ناقشت شبكة دبي للدبلوماسية العامة والاتصال، في أول اجتماعاتها، برئاسة المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، منى غانم المرّي، ومشاركة أعضاء الشبكة من مسؤولي الاتصال في دوائر ومؤسسات وهيئات حكومية وشبه حكومية في إمارة دبي، الأهداف العامة للشبكة واستراتيجيتها والمحاور الأساسية والخطوط العريضة لأسلوب عملها خلال المرحلة المقبلة، بما يعزز الخطاب الحكومي والرسالة الرسمية للإمارة، وتوصيل رسائل دبي بصورة نموذجية تكفل إبراز الانجازات والنجاحات المتوالية المتحققة لها ضمن شتى القطاعات بأسلوب أمثل من خلال عملية التنسيق المستمرة عبر الشبكة، وتعظيم الاستفادة من كفاءات وقدرات أعضائها في مجال الاتصال.
وقدّمت مدير الاتصال الاستراتيجي في المكتب الإعلامي لحكومة دبي، نورة المنصوري، شرحاً حول أهم مكونات أجندة الشبكة خلال الأشهر المقبلة، بما في ذلك ورش العمل التي سيتم من خلالها مناقشة عدد من الموضوعات المهمة الداخلة في اختصاص القائمين على عملية الاتصال في الجهات الحكومية وشبه الحكومية الممثلة في الشبكة، والتي ستتناول على سبيل المثال أساليب صياغة الرسائل الأساسية والعناصر المصاحبة لها، والأسلوب الأمثل لإدارة الأزمات والطوارئ من الناحية الإعلامية، وغيرها من الموضوعات الفنية المرتبطة بعمليات الاتصال.
وفتح اجتماع شبكة دبي للدبلوماسية العامة والاتصال باب النقاش لمعرفة أفكار ومقترحات الحضور نحو تأكيد دور الشبكة، وتحقيق الأهداف المتوخاة من وراء تأسيسها، فقد اتسم الاجتماع الأول بنقاش واسع تطرق إلى العديد من الموضوعات ذات الصلة بمجال عمل الشبكة واختصاصاتها والرسالة التي تسعى إلى تحقيقها.
واستعرض المشاركون طيفاً من الموضوعات المتعلقة بالاتصال الحكومي من خلال ما يقوم عليه الأعضاء من خطط واستراتيجيات في ذات الخصوص، وقدموا تصورات حول كيفية العمل المشترك لتحقيق أهداف الشبكة.
وشرحت المرّي دور المكتب الإعلامي والمهام الرئيسة التي يضطلع بها والخدمات التي يوفرها، والأهداف الرئيسة التي يسعى لتحقيقها والتي تصب جميعها في إيجاد نهج جديد ومتطور لدعم عمليات الاتصال الحكومي وتطوير الرسالة الرسمية على مستوى إمارة دبي، والاضطلاع بدور فاعل كحلقة وصل محورية بين القطاع الحكومي وقطاع الإعلام سواء المحلي أو العربي، وكذلك العالمي.
وتناولت الأهداف الأساسية التي تأسست من أجلها الشبكة بتوجيهات مباشرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، التي تتركز في مجملها على إيجاد الأطر الكفيلة بدعم الخطاب الحكومي في مختلف المحافل والمناسبات، وفي ما يتعلق بشتى الموضوعات الحيوية ذات الطابع الاستراتيجي المتعلقة بإمارة دبي، بما يكفل تقديم الصورة النموذجية حول الإمارة بأسلوب مهني واحترافي يفيد من الخبرات المتراكمة والتجارب المتميزة لدى أعضاء الشبكة الذين يعدون مسؤولين بشكل مباشر عن تكوين الصورة الكلية لدبي أمام العالم، بما يقدمون من خدمات وما يحرزون من إنجازاتٍ كلٌّ في مجاله.
وتسعى الشبكة، التي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، في شهر مارس الماضي، على هامش أعمال منتدى الدبلوماسية العامة والاتصال الحكومي، إلى تحقيق أرفع درجات التكامل والتنسيق بين أعضائها في ما يتعلق بالاتصال بالإعلام، علاوة على عنايتها بتوظيف الدبلوماسية العامة التي تستند في جوهرها إلى "القوة الناعمة" للمجتمع والاستفادة منها بصورة مثالية لدعم جهود الاتصال من خلال استراتيجيات واضحة ومحددة يمكن من خلالها تعظيم هذا الدور.
وأكدت المرّي أن الدولة تعد من أنجح الدول على مستوى العالم في توظيف القوة الناعمة في توصيل رسالتها إلى العالم، وتقدم القيادة نموذجاً يحتذى في هذا المجال، مشيرة إلى المواقف العديدة التي يتضح من خلالها أثر الدبلوماسية العامة والتي قد يتجاوز أحياناً في أثره، ومن خلال بادرة بسيطة، تأثيرات حملات إعلامية كبرى.
وذكرت إن الدولة حققت تقدماً لافتاً في مجال الاستفادة من القوة الناعمة في دعم الرسالة الرسمية متقدمة على العديد من الدول الكبرى صاحبة الباع الطويل في مجال الاتصال الحكومي، لافتة إلى تنوع صور القوة الناعمة وقنواتها، ضاربة مثالاً بصناعة السينما التي وظفتها بعض الدول في دعم رسالتها وترسيخ صورة إيجابية عنها في أذهان الناس خارج نطاق حدودها.
وأوضحت المري أن الشبكة ستكون بمثابة منصة لتبادل المعرفة والخبرات وتعزيز العلاقة بين الجهات الممثلة فيها، عبر مجموعة من الوسائل ربما من أهمها التطبيق الإلكتروني الذي تم تطويره خصيصاً لتسهيل عملية التواصل المباشر بين أعضاء الشبكة وضمان تبادل الأخبار والمعلومات بأسلوب فاعل يكفل أن يكون الجميع على اطلاع دائم بالتطورات والمستجدات المهمة المتعلقة بدبي، من خلال الإشعارات الإخبارية التي سيتم مشاركتها مع جميع أعضاء الشبكة.
ونوّهت بأهمية وجود مثل هذه المنصّة لاسيما لتحقيق أعلى مستويات الكفاءة في التعامل مع مواقف الطوارئ والأزمات التي تتطلب وجود وسيلة تتيح الاتصال السريع لتبادل المعلومات مع الجهات المعنية كافة، ومن ثم ضمان سرعة توفيرها للإعلام، وكذلك المجتمع وجميع الأطراف ذات الصلة.
وقدمت حريق "فندق العنوان" الذي وقع عشيّة عام 2016، كمثال، مستعرضةً أسلوب العمل الناجح الذي تمت به معالجة الأزمة بفضل توجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ومتابعة الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، وتضافر جهود شرطة دبي والدفاع المدني وهيئة الإسعاف مع المكتب الإعلامي في توفير المعلومات للإعلام بصورة لحظية حول تطورات الموقف والتأكيد على الرسائل الإيجابية التي واكبته، لاسيما قرار الشيخ محمد بن راشد، الاستمرار في الاحتفالات وفق الخطة المعتمدة دون تغيير، والتأكيد على عدم وجود أي إصابات جراء الحادث، حيث كان هذا التعامل الاحترافي مع الأزمة محل تقدير واسع النطاق على المستوى العالمي، للنجاح الطيب في تحجيم الموقف إعلامياً وتحويل النظرة السلبية حياله إلى رسائل إيجابية أكدت قدرة دبي على التعاطي مع مختلف الأزمات بحكمة ورباطة جأش كاملتين.
وتناول الاجتماع الأهمية المتنامية لوسائل ومنصات التواصل الاجتماعي التي باتت تمثل ركيزة من ركائز استراتيجيات الاتصال لما تتمتع به من انتشار واسع، وقدرتها على الربط بين الناس وإمدادهم بالمعلومات والصور والأخبار بصورة فورية، ما جعلها تنافس وسائل الإعلام في نقل الأخبار والمعلومات وتبدل مفاهيم الإعلام وتغيّر قواعده المعهودة.
أرسل تعليقك