أبوظبي - صوت الإمارات
حب الوطن، لا يفرّق بين صغير أو كبير، وليس حكراً على فئة ما، هذا الحب يُترجَم في صورة أفعال إيجابية مجتمعية، ومن بين هذه الفئات؛ كبار المواطنين الذين يعتبرون ذخر الوطن وحراس ذاكرته؛ لذا يحضرون في احتفالية «يوم العلم» تجسيداً لعطائهم المستمر، وغرسهم الطيب المستدام، ونقل إرثهم وتجاربهم للأجيال القادمة للحفاظ على القيم والعادات والتقاليد الأصيلة.
الراوية سعيدة الواحدي من المحظوظات اللواتي عايشن العديد من التطورات والتغيرات في الدولة، هي فاعلة في المجتمع ومساهمة في تنميته وناقلة للموروث الذي تشد عليه بالنواجذ، تشارك في جميع المحافل والأنشطة المجتمعية، مؤكدة أن حبها لوطنها واعتزازها بالعلم تترجمه في العديد من الأفعال الإيجابية، آخذة على عاتقها تعزيز المبادئ الحسنة في أبنائها وأحفادها من خلال ما تقوم به من قول وفعل.
بحماس بالغ، أكدت سعيدة الواحدي بفخر واعتزاز على تعزيز الولاء والانتماء عبر مشاركاتها الفاعلة في المجتمع، من خلال العمل المستدام والسعي في خدمة الوطن والوفاء له، وتسخير ما تعلمته في التواصل مع أحفادها وأبنائها، لتعليمهم السنع والعادات والتقاليد الإماراتية، وهي تقدم دورات هادفة في مجال الحرف اليدوية والتراثية و«الخراريف» وغيرها، ولا يقتصر عملها على نقل الموروث عبر المشاركات الفعلية الحية في المهرجانات والمعارض التراثية، بل حرصت على تعلم وسائل التكنولوجيا التي وجدت فيها فرصة لتعزيز ما تقوم به في المجتمع، ونشر عملها على نطاق واسع، حيث بات بعضهم يتداول مقاطع الفيديو التي تبثها، والخاصة بالتراث والعادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة.
مصدر إلهام
الواحدي الحاصلة على جائزة الشارقة الدولية للتراث الثقافي فئة «الرواة» نتيجة جهودها وحرصها على صون التراث ونقله للأجيال وضمان ديمومته، تعتبر «العَلم» مصدر إلهام للعديد من الأفراد، حيث يمثل أجمل الصور في حب الوطن، من هنا تؤكد صون الحرف التراثية كالتلي والسدو وسف الخوص للحفاظ على هذا الموروث ونقله بطريقة مشوقة للفتيات لحفظه وتعلمه ونقله لغيرهن، موضحة أهمية السنع الإماراتي للأجيال الجديدة، حيث تتناول في محاضرة تحت عنوان «أطفالنا عزوة الخمسين المقبلة»، حث الأبناء على حمل الرسالة وإكمالها على أفضل وجه، مؤكدة أهمية دور الأب والأم في غرس حب الوطن في نفوس الصغار.
سفيرة للموروث
عائشة الشامسي من الجدات المخلصات للعمل والوفيات للوطن، تعمل ليل نهار وتستثمر خبرتها لنقلها للأجيال القادمة، عبر المشاركة في المدارس والفعاليات، لصون التراث، سواء داخل الوطن أو خارجه، فهي تعتبر نفسها سفيرة للموروث وحارسة لقيمه، تحرص على تعليم السنع والعادات والتقاليد الأصيلة للأجيال، مع مواكبة التطور لضمان التواصل مع هذا الجيل، حيث استطاعت الشامسي أن تستثمر وسائل التكنولوجيا للتواصل مع الأطفال في المدارس، وتقديم حصص عن السنع والعادات والتقاليد عبر «الأونلاين»، وانتهزت الفرصة لبيع ما تنتجه على منصة «إنستغرام»، بعد أن حصلت على رخصة تاجرة من البيت، وعبر هذه الصفحة فتحت سوقاً جديداً لها، وباب رزق دائماً، مؤكدة أن حب الوطن يتجلى في صورة العمل المستدام والمشاركة في التنمية.
تعزيز الهوية
من جهتها، قالت خديجة الطنيجي التي تعتبر قدوة حسنة لكل المحيطين بها، إنها كانت سبباً في التزام الجيل الجديد بالقيم والعادات والتّقاليد والهويّة الوطنيّة، حيث شاركت في العديد من المهرجانات التراثية، وأسهمت في إنجاح العديد من الأنشطة والفعاليات، مشددة على أهمية غرس القيم، وتعزيز الهوية في نفوس الأطفال منذ الصغر، لتكريس حب الوطن في نفوسهم، وحثهم على التطوع، موضحة أنها أثّرت إيجابياً في أسرتها، ودفعتهم نحو الالتزام بالقيم الأصيلة، من خلال مشاركتها في الأنشطة والفعاليات التراثية، وتقديم ورش الحرف التّقليديّة، خاصة إعداد العطور والمخمرية، ما يجعلها سفيرة للتراث في جميع المحافل المحلية والدولية.
عزة وشموخ
قالت مريم سعيد سالم، رئيسة اللجنة النسائية بجمعية «شمل» للفنون والتراث، والتي تنظم العديد من الفعاليات والأنشطة التي تعزز الولاء والانتماء في نفوس الأطفال: «أفتخر بوطني وهويتي، وعملي جزء بسيط من رد الجميل لهذا الوطن المعطاء، فالعلم يرافقني أينما حللت وارتحلت». واليوم يقف الجميع بفخر وإجلال للوطن، ليبقى هذا العَلم يرفرف في سماء المجد بعزة وشموخ، مشيرة إلى أن جمعية شمل للفنون والتراث الشعبي والمسرح تنظم العديد من الفعاليات والأنشطة، مثل آداب السنع والألعاب الشعبية والطبخ الشعبي والحرف اليدوية والمعرض الخاص بالأسر المنتجة وجلسات الشعر والفنون الشعبية والمعارض التراثية والألعاب الترفيهية، كما تساهم أيضاً في تنمية المواهب وغرس روح الانتماء وحب الوطن في نفوس الأجيال.
أدوات تراثية ناطقة
اختارت خديجة الطنيجي التجديد من خلال دمج أكثر من عنصر تراثي في أداة واحدة لتضفي عليه جمالاً وتبث فيه روحاً مختلفة من دون أن تخرج عن روح التراث الأصيلة، فهي تزين الدلال والمداخن بالحلي القديمة لتجعلها ناطقة وكأنها عروس تتزين بأجمل الحلي، هذا الأمر بث الحياة في بعض الأدوات التراثية، ولم تترك الطنيجي أي جانب من الصناعات التراثية إلا وأضفت عليها لمسات إبداعية، وهذا جعلها رائدة في مجالها ومتفردة فيه، ولا يقتصر عملها على تجديد التراث وإنما تعمل أيضاً على تدوير المنتجات وتحويلها إلى أدوات تراثية ناطقة بالجمال.
حب وعطاء
صالح حنبلوه الذي يطلق عليه رجل التراث البحري، حيث استقطع مساحة من مسكنه في مدينة الرمس بإمارة رأس الخيمة، وأنشأ عليها متحفاً ضم العديد من المقتنيات والأدوات البحرية التراثية التي توثّق فترة موغلة في القدم، وتعكس ارتباط أبناء الديرة بالبحر كوجهة وفرت لهم الحصول على كل متطلبات معيشتهم، مؤكداً أن العلم يمثل حب الوطن ويجسد العطاء اللامشروط واللامحدود، ففي كل عام يصنع «جلبوط» ويزينه احتفاءً بهذه المناسبة الغالية، موضحاً أنه لا يدخر جهداً في التعريف بالتراث البحري كمسؤولية مجتمعية، لافتاً إلى أن هذا الإرث الشفهي يجب أن يعرفه هذا الجيل ويفتخر به ويعتبره جزءاً من هويته، للسير على نهج القيادة الرشيدة في حفظ التراث ونقله للأجيال.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
القاسمي يخاطب قادة التغيير في حفل جائزة الشارقة الدولية لمناصرة اللاجئين
عبدالله بن زايد يعلن نتطلع في يوم العلم بقلوب ملؤها الطموح
أرسل تعليقك