القاهرة ـ محمد الدوي
طالب أمير تنظيم "التوحيد والجهاد" الشيخ أبي محمد المقدسي شباب "الإخوان المسلمين" بـ "ترك الجماعة وأسلوبها الركيك في تطبيق الشريعة، والدخول ضمن صفوف جماعته "التوحيد والجهاد"، لمساعدتهم في شن الحرب ضد الجيش المصري وجميع الدول التي دعمت عزل مرسي".
وأكد المقدسي، خلال الدراسة التي أعدها تحت مسمى "فوائد وعبر من الانقلاب على صناديق الاقتراع في مصر"، أن "الدساتير والقوانين تعد أوثانًا، يجب اجتنابها لتحقيق التوحيد، وعلى الأمة أن تقوم بهدمها وكسرها وإبطالها، وأن هناك فارق كبير بين الشرعية والشريعة، وهو ما جعل معارضي "مرسي" يسخرون منه، بعد استخدامه للفظ الشرعية الدستورية 189 مرة في حديثه الأخير بعد خلعه".
وأشار إلى أنه "من مات من صفوف "الإخوان المسلمين" في سبيل الشرعية الدستورية وليس الشريعة لا يعتبر شهيدًا"، مؤكدًا بأن "مرسي تسبب في الحرب العالمية على الإسلام، بعد أن اتخذ طريق الديمقراطية لتطبيق الشريعة، وأن "التوحيد والجهاد" لم تزكي الحكومات التي قامت في مصر وتونس ولا جماعتها، لأنها لم تأت بعشر ما تمنوه، بحيث أنهم لم يطبقوا من الإسلام سوى اسمه ولا شيئًا من شريعته أو حتى رسمه، بحيث أن الكثير من الجهاديين لم تبرد جراحاهم وآلامهم ولم تجف دماء إخوانهم المعذبين والمقتولين والمسجونين والمظلومين على أيدي نظام حسني مبارك وزين العابدين، فإن جرائمهم تعدت حدود بلادهم فالكل عانى من حصار مبارك للمقاتلين في غزة لخدمة اليهود، وتآمر بن علي على المجاهدين في أفغانستان، وشنوا حربًا بالوكالة عن الـ CIA قبل أن يرسلوا إلى جوانتاناموا.
واتهم أمير "التوحيد والجهاد" أن الحركات السلفية، التي أيدت عزل مرسي بأنها "منتسبة للإسلام وسيندمون على ما قاموا به، لأنهم "طواغيت"، ولأنهم رأوا أن في رقبتهم بيعة لما وصفهم بالإنقلابيين، كما وجه رسالة لشعوب الدول العربية التى لم يصل لها الربيع العربي بعد، أن ثمرة هذة الثورات هي الفوضى والقتل وعدم الاستقرار والتدهور الاقتصادي، ولابد من عدم محاكاتها أو استيرادها"، محذرًا من "الثورة على الحكام".
وأوضح المقدسي أن "المجاهدين رغم اختلافهم مع "الإخوان المسلمين"، إلا أنهم لم يفرحوا بمصائبهم أو بتصليت جيوش أعداء الدين عليهم وقتلهم، مطالبين شباب التيار السلفي التقليدي بأن يراجعوا ولاءهم وبراءهم وعقيدتهم وتصيح مسارهم وأن ينبذوا تقليد مشايخهم، بحيث يأخذونهم ألعوبة لأنظمة الخليج، وأيضًا على شباب "الإخوان" أن يستفيدوا من هذا الدرس القاسي الذي مر بهم، لأن جميع البرلمانات والتشريعات لن تصل إلى حكم الإسلام، وعليهم اتخاذ درسًا من "جبهة إنقاذ الجزائر"، والذين حاولوا تطبيق الديمقراطية والانتخابات بطريقة إسلامية، إلا أنهم فوجئوا بالقتل ووقفوا عاجزين عن الرد"، مطالبًا شباب "الإخوان" المتعطش لنصرة الدين والانتقام بأن "يتركوا تنيمهم الذي مات، بأن يلحقوا بقوافل "التوحيد والجهاد" وأن يأخذوا بخيار "الكتاب والسيف".
واتهم أمير "التوحيد والجهاد" دول الخليج بـ "التآمر على الإسلام"، ذاكرًا أن "السعودية الذي أسماها "دولة الكواشف"، قامت بدعم الحرب على الإسلام ودعم إسقاط مرسي، بدفع مساعدات مالية للعلمانيين والمشركين قيمتها 5 مليارات جنيه، والإمارات ساهمت بـ 3 مليارات والكويت بـ 4 مليارات، لمحاولة عدم تصدير الثورة لبلادهم"، مؤكدًا بأن "تلك الدول سيكون لها نصيب كبير من أهل الجهاد، لأنهم سيقومون بتنفيذ ثورات بها وخلع أنظمتها وحكامها، وحينها لن يستطيعوا فعل شيء ضد شعوبهم". وأوضح أن "فشل التجربة الإخوانية في مصر للفشل ليس فشلا للإسلام، بل هو لجماعات إسلامية قصرت بالسنن، بعد أن أسقطوا من حساباتهم خيار القوة والحديد، واستبدلوه بالجهاد الديمقراطي والنضال الدستوري والكفاح القانوني واستبدلوا صناديق الذخيرة والرصاص بصناديق الاقتراع والانتخاب، فلما فوجئوا بمنطق القوة والمدافع في وجوههم، وجدوا أنفسهم وأتباعهم عزلا أمامها ودفعو بشبابهم يتلقون الرصاص بصدورهم العارية وأيديهم الفارغة، وهذا تفريط ندموا لما حصدوه، بحيث أن خيار السلاح والقوة لا يفرط به في كل زمان إلا الضعيف.
وأكدت الدراسة أن "مشروع "القاعدة" الجهادي لن يفشل ولن يموت بعد قيام ثورات الربيع العربي السلمية، فما أخذ بالقوة لن يسترد إلا بالقوة، والقاعدة تجمع بين الكتاب والسيف معًا، وسيبقى دائمًا متربعًا في أذهان المسلمين ببراهينه الدامغة وحججه الراسخة من الشرع والوقائع، والتجربة أكبر برهان"، متسائلاً "كيف ستكون حرب المعادين للإسلام على أنصار التوحيد، الذين يسعون للتمكين لراية التوحيد والحكم بالشريعة غير منقوصة"، واصفًا إياها بأنها "ستكون حربا عالمية ضد علماء العرب والغرب، وهذا يطلب من الجهاديين توجيه دفتهم لمصر".
ويذكر أن جماعة "التوحيد والجهاد" هي أحد أفرع التنظيمات المنشقة عن تنظيم "القاعدة"، وله قواعد في الكثير من الدول الأفريقية والعربية، بحيث تسيطر تلك الجماعة على شمال مالي، وتضم 4 سرايا عسكرية، هي: سرية عبد الله عزام، وسرية الزرقاوي، وسرية أبو الليث الليبي، وسرية الاستشهاديين. كما تتمركز الجماعة أيضًا في الجزائر، وهي من قامت بخطف الرهائن الدبلوماسين الأجانب، للتفاوض على الإفراج عن بعض أعضاء التنظيم المعتقلين.
كما تتمركز تلك الجماعة في منطقة الجورة في الشيخ زويد، وظهر ذلك بعد أن قررت محكمة الإسماعيلية إعدام 14 عضوًا من المنضمين للجماعة، بعد أن قاموا بالإعتداء على قسم ثاني العريش وقتلوا قوات الشرطة والجيش المأمنه له وسرقوا السلاح والزخائر منه واستخدموها في أعمال إرهابية. وأشهر قادة التنظيم في سيناء هو الشيخ حمادة أبوشيته المعتقل الآن في سجن العقرب، وأخوه هاني أبوشيته، والشيخ أسعد البيك المنتمي لإحدى كبار القبائل السيناوية. كما أن أعضائها في فلسطين الجماعة في سيناء على اتصال دائم بالتنظيم، الذي اتخذ من اسم "مجلس شورى المجاهدين" اسمًا له.
وكان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، قد صنف جماعة "التوحيد والجهاد"، ضمن أخطر التنظيمات الإرهابية المنشقة عن "القاعدة"، بسبب حيازتهم لرشاشات ثقيلة وقذائف صاروخية ومتفجرات ومعدات عسكرية أخرى من الترسانات العسكرية المالية في كثير من البلاد، وأنهم معروفون بكونهم مهربين للمخدرات ومتورطين في تهريب المخدرات.
أرسل تعليقك