وصلت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل برفقة رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك والمفوض الاوروبي فرانز تيمرمانز بعد ظهر السبت الى غازي عنتاب في جنوب شرق تركيا، لتبديد التوتر بشأن الاتفاق بين انقرة واوروبا حول المهاجرين.وكان في استقبالهم رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو، وتوجهوا الى بلدة نيزيب الصغيرة قرب الحدود السورية حيث زاروا مخيما للاجئين هناك، وفق ما افاد مراسل وكالة فرانس برس.
وافتتح مخيم نيزيب 2 في عام 2013 ويستقبل نحو خمسة الاف لاجئ سوري في منازل جاهزة، بينهم 1900 طفل، وفق ارقام الحكومة التركية.وبعيد وصولها استقبلت شابات سوريات كن يرتدين اللباس الابيض المستشارة الالمانية وقدمن لها باقة من الزهور، بينما كانت محاطة بعشرات الحراس.
ويعقد المسؤولون الاوروبيون مؤتمرا صحافيا مشتركا مع داود اوغلو في الساعة 17,00 ت غ.وتم تعليق لافتة ضخمة فوق باب المخيم كتب عليها "اهلا بكم في تركيا، البلد الذي يستقبل اكبر عدد من اللاجئين في العالم"، اي نحو 2,7 مليون. وقال محمد طوموق (49 عاما) الذي فر من دمشق مع زوجته واولاده الاربعة "لدينا مدارس ومستشفيات، الحياة جيدة هنا. لكننا نريد معرفة ما سيكون عليه مصيرنا اذا انتهت الحرب اليوم، اعود غدا الى سوريا".
وقبل ان يغادروا المخيم افتتح المسؤولون الاوروبيون مع داود اوغلو مركزا يستقبل اطفالا سوريين تم بناؤه بتمويل اوروبي.وقالت المفوضية الاوروبية لوكالة فرانس برس ان هذه الزيارة "تهدف الى اظهار كيف توحد تركيا والاتحاد الاوروبي قوتهما لمواجهة ازمة المهاجرين السوريين"، مشيرة الى انها انفقت حتى الان 77 مليون يورو في مشاريع متنوعة في تركيا، وهو مبلغ ستضاف اليه قريبا 110 ملايين يورو.
وتاتي هذه الزيارة بعد ثلاثة اسابيع على ارسال اوائل المهاجرين من اليونان الى تركيا في اطار اتفاق مثير للجدل ابرم في 18 اذار/مارس بين الاتحاد الاوروبي وتركيا ويهدف الى ردع المهاجرين عن السعي للدخول بصورة غير شرعية الى اوروبا التي تواجه اسوأ ازمة هجرة منذ الحرب العالمية الثانية.
ويقضي اتفاق بروكسل وانقرة باعادة جميع المهاجرين غير الشرعيين الجدد الذين يصلون الى الجزر اليونانية، الى تركيا، بمن فيهم طالبو اللجوء. في المقابل، ووافق الاتحاد على مبدأ "واحد مقابل واحد"، اي مقابل كل سوري يبعد الى تركيا من الجزر اليونانية، يستقبل الاتحاد سوريا واحدا من مخيمات اللاجئين في تركيا، ضمن سقف قدره 72 الف شخص.
كذلك وافق الاوروبيون على مساعدة تركيا بملبغ 6 مليارات يورو وتحريك مفاوضات انضمامها الى الاتحاد الاوروبي وتسريع الية اعفاء الاتراك من تاشيرات الدخول الى اوروبا. تركيا تلوح بالانسحاب من الاتفاق ولكن، بالنسبة الى المسؤولين الاتراك الذين وعدوا 79 مليون تركي باعفائهم من تأشيرات الدخول، فان هذا الوعد بات على المحك. فقد صعد الاتراك اللهجة هذا الاسبوع، ملوحين بعدم احترام الاتفاق ان لم يف الاوروبيون بتعهداتهم.
وقالت المفوضية الاوروبية انها ستقدم تقريرا حول الموضوع في 4 ايار/مايو وهو ما ينتظره منتقدو الاتفاق الذين يقولون ان بروكسل تخلت عن قيمها ارضاء لتركيا.واعتبر رئيس وزراء المجر الشعبوي فيكتور اوربان السبت ان الاتحاد الاوروبي "سلم امره لتركيا" على صعيد ازمة اللاجئين نتيجة ضغوط مارستها ميركل، مشيرا الى عواقب "يصعب التكهن بها" ستنجم عن هذه المسألة، وذلك في مقابلة مع مجلة "فيرشافسفوخي" الالمانية الاسبوعية.
واكد توسك الجمعة في مقالة صدرت في عدد من الصحف الاوروبية ان "قيمنا، بما فيها حرية التعبير، لن تكون يوما موضع مساومة سياسية مع اي شريك"، مضيفا "يجب ان يسمع الرئيس اردوغان ايضا هذه الرسالة".وواجهت المستشارة انتقادات حادة داخل المانيا، بعدما سمحت بمباشرة ملاحقات جنائية طلبتها تركيا بحق فكاهي الماني سخر من اردوغان في برنامج تلفزيوني، في قضية اثارت توترا في العلاقات بين البلدين.
واشارت ميركل الى ان زيارتها لتركيا ستسمح بعرض ما تم تنفيذه من اتفاق الهجرة، واتخاذ قرار بشأن اي خطوات مستقبلية لمساعدة اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم تركيا بعد فرارهم من الحرب في بلادهم، وعددهم 2,7 مليون شخص.وكانت ميركل تعتزم الاسبوع الماضي زيارة محافظة كيليس القريبة من غازي عنتاب، لكن اطلاق عدد كبير من الصواريخ على المنطقة نسبتها انقرة الى تنظيم الدولة الاسلامية دفعها الى الغائها.
وقبل ساعات من وصول المسؤولين الاوروبيين، اعلن حاكم منطقة قونيا التركية (وسط) القبض على ستة عناصر يشتبه بانتمائهم الى تنظيم الدولة الاسلامية كانوا يعدون هجوما على "مسؤولين حكوميين بارزين". واعلنت المفوضية الاوروبية الجمعة انه منذ بدء تنفيذ الاتفاق الاوروبي التركي في 4 نيسان/ابريل، تمت اعادة 325 مهاجرا الى تركيا بعد ان كانوا وصلوا الى اليونان بعد ابرام الاتفاق في 20 اذار/مارس، فيما جرى ايواء 103 لاجئين سوريين في الاتحاد الاوروبي. واكدت انقرة تراجع عدد المهاجرين الوافدين على الجزر اليونانية.
أرسل تعليقك