدورة الـ 42 مشفوعة بقسم العلم بأن يحافظوا عليه مرفوعاً عالياً.
واستأذن قائد طابور الخريجين من راعي الحفل بالانصراف، ثم اُلتقطت له الصور التذكارية مع الخريجين الذين هنأهم على وصولهم إلى هذه المرحلة الجديدة في مسيرتهم العلمية والعسكرية، ودعاهم إلى عدم التوقف عند درجة معينة من العلم والتحصيل الأكاديمي والعسكري والتدريب. فخاطبهم قائلاً:"اليوم بدأت مسيرتكم وانتقالكم إلى مرحلة جديدة من العمل الجاد واكتساب الخبرة والإبداع في ميادين الشرف والتدريب".
وذكر: "نحن نعول عليكم أيها الشباب أبنائي الخريجين كجنود وضباط مرشحين ستلتحقون بصفوف قواتكم المسلحة الباسلة.. وبخبرتكم وإخلاصكم وتفانيكم في خدمة وطنكم وتطوير قواتكم المسلحة ستصلون بإذن الله، إلى مناصب رفيعة تتقلدون فيها القيادة وإدارة قواتكم المسلحة بمختلف أفرعها". ونوّه بما وصلت إليه كلية زايد الثاني العسكرية من مستوى راقٍ في التدريب، وإعداد الرجال علمياً وعسكرياً وفكرياً وبدنياً يتسلحون بالمعرفة والثقة بالنفس والإيمان بالله وبالوطن، ثم بالكفاءة والمهارات العسكرية والتدريبية والقيادية التي تؤهلهم بأن يكونوا قادة المستقبل، بإذن الله. ودعا الخريجين من شباب الوطن لأن يحافظوا على مستواهم ويطوروا قدراتهم ويبدعوا كل في مجال تخصصه، لينهضوا بقواتهم المسلحة إلى مفاهيم ومستويات أرفع.
وحياهم في ختام تهنئته لهم، وقال: كونوا أسوداً في الميدان متفوقين لا منتصرين وحسب لأن النصر باقٍ مدى الحياة فيما التفوق يبقى للأبد.. أريدكم أن تميزوا بين قوة الإرادة وإرادة القوة تتمسكون بالأولى، وترفضون الثانية لأنكم تنتمون إلى دولة التسامح والسلام والمحبة وتعيشون في كنف دولة المؤسسات، لا دولة الأفراد، وعليكم الدفاع عن بلدكم وقيمكم ومكتسباتكم الوطنية والقيم الإنسانية النبيلة حين يدعوكم الواجب الوطني والقومي إلى ذلك، وفقكم الله وأخذ بيدكم نحو التقدم والتطور وتعميق الانتماء لتراب هذا الوطن الغالي وتعزيز المواطنة الصالحة في نفوسكم وسلوكياتكم كي تبقى دولتكم تحظى بالاحترام والتقدير والسمعة الطيبة في الأوساط العالمية.
وكان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قد استقبل عقب الاحتفال في المقصورة الرئيسة قادة أفرع، وكبار ضباط القوات المسلحة، والملحقين العسكرين في سفارات الدول الشقيقة والصديقة لدى الدولة الذين باركوا له على الاحتفال بتخريج كوكبة جديدة من شباب الوطن في كلية زايد الثاني العسكرية، ومعهم تخرج مجموعة من الشباب العرب من بعض الدول العربية الشقيقة.
أرسل تعليقك