دمشق - نور خوام
كشفت أسيرة إيزيدية، دون الـ20 من العمر، عن تفاصيل مذهلة عن الغارة التي شنتها قوات خاصة أميركية وبريطانية على مخبأ الرجل الثاني في قيادة تنظيم "داعش" أبي سياف، في دير الزور في سورية، في 16 من أيار/ مايو، وانتهت بقتله وأسر زوجته التي حاولت النجاة من الأسر بالتظاهر بأنها من السبايا الإيزيديات.
وذكرت تقارير صحافية أن مروحيات من طراز "بلاك هوك" أغارت في جنح الليل على منزل أبي سياف، في عمق الأراضي التي يسيطر عليها "داعش"، ونزل منها 15 من رجال القوات الأميركية الخاصة "دلتا فورس" واقتحموا منزل الرجل، الذي يعد وزير المال في "داعش"، والصديق المقرب لزعيم التنظيم أبي بكر البغدادي. واتضح أن القوات الأميركية تلقت معلومات عن مخبأ أبي سياف من أكراد يعملون مخبرين لمصلحة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ووزارة الدفاع "البنتاغون".
وأضافت التقارير أنه جرى إلغاء غارتين قبل تصفية أبي سياف، بسبب مشكلة إرشاد، ولاحقاً بسبب رداءة الطقس. غير أن العملية أسفرت عن اغتيال أبي سياف، وأسر زوجته، وتحرير فتاة إيزيدية كان نائب زعيم "داعش" يحتجزها في منزله. كما أتاحت للقوات الأميركية والبريطانية العثور على كنز من المعلومات عن كيفية عمل "داعش"، وتمويلها، واتصالاتها.
واستخدمت المروحيات الأميركية الصواريخ والمدافع الرشاشة في مهاجمة المنزل. وبعد انتهاء الغارة الجوية اقتحم أفراد القوات الخاصة المنزل وقتلوا حارسين كانا يقفان أمام بيت أبي سياف الذي كان تقيم فيه أخت زوجته وزوجها، الذي يتولى الحراسة الشخصية لأبي سياف. وكشفت الرهينة الإيزيدية أن أبا سياف وزوجته حاولا الهرب وأخذها معهما، لكن الجنود الأميركيين
سرعان ما اقتحموا غرفة نومه، وقبل أن يلتقط مسدسه أردوه بطلقتين في الصدر. وسأل الجنود الفتاة عمن تكون، فردت بأنها إيزيدية تم بيعها لنائب زعيم "داعش". وسارعت زوجة أبي سياف لتدعي أنها إيزيدية أيضاً، في محاولة جبانة للنجاة من موت محقق. لكن الأسيرة الإيزيدية أبلغتهم فوراً بأن تلك المرأة كاذبة، فاحتجزوها ونقلها إلى أحد السجون العسكرية.
وعند قيامهم بتفتيش غرف المنزل عثر الجنود الأميركيون على عدد من أجهزة الحاسب المحمول والهواتف النقالة التي يعتقد بأنها تحوي معلومات عن تجارة النفط التي توفر أموالاً طائلة للتنظيم المتشدد. والغارة الناجحة على منزل الرجل الثاني في قيادة "داعش" تؤكد اتساع نطاق شبكات المخبرين الأكراد بإشراف وكالة الاستخبارات المركزية
الأميركية و"البنتاغون".
أرسل تعليقك