أعلنت المنظمة الدولية للهجرة الجمعة، أن قرابة 991 ألف لاجئ ومهاجر دخلوا أوروبا، برًا وبحرًا هذا العام، وأن من المتوقع بأن يصل العدد إلى مليون في الأيام المقبلة.
وأضافت المنظمة أن حوالي 4300 شخص وصلوا إلى الجزر اليونانية الأربعاء وحده، من بينهم 3400 وصلوا إلى جزيرة ليسبوس، وهو ما يعني أن تدفّق الفارين من الحروب والفقر في الشرق الأوسط وأفريقيا عبر تركيا، مستمر على رغم برودة الشتاء وارتفاع الأمواج وزيادة سرعة الرياح في البحار.
وأفاد الناطق باسم المنظمة جويل ميلمان، للصحافيين: "شهدنا تدفقًا قويًا في أواخر العام، ولهذا تقدّر المنظمة الدولية للهجرة أنه بحلول الثلاثاء المقبل، وربما قبل ذلك سيتجاوز العدد المليون"، مشيرًا إلى أنه عدد غير مألوف.
وأضاف أن عدد الأشخاص الذين وصلوا إلى أوروبا في ما يعتبر أسوأ أزمة هجرة منذ الحرب العالمية الثانية، سيمثل ما لا يقل عن أربعة أمثال أعداد اللاجئين في 2014.
وذكر ميلمان الذي كان يتحدث في اليوم العالمي للهجرة: "نريد أيضًا أن نشير إلى أن تلك التدفقات الكبيرة جدًا في كانون الأول / ديسمبر في البحر المتوسط، تنبئ بأنه سيشهد الكثير من حالات الوفاة، وهو ما نخشاه".
وحدث ذلك على نحو خاص في شرق البحر المتوسط أو بحر إيجة، وأحصت منظمة الهجرة الدولية 706 وفيات منذ بداية العام. ويشمل الإجمالي 422 شخصًا قتلوا في البحر منذ 16 تشرين الأول / أكتوبر الماضي، بمعدل سبع حالات وفاة يوميًا في المتوسط.
وتابع: "هذا أمر مقلق للغاية ولا نتمنى تكرار ما حدث في شتاء العام الماضي. لكن مما نراه، لا تزال التدفقات قوية وخطرة".
وأعلنت الأمم المتحدة في الوقت ذاته، أن عدد من شردوا في العالم كله يرجح أن يكون تجاوز بكثير رقمًا قياسيًا هو 60 مليون شخص هذا العام.
وجاء ذلك في وقت اجتمع قادة الاتحاد الأوروبي في اليوم الثاني من آخر قمة لهم هذا العام تناولت قضايا الهجرة وأمن الحدود، بعد محادثات ليل الجمعة، عرض خلالها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون مطالب بلاده في ما يتعلق بالإصلاحات في الاتحاد الأوروبي.
وأكد كامرون أنه يستطيع أن يرى طريقًا إلى اتفاق تبقى بريطانيا بمقتضاه في الاتحاد الأوروبي، بعد أن أبلغه قادة الاتحاد في القمة المنعقدة في بروكسيل أنهم لن يقبلوا التمييز ضد عمال الاتحاد الأوروبي المهاجرين في بريطانيا.
وتعهد القادة أيضًا، بتسريع وتيرة إنشاء قوة حرس حدود وخفر سواحل في الاتحاد، وقرروا الاتفاق على تفاصيل القوة الحدودية الجديدة بحلول منتصف العام المقبل.
وناقشت القمة الجمعة اتفاق باريس الذي تم التوصل إليه بشأن التغير المناخي ومكافحة التطرف والاتحاد الاقتصادي والنقدي، بحضور رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي.
وحاول ما بين 800 إلى 1000 مهاجر دخول نفق المانش قرب كاليه في شمال فرنسا للوصول إلى بريطانيا، ما أدى إلى انتشار واسع لقوات الأمن، كما أفادت مصادر متطابقة.
وأوضحت المصادر أن بعض المهاجرين استخدموا شفرات لقطع أغطية الشاحنات للصعود إليها، ولفت إلى أن كثيرًا من المهاجرين تمكنوا من الدخول إلى موقع النفق البالغة مساحته 650 هكتارًا.
وبيّنت إدارة الأمن المحلية أنه تمت السيطرة على الوضع، مشيرة إلى أن قوات الأمن التي تم نشرها في محيط نفق المانش تعرّضت لإلقاء مقذوفات واضطرت لاستخدام الغاز المسيل للدموع.
ويعيش حوالي 4500 مهاجر، معظمهم من دول شرق أفريقيا والشرق الأوسط وأفغانستان، في مدينة صفيح التي تبعد ساعة مشيًا من وسط كاليه في ظروف سيئة، وتوفي 18 منهم في بداية حزيران / يونيو الماضي، لدى محاولتهم العبور إلى بريطانيا.
وشهد النفق في صيف 2015، العديد من محاولات عبور من المهاجرين بلغت ذروتها في الثالث من آب / أغسطس الماضي، حين سجلت 1700 عملية توغّل، واتخذت إجراءات لاحقًا لصدّهم، خصوصًا إقامة سياج بطول 37 كلم يخضع لرقابة مشددة.
أرسل تعليقك