أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة أهمية تعزيز التعاون الدولي المشترك لمواجهة التحديات المتزايدة التي يواجهها العالم اليوم كعدم الاستقرار والأزمات المالية والهجرة وتنامي نزعة التطرف والإرهاب وتحديات التنمية المستدامة بما فيها التدهور البيئي والتغير المناخي.
وشددت دولة الإمارات على المكانة التي يوليها القانون الدولي لمبدأ سيادة الدول وحصانتها وأن سن قوانين تنتهك هذه السيادة يعتبر سابقة قانونية خطيرة في التعامل مع الدول ومخالفة صريحة للقوانين الجنائية.
وحذرت من أن تبني أية تشريعات أحادية تؤدي بالمساس بالسيادة الوطنية للدول يمثل انتهاكا واضحا لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي التي أكدت على المساواة واحترام السيادة الوطنية للدول وأن هذا الاتجاه قد يؤدي إلى آثار عكسية وسلبية وتسارع السباق نحو تطبيق قاعدة المعاملة بالمثل والذي قد تكون له آثاره الكارثية في إشاعة الفوضى وعدم الثقة في عالم نسعى فيه إلى تطبيق تدابير لبناء الثقة والتعاون لحفظ السلم والأمن الدوليين.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة خلال ترؤسه وفد الدولة إلى مؤتمر القمة الثاني لحوار التعاون الآسيوي التي عقدت في العاصمة التايلاندية بانكوك خلال الفترة من 8 إلى 10 أكتوبر الجاري.
وضم الوفد سعادة سيف عبدالله محمد الشامسي سفير الدولة لدى مملكة تايلاند وسعادة سعيد عبدالله القمزي مدير إدارة شؤون الزيارات بالإنابة في وزارة الخارجية والتعاون الدولي وسعادة فهد عبيد التفاق مدير إدارة الشؤون الاقتصادية والتجارية بوزارة الخارجية والتعاون الدولي وسعادة علي يوسف النعيمي نائب إدارة شرق آسيا والباسيفيك بوزارة الخارجية والتعاون الدولي إلى جانب عدد من المسؤولين.
ونقل معالي الدكتور الزيودي تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" وتمنياته لأعمال القمة بالنجاح ..
مؤكدا على أهمية الدور الذي يقوم به منتدى الحوار الآسيوي في التصدي لتلك التحديات ومعالجة آثارها من خلال تعزيز الحوار الشامل بين دول المنتدى وتطوير الشراكات مع المجموعات الدولية الأخرى والمنظمات الدولية .. داعيا إلى مواصلة العمل على تطوير آليات التعاون والشراكة بين أعضاء المنتدى ومع التكتلات والمجموعات الدولية الأخرى والمنظمات الدولية بما يتفق مع مبادئ وأهداف المنتدى لتحقيق ما تصبو إليه شعوب المنطقة والعالم من تقدم وازدهار.
وأشار معاليه إلى أن دولة الإمارات تتطلع إلى دور أكبر للمنتدى في المرحلة القادمة خاصة فيما يتعلق بالأولويات الست التي اعتمدها منتدى الحوار في وقت سابق .. داعيا إلى أهمية تعزيز التجارة المتبادلة والاستثمار والحماية المتبادلة للاستثمار وتعزيز الاستثمارات الإقليمية وتسهيل الأنشطة الاقتصادية المشتركة وتشجيع التواصل بين الشعوب والمشاركة في تبادل المعلومات والخبرات في مختلف المجالات الاقتصادية بما في ذلك اقتصاد المعرفة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والسياحة والصحة والتعليم والابتكار والطاقة المتجددة والنظيفة بشتى أنواعها والأمن الغذائي والمياه.
وأكد معاليه على أهمية تشجيع المبادرات بما يكفل تيسير التقارب والتواصل بين بلدان المنتدى ويحقق الازدهار والنمو الاقتصادي المستدام في القارة الآسيوية مشددا على أن تحقيق التنمية التي تتطلع لها شعوب القارة لا بد أن تكون منسجمة مع اعتبارات حماية البيئة وتطوير مصادر الطاقة المتجددة والغذاء والمياه وتأمين الحاجات الإنسانية لشعوبنا.
ورحب معاليه باستضافة الدولة للاجتماع الوزاري الخامس عشر للمنتدى في شهر يناير من العام المقبل مؤكدا أن تزامن موعد الاجتماع مع أسبوع أبوظبي للاستدامة سيتيح الفرصة لدول المنتدى للمشاركة بصورة أكثر فاعلية في الحوار العالمي حول تحديات الطاقة والمياه والأمن الغذائي والتعرف على النظم الذكية والحلول المبتكرة لمواجهة هذه التحديات حيث يشكل أسبوع أبوظبي للاستدامة منصة عالمية مهمة للحوار والتعاون الدولي.
كما تقدمت دولة الإمارات بالتهنئة إلى دولة الكويت الشقيقة على فوزها باستضافة مقر الأمانة العامة الدائمة لمنتدى الحوار الآسيوي مؤكدة ثقتها التامة في قدرة دولة الكويت على تعزيز عمل المنتدى وتمكينه من تحقيق أهدافه.
يشار إلى أن منتدى الحوار الآسيوي هو منظمة إقليمية تأسست عام 2002 تضم في عضويتها 34 دولة وتهدف المنظمة بصورة أساسية إلى تعزيز الدور الذي تلعبه قارة آسيا على الصعيد العالمي وتعزيز نقاط القوة الآسيوية من خلال تعظيم ما تحتويه القارة من موارد وتنوع غني.
وعلى هامش القمة أجرى الدكتور الزيودي عددا من اللقاءات الثنائية حيث التقى مع كل من سعادة بنديت ليمشون الأمين العام لحوار التعاون الآسيوي ومعالي محمد شهريار عالم وزير الدولة للشؤون الخارجية في جمهورية بنجلاديش ومعالي الفونسو خوسيه وزير الطاقة في جمهورية الفلبين.
وجرى خلال اللقاءات بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك وسبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات ومناقشة المواضيع المتعلقة بالتغير المناخي والطاقة المتجددة والتأكيد على حرص دولة الإمارات على التعاون مع دول حوار التعاون الآسيوي في العمل على تحقيق أهداف الحوار بالصورة المثلى.
أرسل تعليقك