بحثت معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي مع فخامة فيليب فيوجانفيتش رئيس جمهورية مونتينيغرو - الجبل الاسود - تعزيز علاقات التعاون المشترك لما فيه مصلحة البلدين.
وأعربت معاليها - خلال استقبالها ضيف البلاد والوفد المرافق في مقر المجلس بأبوظبي اليوم - عن تطلعها إلى تعزيز العلاقات بين برلماني البلدين عن طريق تشكيل جمعية صداقة بين المجلس الوطني الاتحادي والبرلمان في جمهورية الجبل الأسود.
حضر اللقاء.. سعادة كل من عبد العزيز عبد الله الزعابي النائب الثاني لرئيس المجلس الوطني الاتحادي وعزة سليمان بن سليمان وسعيد صالح الرميثي وعلياء سليمان الجاسم أعضاء المجلس.
وقالت معالي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي "إن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة تحرص دائما على أن تكون علاقاتها بالدول قائمة على أسس راسخة من التعاون المشترك والصداقة والاحترام المتبادل وتوطيد مبادئ الأخوة والتعاون بين الأمم والشعوب وترسيخ أسس السلام والتعايش.
وأعرب فخامة فيليب فيوجانفيتش رئيس جمهورية مونتينيغرو عن خالص تعازيه لدولة الإمارات قيادة وحكومة وشعبا في الشهداء الذين ارتقوا جراء الهجوم الإرهابي الذي وقع في مقر والي قندهار بأفغانستان بينما كانوا يؤدون مهمة لتنفيذ مشاريع إنسانية وتعليمية وتنموية.
كما أعرب عن إدانته الهجوم الإرهابي مؤكدا أهمية تكثيف جهود المجتمع الدولي لمواجهة ظاهرة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله والجهات الداعمة له من أجل القضاء على تلك الظاهرة التي تستهدف الأمن والاستقرار في كافة أرجاء العالم.
من جانبها أكدت معالي الدكتورة القبيسي أن الإرهاب الأعمى وجماعاته وتنظيماته الضالة لن تثني دولة الإمارات عن القيام بعملها وواجبها الإنساني تجاه الشعوب الشقيقة والصديقة ومد يد العون لكل محتاج لأنها دولة تأسست على مبادئ الحق والعدل وتؤمن بأهمية نشر الخير وإغاثة المحتاجين وتقديم يد العون لهم ولن تتراجع عن هذه القيم والمبادئ بسبب الممارسات الوحشية لقوى التطرف والإرهاب.
كما تقدم رئيس جمهورية مونتينيغرو بالتهنئة لمعالي الدكتورة أمل القبيسي بانتخابها لرئاسة المجلس الوطني الاتحادي كأول امرأة تترأس مؤسسة برلمانية في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط وما تمثله هذه الخطوة من احترام وتقدير لدور المرأة وللثقة والمكانة التي ارتقت إليها في دولة الإمارات.. مشيرا إلى أن هذه الزيارة هي فرصه كبيرة لتوطيد العلاقات بين الدولتين.
وأعربت معالي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي عن خالص الشكر على تهنئته..
معربة عن تقديرها لهذه اللفتة الكريمة.. واستعرضت معاليها دعم القيادة الرشيدة والمجتمع للمرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ عهد القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه".
وأشارت إلى أن هذا النهج يحظى بالاستمرارية ويكتسب مزيدا من الدعم في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله".. مشيرة إلى أن دعم حكومة الدولة من أهم أسباب نجاح المرأة في المجتمع الإماراتي خاصة في مجالي التعليم والعمل.
وأكدت أن دولة الإمارات تؤمن بأن المجتمع يصبح أقوى من خلال دعم المرأة والشباب الذين يكونون نسبة كبيرة في المجتمع الإماراتي.
وقدمت معاليها نبذة عن استضافة الدولة للقمة العالمية لرئيسات البرلمانات مؤخرا.. مشيرة إلى أنها قمة برلمانية غير مسبوقة والأولى من نوعها على مستوى العمل البرلماني العالمي بالنظر إلى عدد المشاركين فيها من قادة سياسيين ومسؤولين حكوميين وقطاع خاص ورؤساء منظمات دولية وعلماء ومخترعين وشباب.
ونوهت إلى أهمية القضايا التي ناقشتها القمة والتي تشكل التوجهات الرئيسية التي تسهم في تشكيل عالمنا وفي استشراف المستقبل وتضع الحلول والتصورات للعديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك عالميا.. لافتة إلى مخرجاتها وما تضمنه "إعلان أبوظبي" الذي يمثل خارطة طريق للمستقبل في جميع القطاعات.
من جانبه .. أكد رئيس جمهورية مونتينيغرو أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعتبر شريكا استراتيجيا لجمهورية الجبل الأسود في مجالات عديدة كالسياحة والزراعة والاستثمارات.. مشيرا إلى أهمية تعزيز العلاقات بين الدولتين وخاصة في المجال الاقتصادي.. مشيدا بالعلاقات الوطيدة بين البلدين.
وفي الجانب الاقتصادي.. أشار فخامته إلى أن مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية الذراع الاستثمارية الرئيسة لحكومة دبي استحوذت على بورتو مونتينغرو - منتجع مارينا والذي يتميز بفخامته وقربه من الميناء ويعتبر مكانا حاضنا للأعمال والاستثمارات الخارجية ووجهة سياحية.. معربا عن أمله في أن يكون للمجلس الوطني دورا فاعلا في تسهيل التعاون الثنائي بين البلدين بمختلف المجالات.
كما وجه فخامته دعوة لمعالي الدكتورة أمل عبد الله القبيسي وأعضاء المجلس الوطني الاتحادي لزيارة جمهورية الجبل الأسود والعمل على تعزيز العلاقات بين البرلمانين في كافة المجالات.. مؤكدا أهمية توعية الشعبين بتقارب وجهات النظر والأهداف بين الدولتين على الرغم من البعد الجغرافي.
ورحبت معالي الدكتورة القبيسي بهذه الدعوة.. مؤكدة أهمية تعزيز العلاقات بين البرلمانين من خلال إنشاء جمعية صداقة مع جمهورية الجبل الأسود.
وأشارت إلى أن التبادل يجب ألا يقتصر على المستوى السياسي والاقتصادي بل أيضا المستويين التعليمي والثقافي.. منوهة إلى أن الدولتين أعضاء في الوكالة الدولية للطاقة المتجددة وعليهما دعم إحداهما الأخرى لتقارب الرؤى في العديد من القضايا والأهداف.
وقالت معاليها إن الحكومة تطمح دائما للتنوع والتقدم في جميع الجوانب فعلى المستوى الاقتصادي تعتمد دولة الإمارات على النفط بنسبة أقل من 30% وتعتمد على موارد متنوعة على الرغم من أنها دولة نفطية.
كما أشارت معاليها إلى القمة العالمية لطاقة المستقبل ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي تستضيفه "مصدر".. منوهة بدور القمة في تعزيز التعاون بين الدول من أجل إيجاد الحلول المبتكرة والفاعلة لتنويع مصادر الطاقة النظيفة.
وقال فخامة رئيس جمهورية مونتينيغرو إن دولة الإمارات استطاعت ترسيخ مكانتها على المستوي العالمي في مجال الطاقة المتجددة والنظيفة ونشر الوعي بها إقليميا وعالميا باعتبارها طاقة المستقبل.. مشيدا بتنظيم أبوظبي "أسبوع الاستدامة" الذي يعد الحدث المهم دوليا والمعني بالطاقة المتجددة والتنمية المستدامة.. مشيرا إلى أن من أكبر التحديات التي تواجه العالم هي تأمين ما يكفي من الطاقة النظيفة لتلبية الطلب المستقبلي عليها.
واضاف إن بلاده مهتمة بتطوير علاقاتها مع دولة الإمارات لدورها الحيوي في التجمعات الإقليمية والدولية.. معربا عن تفاؤله بنمو العلاقات إلى الأفضل بعد الخطوات الملموسة والحيوية التي قطعها التعاون بين البلدين في إطار الصداقة والمصالح المتبادلة.
وتم خلال اللقاء تبادل وجهات النظر بين الجانبين حول القضايا الإقليمية والدولية الراهنة وخصوصا في بعض بلدان الوطن العربي كاليمن وسوريا والعراق وليبيا.. حيث أكد الجانبان اتفاق البلدين على أهمية تحقيق السلم والأمن والاستقرار العالمي ودعم كافة الجهود المبذولة لتوفير مستقبل أفضل لشعوب العالم وتحقيق الأمن والاستقرار المنشود في كل بقعة من بقاع الكرة الأرضية.
واتفقت معالي الدكتورة أمل القبيسي وفخامة جمهورية مونتينيغرو على إدانة كافة أشكال الأعمال الإرهابية التي تقتل المدنيين الأبرياء ورفض كافة صورها وأشكالها التي تهدد سيادة الدول واستقرارها وتمزق المجتمعات.. واكدا ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق الدولي من أجل مكافحة الإرهاب ومحاربته وتجفيف منابعه ومصادره من خلال تبني استراتيجية دولية شاملة للجوانب الأمنية والفكرية والسياسية لدحر تلك التنظيمات الإرهابية وقطع كافة وسائل الدعم والتمويل عنها.
وأكدت معالي الدكتورة أمل عبد الله القبيسي أن الدين الإسلامي دين سلام وتسامح وأن الإرهاب لا دين له ولا وطن وأن من أهم الطرق لمواجهة الجماعات المتطرفة والإرهابية هو اجتثاث الإرهاب من جذوره عن طريق محاربة الفكر المتطرف والذي يتحول لأفعال عنيفة.. مشيرة إلى الأوضاع الراهنة لبعض الدول العربية.
كما أكدت أهمية احترام حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدولة وعدم إثارة الفتنة الطائفية واحترام الشرعية من أجل إحلال السلام والاستقرار.. مشيرة إلى أنه ومن هذا المبدأ تم تدشين التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وبمشاركة دولة الإمارات لدعم الشرعية في اليمن حفاظا على أمن المنطقة والشرق الأوسط.
وقالت إن دولة الإمارات تؤيد الحل السلمي من خلال المفاوضات في اليمن وكذلك سوريا.. مشيرة إلى أن الدولة تحارب الإرهاب عن طريق مواجهة الأيدولوجيات المتطرفة وعبر الحلول العسكرية.
وأشارت معاليها لاستشهاد 5 من مواطنين الدولة في مدينة قندهار في أفغانستان والذين كانوا يؤدون مهمة إنسانية انطلاقا من تسامح الدولة وشعبها.
وتطرقت معاليها إلى الجزر الإماراتية الثلاث "طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى" المحتلة من قبل إيران وأهمية الاستجابة إلى مطالبات دولة الإمارات بحل سلمي لهذه القضية.
كما أشارت معاليها إلى أهمية دعم عملية السلام في الشرق الأوسط وأهمية اعتراف البرلمانات بدولة فلسطين ومفاوضات السلام بين فلسطين وإسرائيل وأهمية التوصل لحل سلمي عبرها.
من جهته.. أكد فخامة رئيس جمهورية مونتينيغرو "الجبل الأسود" دعمه الكامل لدولة الإمارات في قضية الجزر الثلاث المحتلة من قبل إيران.
وأثنى فخامته على ما تشهده دولة الإمارات من تطور في جميع القطاعات وما تحظى به من سمعة عالمية واحترام لدى المجتمع الدولي وما تتبناه من سياسات قائمة على قيم الوسطية والتسامح والاعتدال والانفتاح.. معربا عن تقديره لهذا النهج والثوابت والمبادئ التي تحكم علاقات الإمارات مع دول العالم كافة من احترام متبادل وحوار بناء وشفافية واضحة وعلاقات قائمة على المصالح المتبادلة للدول والشعوب.. مؤكدا أن هذا النهج البناء يعزز توجه بلاده إلى تقوية علاقاتها وتنميتها مع دولة الإمارات في المجالات كافة.
أرسل تعليقك