دبي-صوت الإمارات
تعتبر صالة ابن الهيثم للعلوم والتكنولوجيا بمتحف الشارقة للحضارة الإسلامية التابع لهيئة الشارقة للمتاحف، منصة تعرف الزوار ومرتادي المتحف بالدور المحوري الذي لعبه العلماء العرب والمسلمون في رفد التاريخ البشري، والتأسيس لتطور مجالات العلوم المختلفة، حيث تحتوي على عدد كبير من المجسمات والنظريات.
وتترجم محتويات الصالة، ونماذج اختراعات لعلماء مسلمين، مسيرة تطور علوم الفلك الإسلامي، الذي ازدهر ما بين القرنين الثاني والثامن الهجريين، "الثامن والرابع عشر الميلاديين"، حيث برع العلماء المسلمون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والأندلس في مجال الفلك، ووضعوا أساساً لهذا العلم الذي ترك بصمة دائمة على اللغة العلمية، التي ما تزال تستخدم مفردات أصلها عربي.
وتستعرض الصالة عدداً من المجسمات التي تعتبر نماذج طبق الأصل عن اختراعات تكشف سعة معرفة أولئك العلماء، الذين وضعوا أسس الطب الحديث، ووفروا للبشرية جمعاء خدمة كبيرة من خلال شروحهم الشاملة، ونظرياتهم العلمية حول الآلية التي يعمل بها جسم الإنسان، كما تمكنوا من تقديم وصف دقيق لوظائف الأعضاء كالدورة الدموية بالإضافة إلى التقدم الذي حققوه في مجالات الجراحة، والصيدلة، والعظام، والعيون، والرعاية الاجتماعية.
كما تُبرز الصالة تفوق العلماء المسلمين في علوم الكيمياء، إذ تمكنوا من الكشف عن أسرار القوانين المعقدة، التي أتاحت لهم تحضير العقاقير، والعطور، والمواد ذات النفع الاقتصادي، فضلاً عن صناعة أدوات معمليـة معقـدة، مثـل مرشحات التقطير التي استخدمت في إنتاج مواد كيميائية ذات قيمة اقتصادية كبيـرة مثل ماء الورد، وقد انتقلت أعمال العديد من الكيميائيين المسلمين مثـل جابر بن حيان، والـرازي إلى أوروبا، وتمت ترجمة مؤلفاتهم إلـى اللاتينية لترسي القواعد الكيميائية الحديثة.
وتقدم الصالة أحد أقدم علوم الرياضيات متمثلاً في علم الهندسة، الذي نقله علماء الرياضيات المسلمين عن اليونانيين والهنود، واستحدثوا فيه نظريات جديدة، ونظماً حسابية مهمة تستخدم حتى اليوم، وقد أدى هذا العمل دوراً بالغ الأهمية في تطور علوم الفلك، وفن رسم الخرائط، والعمارة، والهندسة والفنون.
وفي علم الملاحة تستعرض الصالة نماذج تكشف تفوق العلماء المسلمين وقدرتهم في تحديد مساراتهم من خلال النجوم، فقدموا للبشرية اختراعات وأدوات تتيح لهم الإبحار في عرض المحيطات الهائجة، ومن ثم العودة بأمان إلى سواحله.
وتقدم الصالة مجسماً للمدرسة المستنصرية في بغداد، التي بنيت سنة 625هــ/ 1227م، وهي من أقدم الجامعات الإسلامية في العراق وقد نجت هذه المدرسة من التدمير المغولي عام 655 هــ/ 1258م أما اليوم، فتعد جزءاً من متحف الثقافة والفن الإسلامي.
قد يهمك أيضًا:
سلطان بن أحمد القاسمي يفتتح معرض "مسارات" بمتحف الشارقة
عويضة المرر يكشف عن حزمة مشاريع في قطاع الطاقة بأبوظبي
أرسل تعليقك