الإسكندرية ـ أحمد خالد
دعا مدير مركز تطبيقات الاستشعار عن بُعد في جامعة بوسطن الأميركية الدكتور فاروق الباز الشباب إلى العمل والبناء, لافتاً إلى إيمانه بأن الشباب سيصنعون مستقبلاً أفضل لمصر.
وأكد خلال محاضرته في جامعة الإسكندرية أن إصلاح الوضع يأخذ وقتاً لوجود بَلْبَلَة في الفِكْر ولعدم وجود نظام قوي كبديل للنظام المهدوم، وشدد على أن أهم ما في المؤسسات هم المسؤولون عنها، لأن المسؤول إذا كان شخصاً واعياً سينهض بالمؤسسة.
وحث الشباب على بناء وطنهم عن طريق التطوع للعمل المجتمعي وتنظيمه لإصلاح ورفعة المجتمع، وقال إن ذلك يمكن أن يتم في ثلاثة محاور رئيسية؛ هي محو الأمية والتخلص من الجهل، مشروع لتطهير النيل، وتنظيف وتجميل الأماكن الرئيسية والعامة في البلاد.
وأشار إلى وجود فوائد عدة للشخص أو الجماعة التي ستنفذ ذلك؛ وهي أن هذا العمل سيعطي فكرة للعالم أن شعبنا هو شعب عريق يحاول أن ينظف ويطور بلده، وسيجعل أفراد وجماعات أخرى تتعلم الفكرة نفسها وتنفذها في أماكن مختلفة، وسيعود بنفع في المستقبل في مجال السياسة لهذا الفرد أو هذه الجماعة التي تساعد المجتمع؛ حيث أن المجتمع دائماً يتذكر من أضاف له شيئاً أو أفاده، وأن ذلك سيحث أفراد المجتمع على انتخابه لكي يمثلهم في المستقبل.
أما عن مستقبل مصر البعيد، تحدث الباز عن مشروعه "ممر التنمية" كوسيلة لتأمين مستقبل الأجيال القادمة في مصر. وحذر الباز من البناء على الأراضي الصالحة للزراعة حيث إن 30 ألف فدان يضيعون كل عام من مصر تحت المباني لسبب ازدياد عدد السكان، ونوه إلى أن بعض رؤساء مصر مثل الرئيس السادات حاولوا أن يخرجوا التجمع السكاني الضخم من الدلتا ووادي النيل ولكنهم لم يستطيعوا فعل ذلك. وشدد على ضرورة الحفاظ على الأراضي الزراعية وتوسيعها، وأن ذلك سيتم بتنفيذ تصوره لممر التنمية.
وشرح الباز تصوره لهذا المشروع قائلاً إنه ممر يمتد من مدينة العلمين شمالاً وحتى حدود مصر مع السودان جنوباً، وأنه يتكون من ثماني حارات، يُبْنَى حوله المصانع والمطاعم والمحلات والمباني، وبموازاته محطات لتوليد الطاقة الكهربائية والشمسية ومحطة قطار للسكة الحديد. وأضاف أنه يمكن أن يمتد إلى جنوب قارة أفريقيا لينعش التجارة بين دول القارة ويعزز العلاقة بينهم.
وقال إن بناء خط سير طويل للسكة الحديد يبدأ من مدينة العلمين سيؤهلها لأن تكون ميناءً جديداً في مصر. وأضاف أن هضبة الفيوم مؤهلة لبناء محطة لتوليد الطاقة الشمسية فيها، وأن ذلك ينطبق على قنا وأسيوط والمنيا. وأكد أن هذا المشروع سيوفر فرص عمل بالملايين للشباب. وأوضح أنه بعد إجراء بعض الأبحاث تأكد العلماء من وجود ماء النيل في أكثر من 120 فداناً غرب وجنوب أسوان وأن هذا يجعل هذه الأرض مؤهلة تماماً للزراعة وأنه يمكن أن نزرع بها القمح لنكفي احتياجاتنا.
ورداً على عدد من التساؤلات، شدد الباز على أهمية تغيير منظومة التعليم بالكامل لكي نرتقي بالأجيال القادمة ونصنع مستقبلاً أفضل، وتحدث عن نموذج ماليزيا كمثال على ذلك. وأكد أهمية تعزيز علاقة مصر بدول حوض النيل وبخاصة السودان وهي البوابة الجنوبية لمصر وأثيوبيا حيث لديها منبع النيل.
وشدد على أن شباب مصر الذي صنع الثورة لديه انتماء وحب لبلده مصر، وأن كل فرد في المجتمع يجب أن يكون عظيماً ومميزاً في مكانه وأن هذا هو السبيل الوحيد لتقدم مصر.
وأنهى الباز حديثه بأن هناك أفكاراً عديدة لبناء مستقبل أفضل لمصر ولكن كلها تحتاج لجهد وعمل ومثابرة لتحقيقها. وقال إنه يعلم جيداً أنه لن يرى هذا المشروع في حياته ولكنّ لديه أملاً أن الشباب سيُنفّذونه ويستفيدون منه.
أرسل تعليقك