دبي – صوت الإمارات
أكد نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أنه "يفاخر الناس والعالم، عند سفره إلى الخارج، بتسامح دولة الإمارات، وليس بارتفاع المباني، ولا اتساع الشوارع، ولا ضخامة الأسواق"، مؤكداً: "لا حصانة لأحد عندما يتعلق الأمر بالخروج على هذا المبدأ".
وأوضح في رسالة وجهها إلى المواطنين والمقيمين، خصوصاً جيل الشباب منهم، بمناسبة اليوم العالمي للتسامح، قائلاً: "إننا نفاخر العالم بأننا دولة يعيش فيها جميع البشر - على اختلافاتهم التي خلقهم الله عليها - بمحبة حقيقية وتسامح حقيقي، يعيشون ويعملون معاً لبناء مستقبل أبنائهم دون خوف من تعصب أو كراهية أو تمييز عنصري أو تفرقة بناء على لون أو دين أو طائفة أو عرق".
وذكر: "إنه لاحظ على بعض وسائل التواصل ما يعكر التسامح التي تعيشه الإمارات"، مؤكداً أن "الدولة لا تفرق بين الناس، ولا تهين أحداً بناء على أصله أو طائفته أو دولته، ولا ترى الناس إلا سواسية كما خلقهم الله".
وتحدث في رسالته، التي خصّ بها جيل الشباب، عن مجلس والده الشيخ راشد، رحمه الله، وطبيعة روّاده، مبيناً ما كان الشيخ راشد يتمتع به من تسامح في التعامل مع الآخرين، وما كان لذلك من أثر إيجابي في نفوسهم.
وذكر: "كان المجلس يضم المواطنين صغيرهم وكبيرهم، حاضرهم وباديهم، مواطنين من قبائل مختلفة، ومن مذاهب وطوائف مختلفة، ومن أصول وأعراق مختلفة أيضاً. لكنهم جميعاً مواطنون أمام راشد. لهم جميعاً القدر ذاته من الاحترام والتقدير والحقوق والواجبات وحتى الهبات".
وأكد أن "أقرب الناس من راشد مجلساً كان أكثرهم خدمة وعملاً وتأثيراً في مجاله. ولم يكن المقيمون الذين يحضرون مجلسه بأقل من مواطنيه، مقيمون من مختلف الديانات والجنسيات والثقافات احتضنهم المجلس، واحتضنتهم دبي، فقابلوا ذلك بمحبة وعرفان وولاء نعرفه فيهم وفي أبنائهم حتى اليوم".
وانتقل إلى الحديث عن مرحلة ما بعد نشأة الاتحاد، حيث عرف الشيخ زايد، طيب الله ثراه، عن قرب، ونشأت بينهما علاقة الابن بأبيه والطالب بمعلمه. وعرف مجلسه وأخلاقه وتقديره للناس.
وأضاف: "زايد استضاف الجميع في مجلسه على اختلاف أصولهم وقبائلهم وطوائفهم ومذاهبهم، وحتى دياناتهم. زايد أعطى الجميع، وعلّم الجميع، وأحب الجميع، فأحبوه جميعهم على اختلافاتهم، ودعوا له جميعاً بعد رحيله، بل وأورثوا حب زايد لأبنائهم وأحفادهم".
وأكد: "نحن جميعاً (عيال زايد)، وعيال زايد لا يحملون اسمه وحرصه على وطنه فقط، بل يحملون أيضاً قيمه وأخلاقه وسعة صدره وتسامحه وحبه للناس، كل الناس. أورث زايد هذه الأخلاق لشعب الإمارات، ولا أستغرب عندما وجه أخي محمد بن زايد بإضافة مادة التربية الأخلاقية لمدارسنا، لأنه يريد أن يرى أخلاق زايد والقيم التي أنشأه عليها في جميع أبناء وبنات الإمارات".
وتحدث في رسالته عن قانون مكافحة التمييز والكراهية، الذي أصدره الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، "رئيس الدولة، ووريث حكمة زايد وتسامح زايد"، مؤكداً أن "فيه من المواد الرادعة ما يصون المجتمع، ويحفظ إرث زايد لنا وللأجيال المقبلة".
وتابع: "توجيهاتنا لوزيرة التسامح بمتابعة تنفيذ هذا القانون، خصوصاً على وسائل التواصل الاجتماعي. لا نريد إثارة نعرات طائفية أو عنصرية أو مذهبية في مجتمعنا، ولا نريد خلق فتن بين الناس، ولا نريد أي تمييز بناء على لون أو طائفة أو أصل. نوجه الوزيرة بمتابعة تطبيق القانون ولا حصانة لأحد، صغير أو كبير موظف أو مسؤول، لأن مصلحتنا جميعاً هي أن نحافظ على سمعة دولتنا".
أرسل تعليقك