كشفت نتائج استبيان عالمي أجرته "برنزويك" أن سكان دولة الإمارات الأكثر تفاؤلاً في العالم، وينظرون بإيجابية للمستقبل الذي ينتظرهم، ما يتناقض بشكل واضح مع آراء سكان الدول الأخرى، ممن شملهم الاستبيان، وجاءت سويسرا في المرتبة الثانية ضمن قائمة الدول الأكثر إيجابية، في حين تذيل القائمة كل من فرنسا والبرازيل وإيطاليا.
وأوضح الشريك في "برنزويك" رئيس عمليات الشركة في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، روبرت يونغ: "لاشك في أن الشعور بالأمان والاستقرار، الذي يتمتع به سكان دولة الإمارات، وتفاؤلهم بمستقبل الأجيال المقبلة، يشكلان مدعاة فخر واعتزاز لهذا البلد الطموح، ويُعدان من أهم مقومات نجاح البلاد، وبالتالي لابد من ترسيخهما والبناء عليهما لكي تتمكن الدولة من مواصلة مسيرة النمو والازدهار والتقدم".
وتابع: "أما بالنسبة للمؤسسات والشركات التي تشكل قطاع الأعمال في الدولة، فإن هذه النتائج تعني أن أمامها فرصة مهمة عليها اغتنامها لتعزيز دورها والنهوض بمسؤولياتها الاجتماعية على نحو أفضل، وتطوير المزيد من برامج طويلة الأمد للتواصل مع الجيل المقبل بطرق فعالة وأساليب هادفة وبنّاءة".
وأعرب معظم الذين شملهم الاستبيان في دولة الإمارات عن شعورهم بالاستقرار المالي بمستوى أفضل من الجيل الذي سبقهم، وثقتهم بأن هذا الشعور سيكبر ويستمر لدى الأجيال المقبلة. وبيّنت الدراسة أن 74% يعتبرون وضعهم المالي الشخصي أفضل مما كانت عليه أوضاع آبائهم عندما كانوا في العمر نفسه، ويرى 71% أن الوضع المالي للجيل المقبل سيكون أفضل من وضع جيلهم.
وفي المقابل، فإن أقل من 50% من الذين استُطلعت آراؤهم في الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وألمانيا، ومعظم الدول الغربية الغنية، يرون أن أوضاعهم المالية أفضل مما كانت عليه أوضاع آبائهم، وقد انخفضت هذه النسبة بشكل كبير أيضاً عندما سُئلوا عما إذا كانوا يعتقدون أن أوضاع أولادهم ستكون أفضل من أوضاعهم.
وبحسب الدراسة، فإن روح التفاؤل السائدة في الإمارات تستند إلى مقومات عدة، من أبرزها الإحساس الغامر بالرخاء والأمان، والثقة الكبيرة بقدرة وكفاءة قطاع الأعمال، إلى جانب تمتع الجيل الحالي بمستوى أعلى من الاستقرار المالي مقارنة بالأجيال السابقة.
وكانت "برنزويك"، الشركة الاستشارية المتخصصة في العلاقات المؤسسية، استطلعت آراء أكثر من 42 ألف شخص في 26 بلداً، في خطوة تمثل أكبر دراسة من نوعها تجريها شركة استشارية حول مستويات الرخاء الوطني، والتحديات الرئيسة التي تواجه المجتمعات، والنظرة تجاه قطاع الأعمال.
وذكر الشريك في "برنزويك" رئيس عمليات الشركة في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، روبرت يونغ، إن هذه الدراسة العالمية تأتي في مرحلة مهمة يشهد فيها عالم السياسة تحولات كبرى، حيث تتزايد مسؤوليات قطاع الأعمال محركاً رئيساً للتغيير، وفي ضوء ذلك انفردت الإمارات، بحسب نتائج الدراسة، بتفاؤلها ونظرتها الإيجابية والإحساس السائد لدى سكانها بأن الشركات تمثل محركات رئيسة لدفع عجلة التقدم نحو مستقبل مشرق، الأمر الذي يسلط الضوء على ضرورة اضطلاع القطاع بأدوار أكبر في المجتمع، ووجود فرصة سانحة لتطوير "الغاية الاجتماعية" للمؤسسات وجعلها جزءاً من نماذج أعمال الشركات وأهدافها العامة.
وتمثلت إحدى أبرز نتائج الاستبيان في الشعور بالرخاء الوطني لدى سكان الدولة على اختلاف شرائحهم، الذي يُعد إحدى المزايا التي تفوقت فيها الدولة على كل الدول التي شملتها الدراسة.
وينظر سكان الإمارات بإيجابية للحالة العامة للبلاد، وأعطى 92% من الأشخاص الذين شملهم الاستبيان تقييم "جيد" فأكثر، لطبيعة سير الأمور في الدولة، في حين أشار 56% منهم إلى أنهم يرون أن الأمور تسير بشكل "جيد جداً"، مقارنة مع المعدل الوسطي للدول الـ26 التي شملها الاستبيان، الذي بلغ 51% ممن قالوا "جيد" و9% فقط ممن قالوا "جيد جداً".
وكانت هذه النظرة الإيجابية القاسم المشترك بين مختلف الفئات العمرية في دولة الإمارات، حيث أشار نحو 90% من كل فئة عمرية إلى أن الأمور تسير بشكل "جيد" فأكثر، وجاءت سويسرا في المرتبة الثانية ضمن قائمة الدول الأكثر إيجابية، في حين تذيل القائمة كل من فرنسا والبرازيل وإيطاليا، إذ بينت الدراسة أن 20% فقط أو أقل من سكان هذه الدول يرون أن الأمور تمضي بشكل جيد في بلدانهم.
وتضمّن الاستبيان سؤالاً عن القطاع الذي يعتقد الناس أنه الأكثر قدرة على حل المشكلات التي تواجه بلدانهم، من بين ستة قطاعات رئيسة (قطاع الأعمال، والمؤسسات الحكومية، والمؤسسات الأكاديمية، والمنظمات غير الربحية، والمؤسسات العسكرية، والمؤسسات الدينية).
واحتل القطاع الحكومي في الإمارات المرتبة الأولى من حيث المؤسسات الأكثر فعالية في توفير الحلول للتحديات الكبرى، كما تبين أن قطاع الأعمال الأكثر تمثيلاً لمصالح أفراد المجتمع، حيث صنفه 60% من المشاركين في الاستبيان في أعلى مرتبتين، بينما صنّف 48% و43% كلاً من القطاع الحكومي والمؤسسات الأكاديمية على التوالي في المرتبتين العليين (وهي نِسَب فاقت المعدل العالمي بهذا المجال، وبلغت 32% و41% على التوالي).
وشملت الدراسة أيضاً نظرة الناس إلى قطاع الأعمال ككل، بالإضافة إلى درجة الانفتاح نحو التجارة والاستثمار الأجنبي، وتبين أن 82% في دولة الإمارات، ينظرون إلى قطاع الأعمال بإيجابية، في حين يعتقد 74% أن الشركات في الدولة نزيهة وجديرة بالثقة، الأمر الذي يختلف إلى حد كبير عن الواقع السائد في بقية دول العالم.
ويعتقد 64% من سكان الإمارات أنه عندما تُحقق الشركات أداء جيداً فإن ذلك ينعكس إيجاباً على البلد بأكمله، فيما لم تتجاوز نسبة الأشخاص في بقية الدول التي شملها الاستبيان، الذين يعتقدون أن الشركات في بلدانهم نزيهة وجديرة بالثقة، نسبة 37%، حتى إنها تراجعت إلى مجرد 28% في كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية، وعلى الرغم من الثقة العالية في قطاع الأعمال بالإمارات، إلا أن 56% منهم يعتقدون أن قادة الأعمال "لا يفهمون حقاً القضايا والتحديات التي تعترضني في حياتي".
وذكرت الشريك في "برنزويك"، جيهان دحمان بلفقيه، إن هناك فرصة سانحة أمام الشركات لتحسين مستوى التواصل وتوطيد العلاقات مع جميع الأطراف المعنية بها، كي تضمن ثقة الناس بها وبمدى إدراكها وتفهمها للتحديات التي تواجه متعامليها، وتتسم هذه المسألة بأهمية خاصة في الإمارات، مع استمرار توسع ونضوج القطاعات المختلفة، وبالتالي لابد من مراعاتها بالطريقة الأمثل لتجنب السلبية وضعف الثقة السائدين الآن في الغرب.
أرسل تعليقك