كشف رئيس مجلس المرور الاتحادي مساعد القائد العام لشرطة دبي، اللواء محمد سيف الزفين، عن أحقية أي شرطي أو عسكري تحرير مخالفة مرورية في أي إمارة، حتى لو لم يكن ينتمي إليها، وذلك وفق قرار الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.
تشجيع الالتزام بالقوانين
أكد اللواء محمد سيف الزفين، أن مجلس المرور الاتحادي لا يركز فقط على الجوانب العقابية، بل يحرص على تشجيع الالتزام بالقوانين، مشيراً إلى دراسة تعميم تجربة «النقاط البيضاء» اتحادياً، ومن المتوقع مكافأة السائقين الملتزمين لأول مرة على مستوى الدولة، خلال العام المقبل.
وقال الزفين إن هناك خمس مخالفات استحدثت لأول مرة في إطار تعديلات اللائحة التنفيذية، تتعلق بالمركبات الثقيلة، نظراً لما تمثله حوادث هذه المركبات من خطورة وأضرار كبيرة في البنية التحتية، فضلاً عن عرقلة حركة السير لفترة طويلة، لافتاً إلى أن هناك مخالفات أخرى مستحدثة ذات أهمية، مثل منع تلوين الزجاج الأمامي للمركبات.
وأشار إلى أنه من المقرر تعميم نظام النقاط البيضاء على مستوى الدولة، وفق مناقشات أجراها مجلس المرور الاتحادي في هذا الصدد، ويتوقع تكريم سائقين مثاليين لأول مرة على مستوى الدولة خلال العام المقبل، في إطار تشجيع الملتزمين، لافتاً إلى احتمال تعميم تجربة «كلنا شرطة»، المطبقة في إمارتي دبي وأبوظبي، لتصبح اتحادية.
وتوقع أن ينخفض مؤشر الوفيات المرورية بعد تشديد المخالفات في غضون فترة تراوح بين عام وعامين، مطالباً بمحاسبته على ذلك حين يتم تقييم التعديلات التي أجريت على المخالفات خلال الفترة المشار إليها.
وتفصيلاً، ذكر اللواء محمد سيف الزفين، أن تعديل اللائحة التنفيذية لقانون السير كان ضرورياً في هذه المرحلة، في ظل ظهور سلوكيات ومخالفات لم تكن مدرجة في اللائحة، وألحت الحاجة إلى إضافتها، لتعزيز أمن وسلامة الطرق، مثل الانشغال بغير الطريق في أمور لا تقتصر على الحديث في الهاتف المتحرك، مثل الدردشة أو وضع الماكياج، أو تدخين الشيشة، وفق حالة ضبطت فعلياً لشخص كان يدخنها في مركبته، وحين تم إيقافه لم يكن هناك نص قانوني يخالف هذا التصرف، لكن صار هناك نص بمخالفة الانشغال عن الطريق أثناء القيادة، بأي صورة كانت.
وأضاف أن ثمة حاجة طرأت كذلك لإضافة مخالفات تتعلق ببعض التجاوزات التي ترتكبها المركبات الثقيلة، وتسبب خطورة على الطريق، لذا تم استحداث خمس مخالفات دفعة واحدة، هي قيادة مركبة ثقيلة بطريقة تعرض حياة سائقها أو حياة الآخرين وسلامتهم أو أمنهم للخطر، وقيادة مركبة ثقيلة بطريقة من شأنها أن تلحق أضراراً بالمرافق العامة أو الخاصة.
أما الثانية، فهي تجاوز المركبات الثقيلة للإشارة الضوئية الحمراء، والثالثة تسبب سائق المركبة الثقيلة في أي حادث ينجم عنه تدهور المركبة التي يقودها أو أي مركبة أخرى، والرابعة تجاوز الشاحنات في مكان يمنع فيه التجاوز، وغرامة المخالفات الأربع السابقة 3000 درهم، ووقف الرخصة لمدة سنة، فيما استحدث كذلك مخالفة خامسة هي عدم تسلم المركبة الثقيلة بعد انتهاء المدة القانونية المقررة لحجز المركبة، وغرامتها 100 درهم عن كل يوم، بحد أقصى 3000 درهم.
وحول إشكالية وجود أسر تضم عدداً كبيراً من الأفراد، بما لا يسمح بربط الحزام في المقعد الخلفي، قال الزفين على أرباب هذه الأسر اقتناء مركبة تناسب عدد أفرادها، مؤكداً أن تم النظر في تجارب دول متقدمة واعتماد الأفضل فيها.
وأضاف أن مؤشر الوفيات المرورية انخفض من 20 حالة لكل 100 ألف، إلى 15 حالة، بعد عام من إعلان قانون المرور في عام 2008، والآن وصل المؤشر إلى ست حالات لكل 100 ألف على مستوى الدولة، ومطلوب من مجلس المرور الاتحادي خفض المؤشر إلى ثلاث حالات في العام 2021، مرجحاً أن يحدث الانخفاض تدريجياً بعد تطبيق التعديلات الجديدة.
وأوضح أن مجلس المرور الاتحادي استمع جيداً إلى آراء الناس قبل طرح التعديلات، وراعى بعض مطالبهم، مثل رفع نسبة التلوين في المركبات من 30 إلى 50%، لتعزيز حمايتهم من الحرارة الشديدة، لافتاً إلى أنه في المقابل تم تشديد المخالفة من 500 إلى 1500 درهم مع إلغاء حجز السيارة 30 يوماً، وهو ما يلغي زيادة المخالفة عملياً.
وأفاد بأنه وفق التعديلات الجديدة، يُمنع كلياً تلوين أو حجب الزجاج الأمامي للسيارة، كما لن يتم التهاون مع أي سائق يلوّن الزجاج أكثر من النسبة المقررة قانوناً، على عكس الماضي، إذ كان يتم التعامل فيه بقدر من المرونة.
وحول الأشخاص المعنيين بتحرير المخالفات، أفاد الزفين بأنه بحسب وزارة الداخلية، فإن أي عسكري، سواء كان تابعاً للمرور أو أي إدارة أخرى، يمكنه تحرير مخالفة في أي إمارة، حتى لو كانت في دبي وهو يعمل في الفجيرة، من خلال برنامج «كلنا شرطة»، أو غرفة القيادة والسيطرة.
ولفت إلى دراسة تعميم برنامج «كلنا شرطة» على المستوى الاتحادي، لأن شعور الشخص المخالف بأن الجميع يراقبه، يمثل نوعاً من الردع له.
أرسل تعليقك