أبوظبي – صوت الإمارات
انطلقت، الأربعاء، في أبوظبي فعاليات جلسات الحوار بين حكماء الشرق والغرب، بين مجلس حكماء المسلمين والطائفة الأسقفية الإنجليكانية، بعنوان "نحو عالم متفاهم متكامل"، برئاسة شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، الدكتور أحمد الطيب، ومشاركة رئيس أساقفة كانتربرى، رئيس الطائفة الأسقفية الإنجليكانية، القس جيستن ويلبي، وعدد من الشخصيات الدينية والثقافية والسياسية من مختلف دول العالم.
وأكد مشاركون في الجلسات أن الإمارات تعد نموذجاً يُقتدى به في الانفتاح المتوازن والتطوُّر المحسوب بدقة، والجمع بين القديم والجديد، والأصالة والمعاصرة، والتراث والحداثة، وأن اختيار الإمارات لإقامة الحوار يتناسب مع ما تتخذه قيادة البلد من خطوات جادة في حماية الأقليات وإتاحة الحريات الدينية.
وأعرب شيخ الأزهر عن اعتزازه الشديد بانعقاد هذا الاجتماع، الذي يعد الأول من نوعه في الشرق العربي، في دولة الإمارات، التي اعتبرها "نموذجاً يُقتدى به في الانفتاح المتوازن والتطوُّر المحسوب بدقة، والجمع بين القديم والجديد، والأصالة والمعاصرة، والتراث والحداثة، في انسجام دقيق، وتناغُم يقِل نظيرُه في نماذج الدول التي تحاول أن تأخذ طريقها نحو الرُّقي والنُّهوض، وذلك بفضل قيادتها الرَّشيدة، وحكمة القائمين على أمورها".
وشدد على أن أكثر المآسي، التي باتت تعانيها البشرية في الوقت الراهن، ترجع إلى ما وصفه بـ"شيوع الفكر المادي، وفلسفات الإلحاد، والسياسات الجائرة التي أدارت ظهرها للأديان الإلهية، وسخرت منها ومن تعاليمها".
وذكر: "هذه الفلسفات والسياسات أخفقَت إخفاقاً كبيراً في توفير بدائل أخرى غير الدِّين، تُحقِّق للإنسان قَدراً من السعادة، أو أملاً في حياة ذات مغزى وهدف، أو تضمن له حقوقاً كالتي تضمنها له الأديان الإلهيَّة، وفي مقدمتها حقُّ العدل والمساواة، وحقُّ الحريَّة وحقُّ الاختلاف"، مؤكداً أن البشرية باتت تتطلع بشغف شديد إلى العودة لجوهر الأديان الإلهية وتعاليمها الإنسانية والخلقية، بعد أن استبدَّت التجارب الأخرى بمصائر الشعوب وحقوقها ومقدراتها.
وأوضح رئيس الطائفة الإنجليكانية إن اختيار الإمارات لإقامة الحوار يتناسب كثيراً مع ما تتخذه قيادة هذا البلد من خطوات جادة بشأن حماية الأقليات وإتاحة الحريات الدينية، لافتاً إلى أن الأزمات التي يعيشها العالم حالياً تؤثر في مختلف الطوائف، وتمتد من الأديان إلى القوانين تخص العالم.
وتحدث عضو مجلس حكماء المسلمين، العلّامة الشيخ عبدالله بن بية، مؤكداً أن الحوار واجب ديني وضرورة إنسانية، وليس أمراً موسمياً، معتبراً ثقافة الحوار من أصل الدين، ومقتضيات الأمور الإنسانية التي أمر بها المولى عز وجل، ومشدداً على أن الحوار القائم على الاختلاف المتحضر، هو الأساس لحل المشكلات التي يعيشها العالم في الوقت الراهن.
وأضاف: "لا توجد أي مشكلة أو تعارض بين العلم والدين، لكن المشكلة تكمن فيمن يطالبون العلم بالإجابة عن أسئلة وأمور، لا يستطيع الإجابة عنها، وتحميل العلم مسؤولية الإلحاد سببه الطريقة التي تعامل بها الناس مع العلم، خصوصاً الذين لم يسلكوا الطريق الصحيح
أرسل تعليقك