فاروق محمود حمادة يؤكد أن الأخوة الإنسانية استراتيجية إماراتية متميزة
آخر تحديث 16:54:37 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

فاروق محمود حمادة يؤكد أن الأخوة الإنسانية استراتيجية إماراتية متميزة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - فاروق محمود حمادة يؤكد أن الأخوة الإنسانية استراتيجية إماراتية متميزة

الدكتور فاروق محمود حمادة المستشار الديني بديوان ولي عهد أبوظبي
أبوظبي _صوت الامارات

أكد الدكتور فاروق محمود حمادة، المستشار الديني بديوان ولي عهد أبوظبي لـ«البيان»: «إن وثيقة الأخوة الإنسانية هي رؤية استراتيجية إماراتية متميزة، قد أصبحت طفرة تاريخية أزالت الهوة العميقة بين الأديان والحضارات، ومدت جسوراً قوية للتعاون الإنساني والمستقبل البشري الآمن».

وأضاف أن العالم، اليوم، يشعر أكثر من أي وقت مضى بضرورة الأمن العالمي والتعاون الإنساني، الذي عجزت عن الوصول إليه المبادئ، التي وضعتها المنظمات الدولية كعصبة الأمم أو هيئة الأمم المتحدة، وأصبح البحث عن الأمن والاستقرار مطلباً إنسانياً كونياً، ولن يتحقق ذلك إلا بالسلم بين الأديان، ولن يتحقق السلم بينها إلا إذا اتفقت على المبادئ الكبرى الإنسانية، وأهمها المساواة بين البشر، والعدالة بين جميع البشر.
تكنولوجيا

ولفت المستشار الديني بديوان ولي عهد أبوظبي إلى أن التداخل الكبير، الذي حصل بين البشر في العقود الأخيرة، ولا يزال في ازدياد على كل المستويات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وقد سرّع بذلك فورة التكنولوجيا، التي اختصرت المسافات، وجعلت كل واحد في أرجاء العالم يعيش يومه مشتركاً مع الآخرين، وهذا أمر إيجابي للحاضر والمستقبل، ولكن التكنولوجيا التي قاربت بين البشر أفرزت كذلك خطراً كبيراً على الإنسانية والعالم، ألا وهو السلاح المدمّر، ومن يطّلع على ما أُنتج من الأسلحة خلال السنين الثلاثين الماضية يصاب بالرعب لخطورة هذه القوة التدميرية، التي أصبحت بيد الإنسان.

وأفاد بأن هذه القوة التدميرية لو انطلقت أو انطلق بعضها فلن يكون أثرها محصوراً على فئة معينة واحدة، دينية أو ثقافية أو عرقية أو جغرافية، بل ستشمل الجميع، لأن الفعل له رد فعل، وبالتالي ستكون التكاليف بأنواعها باهظة الثمن على الناس جميعاً، وهذه الإمكانات التدميرية تتزايد يوماً بعد يوم وبيد الجميع، وعلى مستويات مختلفة، ولن تتوقف في المدى المنظور، وهذا هو الخطر الذي جعل البرّ والبحر والجو تحت رهبته وتهديده، ومن المؤكد أن سياسة القوة تؤدي إلى العنف، والعنف المضاد والعبرة أن القوة لن تحل يوماً مشكلة قائمة، بل كانت هذه السياسات تزيد في اشتعالها وتمديدها.

ثقافات

وتابع: «لقد وجد الفكر المعاصر وخصوصاً بعد الحرب العالمية الثانية نفسه أمام طريق مسدود، ولم يستطع أن يقدم للإنسانية ما يهدئ من روعه أو يخفف من معاناته الروحية والفكرية والجسدية، فانبعثت المشاعر الدينية فجأة في جهات عديدة من العالم كونها ملاذاً للإنسان، ونشطت الحركات الدينية في الشرق والغرب، وحصل احتكاك بين الثقافات والأديان، وكان في كثير من جوانبه سلبياً، وسعت منظمات دينية وأكاديمية بمحاولات للحوار، الذي بدأ سنة 1893 بشيكاغو، وعقدت عشرات الاجتماعات واللقاءات بين عالم الإسلام والمسيحية، باعتبار التاريخ المشترك بينهما والتداخل الجغرافي والصدامات، التي كانت في القرون الماضية والحاضر، وباعتبار العدد البشري الأكبر للدينيين في العالم، ولكن هذه اللقاءات لم تسفر عن شيء كثير، وقد تجاوز عددها المئات، ولكنها هيأت الأرضية لدى بعض الباحثين والمفكرين، وعدم تأثيرها الكبير جاء من بعدها عن مراكز التأثير الاجتماعي والسياسي والرهبة لدى الداعين لذلك من التيار المضاد هنا وهناك».

وقال: «الحق يقال إن القيادة الدينية في الفاتيكان قد اتخذت خطوات إيجابية تجاه الإسلام خاصة والأديان الأخرى، وخصوصاً في مجمع أعمال الفاتيكان الثاني، الذي انطلق سنة 1962م، وخرج بوثيقة تحمل عنوان (في عصرنا)، وقد جاء في إحدى منشوراته: (يشهد المؤمنون المنتمون إلى مختلف الديانات الواحد أمام الآخر في الحياة اليومية عن قيمهم البشرية والروحية، ويتعاونون بها على الحياة؛ ليؤسسوا جماعة أكثر عدلاً وأكثر أخوة) من رسالة الفادي للبابا يوحنا بوليس الثاني 1995».

منشورات

وأضاف: «لكن هذه اللقاءات والمنشورات لم تكن ذات تأثير داخل الفضاء المسيحي ولا الفضاء الإسلامي، بل برز الصدام كبيراً خلال العقود الثلاثة الماضية، إما بالإساءة إلى عقائد المسلمين ومقدساتهم، وإما بالهجوم على رموز معينة داخل الفضاء المسيحي، وقد أكد ذلك ما تواجهه البشرية اليوم من أوبئة «كورونا» وغيرها التي لا تفرق بين البشر، وانهيار المنظومة الاقتصادية العالمية، التي تنعكس على جميع الدول والشعوب، وإن الإقرار بهذين المبدأين- وهما موجودان في جميع الأديان- عملياً ونقلهما إلى الممارسة هو الأساس الصحيح لمستقبل آمن، وقد أصبح الأمر مستعجلاً، ولا يكون التطبيق العملي إلا بإقناع فكري ورسوخ إيماني، وهنا جاءت (وثيقة الأخوة الإنسانية)، لتكون محطة بارزة في تاريخ الأديان والفكر الإنساني، جاءت لتثير كوامن الفطرة والإيمان لدى البشر جميعاً وخصوصاً المسلمين والمسيحيين، فقد جعلت الوثيقة التساوي الإنساني مرتكزاً لها (بسم الله الذي خلق البشر متساوين في الحقوق والواجبات والكرامة)، وبذلك تقر نهاية أسطورة التفوق الثقافي والعرقي والجغرافي، التي لا تزال بعض الجهات تتعامل بها، وذلك على المستوى العالمي، فالإقرار بالمساواة الإنسانية أمر له أهمية كبيرة في المستقبل للأمن والتعايش».

وثيقة

وتابع المستشار فاروق حمادة: «جعلت الوثيقة العدالة بين الناس مرتكزاً ثابتاً لتحقيق ما تصبو إليه الوثيقة من تحقيق السلام العالمي والعيش المشترك (إن العدل القائم على الرحمة هو السبيل الواجب اتباعه للوصول إلى حياة كريمة يحق لكل إنسان أن يحيا في كنفها)، مؤكداً أن العدالة ونبذ الظلم إحدى أهم مشكلات العالم المعاصر، فغياب العدالة بواسع معانيها جعل نصف سكان العالم يعيشون من دون تعليم أو سكن أو مجاعة أو تخلف واضطراب، هذا النصف يرى في وسائل الإعلام المتاحة له عن قصد عالماً آخر من الرفاهية والعيش الباذخ؛ ما يبعث في نفوس المحرومين والبؤساء وعقولهم شتى أنواع العنف والإرهاب، ولقد ازداد الوعي عند البشر بالمبادئ الإنسانية الكبرى والمفاهيم المشتركة وضرورة التواصل، فجاءت وثيقة الأخوة الإنسانية لتنزع المسوغ الديني لاختلال هذه العدالة والتفاضل بين البشر». وأوضح أن الأغلبية الساحقة من البشر يتطلعون إلى تحقيق العدالة، وستكون إحدى الموضوعات الأساسية لاستقرار الأمن العالمي في القرن الحادي والعشرين متكئين في ذلك على البعد الديني والواقع البشري، ولن تنهض العدالة إلا على أساس المساواة بين جميع البشر أبناء آدم.

طريق

وبيّن أن ما نشهده اليوم من هزة اقتصادية عالمية جعلت الباحثين والمفكرين والمسؤولين في العالم كله يفكرون في ما هو آت، وأن (وثيقة الأخوة الإنسانية) قد فتحت طريقاً جديداً أمام البشرية، وتلقى دعماً من القيادة الرشيدة وخصوصاً من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي بذل الكثير من الجهد والوقت للوصول إليها، وليكون لها التأثير الفعال يتطلب ذلك جعلها تياراً فكرياً عالمياً يتبناها المفكرون وأصحاب الدراسات الدينية كما نصت الوثيقة نفسها، وتتبناها المنظمات ذات التوجه الفكري والحضاري والإنساني، وهي كثيرة بالآلاف في جميع أرجاء العالم.

تحالف

قال الدكتور فاروق محمود حمادة، المستشار الديني بديوان ولي عهد أبوظبي : «لقد بدأنا نسمع من هنا وهناك أصواتاً دينية ترفض الصدام بين الحضارات، هذا الصدام الذي يولد الحروب والعنف بناء على الاختلافات الثقافية والدينية، وهذه الأصوات الراشدة تدعو إلى تحالف إنساني يتبنى القيم، ويحارب أسباب العنف والإرهاب العميقة في الفكر والاقتصاد، من فقر وجهل ومرض واستهانة بالكرامة الإنسانية».

قد يهمك أيضا:

محمد بن زايد وماكرون يؤكدان أهمية معاهدة السلام في استقرار المنطقة

الفصائل الفلسطينية تتفق على تشكيل لجنة لإنهاء الانقسام خلال 5 أسابيع

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فاروق محمود حمادة يؤكد أن الأخوة الإنسانية استراتيجية إماراتية متميزة فاروق محمود حمادة يؤكد أن الأخوة الإنسانية استراتيجية إماراتية متميزة



GMT 18:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 صوت الإمارات - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 صوت الإمارات - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 صوت الإمارات - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 صوت الإمارات - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 01:44 2018 السبت ,29 كانون الأول / ديسمبر

جيمي أيوفي يستمتع مع أسرته في "أتلانتس دبي"

GMT 10:11 2012 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الطاقة الإثيوبي: في طريقنا لاستكمال مشروع سد النهضة في 2015

GMT 19:07 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

اسباب تضخم الكبد وطرق العلاج

GMT 18:36 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

صفّ السيارات يتسبب في مشاجرة بالضرب بين رجل وفتاة في تكساس

GMT 20:58 2013 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

أول اجتماع لرئيس التليفزيون لبحث تطوير القنوات المصرية

GMT 06:43 2015 الجمعة ,19 حزيران / يونيو

الطقس في الإمارات الجمعة مغبرًا جزئيًا

GMT 01:51 2016 الثلاثاء ,29 آذار/ مارس

افضل التصاميم البارزة لأحذية ربيع 2016

GMT 11:53 2013 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

اختتام مسابقة الخطابة باللغة العربية للجامعات الصينية

GMT 22:33 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

إطلالة مثيرة للموديل هايدي كلوم في حفل "أمفار"

GMT 02:28 2014 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

"الإسلاميّون" يعتبرون "العلمانيّة" ارتدادًا عن الدين

GMT 14:55 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

طاهية تصنع قطار من خبر الزنجبيل "بالحجم الطبيعي" في سيدني

GMT 22:11 2013 الأربعاء ,29 أيار / مايو

الموسيقى المعاصرة على "راديو فرنسا" الأربعاء

GMT 03:26 2013 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

مجدي يعقوب يجري 3 عمليات "قلب مفتوح"

GMT 15:12 2013 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

جامعة عثمانية إحدى أبرز جامعات الهند وآسيا

GMT 18:29 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الجامعة الأميركية في الإمارات تنظم مؤتمرًا عن "الناتو"

GMT 21:03 2013 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

افتتاح فرع لمركز "العراق للطاقة والتدريب" في لندن

GMT 21:30 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فضل شاكر يعلن خطوبته ويتحفّظ عمّا إذا حضر والده الحفل

GMT 08:06 2015 الخميس ,19 شباط / فبراير

إذاعة الرياض تحتفل باليوم العالمي للإذاعات

GMT 18:07 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

نماذج قديمة لـ"سامسونغ" تتقدم على هاتف "آيفون 8" الذكي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates