دبي – صوت الإمارات
حذر خبراء سياسيون وحقوقيون من ضعف المشاركة العربية في دورات المجلس العالمي لحقوق الإنسان، والوقوف في دور المتهم، دون طرح النماذج العربية الفريدة في هذا المجال، مؤكداً أن هناك ازدواجية في معايير تقييم حقوق الإنسان في الدول العربية، بالإضافة إلى وجود إصرار على تسيّيس الملفات الحقوقية، بناء على رؤى وأجندات خارجية.
وأوضحوا على هامش ندوة استضافها مركز جنيف لحقوق الإنسان، إن وضع حقوق الإنسان في الدول العربية ربما لا يكون كاملاً، لكنه ليس بالسوء الذي تصوره بعض التقارير، مؤكدين أن الإمارات تقدم نموذجاً فريداً للتعايش والتسامح والوفاء بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية، والعلاقات المباشرة المفتوحة بين شعبها وقياداتها.
وذكر رئيس مجلس إدارة مركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي، الدكتور حنيف حسن القاسم، أن هناك غياباً عربياً واضحاً في هذا الملف، وتكاد لا توجد مشاركة في دورات مجلس حقوق الإنسان وغيره من منظمات الأمم المتحدة المعنية بهذا الملف في جنيف، محذراً من تبعات هذا الغياب الخطرة على الدولة العربية في ظل تسيّيس هذا الملف.
وأضاف أن دول الخليج على سبيل المثال، لديها تطور هائل في مجال التنمية وحقوق التعليم والصحة والمرأة، لكن هناك ضعفاً شديداً في إبراز هذا الرصيد بمجلس حقوق الإنسان، لذا حرص المركز على رصد المشاركات العربية أولاً، وتقييمها، ثم عقد ملتقى للسفراء العرب لعرض النتائج، ومناقشتهم في كيفية تلافي هذا السلبيات، وإعداد التقارير، ومساعدة الدول العربية في مراجعة التشريعات المتعلقة بهذا الملف، فضلاً عن تدريب المحامين والدبلوماسيين وطلبة الجامعات على التعاطي مع هذا الملف.
وأشار إلى أن دولة الإمارات لديها رصيد هائل من الإنجازات الحقوقية، تشمل تشريعات متقدمة بالنسبة لحقوق المرأة والطفل والعمال، والمشاركة السياسية في انتخابات المجلس الوطني، وعلاقة غير تقليدية بين الشعب والقيادة، نتج عنها بشكل مباشر الحضارة والتنمية والمدنية التي تميز الإمارات، ما جعلها نموذجاً فريداً ليس عربياً فقط، لكن عالمياً كذلك.
وأوضح سفير الجزائر السابق بالأمم المتحدة المدير التنفيذي لمركز جنيف لحقوق الإنسان، إدريس الجزايري، إن العرب صاروا محل شك حين يتحدثون عن حقوق الإنسان، لذا تبنى المركز فتح حوار مع الطرف الآخر، حتى يتعرف بنفسه إلى التاريخ العربي في هذا المجال، لافتاً إلى أن عدم التمييز الذي يعد أحد أهم مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، رسخه العرب في قريش قبل الإسلام، حين وقعوا حلف الفضول، الذي يلزم بمساواة الأجانب مع السكان.
وأضاف أنه "من الضروري الوقوف في دور المدافع، لكن يلزم العرب الحديث بمنطقية وعلم بعيداً عن العاطفة، فالإرهاب ليس إسلامياً فقط، ولدينا عشرات النماذج التاريخية التي يجب الاستناد إليها، فالصليبيون قتلوا تسعة ملايين مسلم في حملاتهم على بلادنا".
وأوضح الجزايري، أن هناك خصائص للمجتمعات العربية يجب عدم اعتبارها نواقص والدفاع عنها، بل يجب إبرازها والإسهام بها في هذا الملف مع الحضارات الأخرى.
وأشار إلى أن ملف حقوق الإنسان صار مسيّساً، في ظل وجود سفراء يمثلون بلدانهم في المجلس العالمي، ويتفرغ كل منهم في الدفاع عن بلاده، وفق أجندات معينة، لذا من الضروري أن تكون هناك هيئات مستقلة، وخبراء حياديين لتقييم الأوضاع في الدول.
أرسل تعليقك