أشاد رؤساء المجالس التشريعية بدول الخليج، بالإنجاز التاريخي الذي حققته الإمارات بإطلاق مسبار الأمل إلى المريخ والذي سوف يساهم في صناعة المستقبل وإعادة دور العرب والمسلمين في مجال العلوم.ووافق رؤساء المجالس خلال الاجتماع الدوري الـ13 لرؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي عقد عن بعد اليوم الثلاثاء، برئاسة رئيس المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي صقر غباش، على مقترح إماراتي حول السياسات المشتركة لدول مجلس التعاون لما بعد كورونا ليكون الموضوع الخليجي المشترك بين البرلمانات الخليجية لعام 2020.
تدخلات
وفي كلمته أمام الاجتماع قال صقر غباش إن "ما تعيشه المنطقة العربية من تدخلات أشعلت الصراعاتِ بين أبناءِ الشعب الواحدِ وأدت إلى إثارةِ النَّعَرَاتِ والفتن الطائفية والانحيازِ لطائفة دون أخرى، وجعلَت أراضي بعض البلدان العربية مسرحاً لجماعات إرهابية، وميليشيات مسلحة، ولأصحاب فكر ضال، يتطلب بناءَ استراتيجية برلمانية خليجية مشتركة للتعاملِ مع دولِ الجوارِ الجغرافي، ترتكز على أن تكون علاقتنا مع هذه الدول قائمة على ضرورةِ الالتزام بمبادئِ القانونِ الدولي، وميثاقِ الأممِ المتحدة، ومبادئ حسن الجوارِ، والاحترام المتبادلِ لسيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونِها الداخلية، وتجنبِ استخدامِ القوةِ أو التهديد بها إلا في حدودِ ما تتطلبُه ضرورات الدفاع الشرعي عن دولِنا وعن مصالحِها".
ونقل تحيات رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ونائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات.
وشدد غباش على ضرورة أن يرتكز الموقف البرلماني الخليجي المشترك على أهميةِ رفعِ مستوى وعيِ المواطنِ الخليجي، بحكمِ صفتنِا كممثلين لشعوبناِ الخليجية، لكي يكونَ هذا المواطن على علم بمخاطرَ وتهديداتِ الأمنِ المشتركِ لدولِنا، وأن يكونَ له دورُه من خلال التمسكِ بالهُوِيات الوطنية، وعدم السماحِ لأفكار الجماعات الضالة بأن تستبدلَ قِيَمِ الانتماءِ والولاءِ الوطنيِّ بالأفكارٍ المَذْهَبيةٍ أو العَقَائدِيَّة التي تؤدي إلى تمزيقِ الأوطان في كياناتٍ متناحرة.
وأكد صقر غباش في هذا الشأنِ على أهميةِ تطوير التشريعات الوطنية والمشتركة بما يخدمُ أهدافَنا، وبأن يكونَ لوسائلَ الإعلامِ ووسائلَ التواصلِ الاجتماعي دور فعال في الكشفِ عن خطورةِ السياساتِ العَدَائِيّة، وما تُمثلُه من تهديداتٍ للأمنِ والسِّلْمِ والتنمية في دولنا الخليجية.
التضامن مع السعودية
وقال في كلمته: "إننا نؤكد، في هذا اللقاء، على ما تلتقي حوله وتؤكدُ عليه شعوبُنا من التضامُنِ الكامل مع السعودية، ونقفُ معها صفاً واحداً ضد كل تهديد يَمسُ أمنها واستقرَارَها، وندعمُها كل الدعم في كل ما تتخذُه من إجراءاتٍ، لحفظِ أمنِها وسلامِة مواطِنِيها والمقيمين على أراضِيها، وانطلاقًا من ذلك نثمنُ جهودَ دُولِ اِلتحالفِ العربي بقيادة السعودية في دعم الشَّرعيةِ في اليمن وجهودِها الإنسانيةِ والتنمويةِ، ونؤكد على أهمية الحلِّ السياسي في اليمن الشقيق، ونشيدُ بجهودِ السعودية في احتضانِها "اتفاقَ الرياضِ" بين الفرقاءِ اليمنيينَ، بما يحققُ تطلعاتِ الشعبِ اليمني".
وتابع صقر غباش: "إننا نؤكد على ضرورةِ الحلِّ السياسي للأزمةِ الليبية، وفقَ إعلانِ القاهرة، ومُخرجاتِ مؤتمرِ برلين، وكافةِ المبادراتِ الدَّوْلِيَّة الدَّاعيةِ إلى وقفِ إطلاقِ النارِ، ونشدِدُ على انسحابِ الأطرافِ الأجنبيةِ من الأراضي الليبيةِ، كما ندعمُ سيادةَ العراقِ على أراضيه وأمنِه واستقرارِه، ونأملُ أنْ يتجاوزَ لبنانُ مُنعطفاتِه الراهنةِ حتى يتحققَ الاستقرارُ والتنميةُ في هذا البلدِ، وأنْ يتمَّ حلُّ الأزمةِ السوريةِ وفقَ مُقرراتِ الشرعيةِ الدَّوْلية، وبعيدًا عن التدخلاتِ الأجنبيةِ التي مزقتْ أوصالَ هذا القطرِ الشقيقِ.
وفي هذا الاطار، شدد على الموقف الثابت في دعمِ القضيةِ الفلسطينيةِ، وفقَ مرجعياتِ الشَّرعية الدَّوْلِيَّة، مضيفا أنه "ومن منطلقِ احترامِ الالتزاماتِ القانونيةِ الدَّوْلِية، ومبادئِ حُسنِ الجوارِ، فإنّنا نؤكدُ على موقفِنا الثابتِ في ضرورة إنهاءِ الاحتلالِ الإيرانيِّ للجزرِ الإماراتية الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى)، وما زلنا نؤكدُ على تمسكِنا الراسخِ بسيادتنا على جزرنا الثلاثِ المحتلةِ، وسوف نظلُ على موقِفِنا السِّلْمِيِّ الدَّاعي إلى ضرورةِ إنهاءِ إيران لاحتلالها للجزرِ الإماراتيةِ الثلاث من خلال تسويةٍ سلميةٍ، إمّا بالمفاوضاتِ المباشرةِ والجادةِ أو عَن طريق التحكيمِ الدَّوْلِيِّ".
وقال في ختام كلمته: "إنني أتطلعُ معكم بأنْ تُمثلَ المرحلةُ المقبلةُ نقطةً فارقةً في تطويرِ وتعزيزِ العملِ البرلمانيِّ الخليجيِّ المشتركِ وآلياتِه، بما يتواءمُ مع التحدياتِ الصعبةِ والمُتَغَيراتِ المتسارعةِ على المستويين الإقليميِّ والدَّوْليِّ، فنحن في حاجةٍ ماسةٍ إلى تعزيز أُطر وآلياتِ الدبلوماسيةِ البرلمانيةِ، من أجلِ تبني رؤى موحدةٍ لمواجهةِ أي مخططاتٍ تستهدفُ النَّيلَ من دولِنا وشعوبنا. لهذا نأملُ أن يكون اجتماعُنا هذا معبرًا عن صوتِ الشعوبِ الخليجيةِ ورؤيةِ قياداتِنا بتحقيقِ التكامل بين برلماناتِ دولِ المجلسِ، وبما يعززُ وشائجَ الأخوةِ بين شعوبنا. وختامًا، حفظَ اللهُ خليجَنا حكومةً وشعبًا، من كل شرٍّ وسوءٍ، وندعُو اللهَ العلي القديرَ أنْ يظلَّ مجلسُ التعاونِ كيانًا شامخًا ومتماسكًا، وفَّقَ اللهُ خُطانَا ومساعِينا لِما فيه كلَّ الخيرٍ والسدادٍ".
وفي اجتماعهم عبر رؤساء المجالس التشريعية في دول مجلس التعاون الخليجي عن صادق دعواتهم القلبية لخادم الحرمين الشريفين ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بأن يمن الله عليه بالشفاء العاجل وأن يلبسه ثوب الصحة والعافية، كما عبروا عن خالص دعواتهم بالشفاء العاجل لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح،، وتمنياتهم له بموفور الصحة والعافية.
كما أشادوا بجهود قادة وحكومات دول مجلس التعاون في التصدي لجائحة فيروس كورونا المستجد، وتداعياتها الصحية، والاقتصادية، واستعادة الحياة الطبيعية. وشددوا على أهمية الإسراع في تأسيس منظومة وآليات متكاملة للأمن الغذائي والمائي والدوائي والصحي بين دول مجلس التعاون الخليجي، والسعي لاستكشاف مصادر جديدة للنمو واستدامة الاقتصاد.
قد يهمك أيضًا:
شرطة أبوظبي توضح أهمية إفساح الطريق لمركبات الطوارئ
رئيس الدولة ونائبه ومحمد بن زايد يهنئون الرئيس الفرنسي باليوم الوطني
أرسل تعليقك