وجه اللواء الركن مهندس عيسى سيف بن عبلان المزروعي نائب رئيس أركان القوات المسلحة كلمة عبر مجلة " درع الوطن " بمناسبة اليوم الوطني الـ 43 للدولة .
وفيما يلي نص الكلمة..
"مع إشراقة اليوم الثاني من شهر ديسمبر لعام 1971 كان شعب الإمارات على موعد مع التاريخ ليعلن انطلاقته الكبرى ويبدأ مسيرته الظافرة في ظل القيادة الرشيدة لمؤسسين الاتحاد إذ كان هذا يوما تلاقت فيه الإرادات وخلصت فيه النيات وتوحدت فيه السواعد وتكثفت فيه الجهود وكانت الرؤية واضحة منذ البداية والأهداف محددة بأن تسخر كل الطاقات والإمكانيات لبناء الإنسان والنهوض بالوطن نحو آفاق الرقي والتطور وذلك نابع عن إيمان صادق وعزيمة راسخة ونظرة ثاقبة تتطلع إلى المستقبل بطموح غير محدود وتطلعات تحقق أماني المواطنين.
وكان من الطبيعي أن تصبح الدولة صرحا شامخا وواحة أمن واستقرار يعيش في كنفها أبناء الإمارات جميعا تحت راية الوحدة الوطنية التي كانت وما تزال عماد الحاضر وأساس المستقبل .. ونحن إذ نقف اليوم لنستذكر ما تحقق من انجازات نعلم أن تجربتنا الوحدوية هي البرهان الساطع على أن الوحدة والتآزر هما مصدر كل قوة ورفعة وفخر والاتحاد كما قال بحق المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عليه رحمة الله ما قام إلا تجسيدا عمليا لرغبات وأماني وتطلعات شعب الإمارات الواحد في بناء مجتمع حر كريم يتمتع بالمنعة والعزة وبناء مستقبل مشرق ترفرف فوقه راية العدالة والحق وترسيخ دعائم الاتحاد وتوطيد أركانه وتعزيز استقراره وتحقيق تقدمه كضرورة وطنية أكدتها الروابط والمصير المشترك.
واليوم إذ تهل علينا هذه الذكرى العزيزة على نفوسنا جميعا نذكر بكل التقدير والعرفان المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه المؤسسين الذين وهبوا جهدهم وفكرهم ووقتهم لبناء أمة استطاعت من خلال مرتكزات قيادية قوامها الحكمة وصدق العزيمة أن تستشرف آفاق المستقبل برؤية عصرية لتقيم نهضة حضارية جعلت أول مرتكزاتها إنسان الإمارات.
وها نحن اليوم نشهد روعة الإنجازات التي تحققت خلال الفترة منذ قيام الاتحاد وقطعت خلالها الدولة اشواطا كبيرة من التقدم والرقي وتحقيق سبل الرفاء والرخاء وتوفير الأمن والاستقرار لشعبها الكريم وارتقعت عبر السنوات إلى مصاف الدول المتقدمة بفضل انجازاتها ومواقفها الصادقة وسياستها الحكيمة المتوازنة ودورها الإيجابي في التعامل مع مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
إن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" ومؤازرة إخوانه أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات وسيدي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ولي عهد أبوظبي ماضية وفق رؤية استراتيجية شاملة للتطوير والانطلاق نحو تحقيق المزيد من الإنجازات على طريق الارتقاء بكافة جوانب الحياة على امتداد أرض الإمارات وبما يلبي كافة الطموحات الوطنية لصالح الوطن والمواطن ومستقبل الأجيال.
إن اقرار القانون الاتحادي بشأن الخدمة الوطنية والاحتياطية هو إضافة وإضاءة في الرؤية الاستراتيجية الشاملة للدولة ومما لا شك فيه أن الخدمة الوطنية ستؤصل وتعزز انتماء أبناء هذه الأرض الطيبة إلى وطنهم دولة الإمارات العربية المتحدة .. لقد أسعدنا وأثلج صدورنا رؤية أفواجا من أبنائنا وهم يقبلون على أداء الخدمة الوطنية بروح وطنية شامخة وحماس ان دل فإنما يدل على صدق انتمائهم وحبهم لوطنهم.
وقد حرصت الدولة على إقامة منظومة متكاملة من المنشآت والمؤسسات والمشروعات الاقتصادية والتجارية والخدمية الكبرى وتواصل المسيرة خطاها لتصبح دولة الإمارات ملتقى العالم في كافة المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية والعسكرية وقد ظلت الدولة تحتفظ بدورها الفاعل والمؤثر في حركة التطور العالمي.
من جهة أخرى كان تعزيز ودعم قدرات قواتنا المسلحة واستمرار مواكبتها لأحدث النظم العالمية تسليحا وتدريبا وحسن إدارة ضمانة حقيقية لحماية الوطن وصيانة حقوقه والدفاع عن انجازاته ومكتسباته .. وإذ كان سقف طموحاتنا وتطلعاتنا لتنمية وطننا المعطاء ليس له حدود فإن حرصنا على تطور قواتنا المسلحة يكتسب أهمية قصوى للحفاظ على الأمن الوطني والدفاع عن قيمنا ووحدتنا ومقدراتنا وقد علمنا التاريخ أن الأمن والتقدم متلازمان متكاملان ولهذا فالإنماء والتقدم استلزم اللحاق بركب الدول المتقدمة وبالضرورة فإن الجيش القوي قادر على حماية نهضة الإمارات وانجازاتها الحضارية.
ومن منطلق إيماننا بأن النجاح الذي حققته قواتنا المسلحة لا يغفل حاجتنا المستمرة للحفاظ على هذا النجاح وتدعيمه إذ أن المقياس الحقيقي للنجاح لا يكون في التزود بأحدث الأسلحة فحسب بل وفي استمرار تعزيز الكفاءة القتالية الميدانية لهذه القوات وفق تخطيط علمي مدروس ومستمر.
واليوم ونحن نحتفل بهذه الذكرى نتوجه فيها إلى جنودنا البواسل في كل موقع من مواقع المسؤولية وإلى كل قابض على سلاحه وكل رابض خلف مدفعه وإلى كل متحفز عن الثغور وإلى كل من يؤدي واجبه في صمت جوا أو برا أو بحرا لحماية ثرى وطنه .. أن يتخذ من هذه المناسبة دافعا قويا ومحفزا لمزيد من العمل والمثابرة ومضاعفة الجهود من أجل الارتقاء أكثر بالجاهزية والكفاءة القتالية مع الحرص على ديمومة اليقظة والقدرة على التفاعل الخلاق في مواجهة كافة التحديات والمستجدات.
وبهذه المناسبة الخالدة يشرفني أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" وإلى سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" وإلى إخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات وإلى سيدي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة..داعيا الله عز وجل أن يعيد هذه المناسبة عليهم جميعا وعلى الوطن والمواطنين باليمن والخير كما نجدد العهد والولاء ضباطا وضباط صف وأفرادا بأن نكون الجند الأوفياء والعين التي لا تنام لوطن الخير والعطاء".
نقلاً عن وام
أرسل تعليقك