أبوظبي – صوت الإمارات
أعلنت دولة الإمارات تقديمها 100 مليون دولار أميركي لدعم اليمن خلال عام 2017، مؤكدة أنها لن تتوانى عن دعمها للشعب اليمني الشقيق، في حين أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أن الدول المانحة تعهدت بتوفير نحو مليار ومئة مليون دولار للمساعدات الإنسانية لليمن، وذلك في ختام مؤتمر رفيع المستوى بشأن خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن، المنعقد في جنيف بمشاركة ممثلين عن أكثر من 50 دولة.
وأوضح سلطان محمد الشامسي، مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون التنمية الدولية خلال المؤتمرالمانحين لليمن الذي عقد أمس في جنيف إن دولة الإمارات قدمت أكثر من ملياري دولار لليمن، منذ أبريل 2015 على شكل مساعدات إنسانية وتنموية وبرامج إعادة التأهيل والإعمار استهدفت القطاعات الأساسية المختلفة كالبنية التحتية والصحة والإسكان وتوفير الميزانيات التشغيلية وغيرها في مختلف المحافظات، مشيراً إلى أن هذه المساعدات استهدفت 10 ملايين مواطن يمني منهم قرابة 4 ملايين طفل.
وأضاف أنه على سبيل المثال، قدمت دولة الإمارات ما يزيد على 172 ألف طن من المواد الغذائية للشعب اليمني الشقيق منذ بداية الأزمة لمواجهة النقص الحاد في المواد الغذائية، وتم تطعيم 488 ألف طفل ضد شلل الأطفال وتقديم الأدوية والعقاقير وسيارات الإسعاف لدعم القطاع الصحي وتوفير الاحتياجات الصحية والغذائية الضرورية للسكان المحليين في المحافظات اليمنية مثل عدن وتعز والحديدة فيما أعادت الإمارات، بناء وصيانة أكثر من 270 مدرسة، وإعادة إعمار 40 مستشفى وعيادة في مختلف المحافظات. وفي مجال النقل تم إعادة بناء وتأهيل مطار وميناء عدن ومطار الريان بحضرموت، وفي سقطرى ميناء ومطار لتساهم في دخول المواد الإنسانية وأيضا الاقتصادية فيما يجري العمل على تأهيل ميناء المخا بعد تحريره من أيدي الانقلابيين والذي يمكن استخدامه كمنفذ اضافي للمساعدات الإنسانية خاصة لمحافظة تعز. كما نفذت دولة الإمارات مشاريع إنسانية مع المنظمات الدولية، ومنها التعاون مع برنامج الغذاء العالمي، ومنظمة اليونيسف، ومنظمة الصحة العالمية، والعمل أيضا مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
ولفت إلى أن المساعدات الإماراتية المقدمة في مجال دعم الميزانيات والدعم والتنسيق اللوجيستي ساهمت في توفير نفقات التشغيل والإدارة والأمن ودعم القضاء والمحاكم وبناء قدرات الشرطة اليمنية عبر تدريب افراد الشرطة وتأهيل مراكز الشرطة والذي يعتبر أيضا ضرورة قصوى لتمكين عمل المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية العاملة في مجال الإغاثة. وشدد سلطان محمد الشامسي على أن الوضع الإنساني في اليمن يعتبر أولوية قصوى بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة ويأتي ذلك إدراكاً للانعكاسات الخطيرة لهذه الأزمة على اليمن وعلى محيطها الإقليمي والدولي مؤكدا على دعم دولة الإمارات للجهود التي يبذلها مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن لإرساء دعائم الأمن والسلام في اليمن، حيث تؤمن دولة الإمارات بأن حل الأزمة يعتمد على نجاح المسار السياسي المستند إلى المبادرة الخليجية وآلياتها ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن 1ذات الصلة وخاصة القرار 2216.
وأكدت دول مجلس التعاون الخليجي الالتزام الذي وضعته هي ودول التحالف العربي على عاتقها لحماية الشعب اليمني ودعم حكومته الشرعية وتلبية الاحتياجات الإنسانية والتنموية للشعب اليمني، انطلاقا من أواصر القربى وعلاقات الجوار والمصير المشترك. جاء ذلك في كلمة مساعد وزير الخارجية البحريني عبد الله الدوسري، نيابة عن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أمام المؤتمر. وقال الدوسري إن دول المجلس تثمن جهود الأمم المتحدة والرعاة الرئيسيين في عقد هذا المؤتمر الإنساني الذي يسعى لتلبية الاحتياجات الإنسانية في اليمن، وتشاركها القلق حول الأوضاع الإنسانية التي يعيشها اليمن منذ سبتمبر 2014. ونبه إلى أن مساعي دول مجلس التعاون في تقديم المساعدة والدعم للشعب اليمني لم تكن وليدة الفترة الأخيرة بل امتدت عبر عقود من الزمن، أثبتت أن دول المجلس كانت ولا تزال من أكبر المانحين للمساعدات الإنسانية في اليمن، كما أنها تولي اهتماما كبيرا لملف إعادة الإعمار والتنمية عبر تنفيذ المشروعات التنموية وإعادة تأهيل الاقتصاد اليمني وإدماجه بالاقتصاد الخليجي.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة قال خلال افتتاح المؤتمر إن اليمن يشهد "مأساة ذات أبعاد هائلة". وقال إن "الاحتياجات الإنسانية في اليمن العام الحالي ستتكلف 2.1 مليار دولار لم تتلق المنظمات الأممية منها إلا 15% فقط. وأوضح أن ما يقارب من ثلثي السكان بحاجة طارئة إلى المساعدة الإنسانية، مشيراً إلى أن نحو 17 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، كما تواجه 7 محافظات من أصل 22 محافظة حالة طوارئ غذائية حادة.
وذكر ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ اليمني أﺣﻤﺪ ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦﺩﻏﺮ "إﻥ ﺟﻬﻮﺩ دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺍﺣﺪﺓﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺗﺨﻔﻴﻒ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﻭآلام ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﻭﺗﺨﻄﺖ ﻓﺮﻕ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻸﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﺋﻖ، ﺣﺘﻰ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻭﺇﻳﺼﺎﻟﻬﺎﻟﻤﺴﺘﺤﻘﻴﻬﺎ".
وأعرب ابن دغر عن أمله في أن يتمكن المؤتمر من جمع ملياري دولار كحد أدنى، وذلك وفق متطلبات برنامج العمل الإنساني الذي أعلنته الأمم المتحدة بالتعاون مع منظماتها المختلفة.
ودعا وزير الخارجية السويسري ديدييه بوركهالتر في كلمته أمام المؤتمر بصفة بلاده راعياً للمؤتمر جميع الأطراف المعنية إلى ضمان سرعة وصول جميع المساعدات الإنسانية للمحتاجين إليها من دون أي عائق. وأعلنت السعودية تقديم 150 مليون دولار والكويت 100 مليون دولار وبريطانيا 139 مليون جنية إسترليني وأمريكا 75 مليون دولار وكوريا 4 ملايين دولار وإيطاليا 5 ملايين يورو والصين 60 مليون دولار وبلجيكا 10 ملايين يورو، وقدمت كندا 119 مليون دولار كندي، وأستراليا 10 ملايين دولار أسترالي، والسويد قدمت 7 ملايين دولار، وبولندا 4 ملايين يورو، واليابان قدمت 62 مليون دولار أميركي، كما أعلن الاتحاد الأوروبي تقديم 116 مليون يورو لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن. كما خصص البنك الدولي 816 مليون دولار لدعم المشاريع الطارئة.
أرسل تعليقك