وثائق تكشف عن خلاف بين واشنطن وتل أبيب بشأن برنامج إسرائيل النووي
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

وثائق تكشف عن خلاف بين واشنطن وتل أبيب بشأن برنامج إسرائيل النووي

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - وثائق تكشف عن خلاف بين واشنطن وتل أبيب بشأن برنامج إسرائيل النووي

العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل شهدت في عام 1963 أزمة خطيرة
واشنطن- صوت الامارات

أكدت وثائق رُفعت عنها السرية مؤخرا أن العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل شهدت في عام 1963 أزمة خطيرة كادت أن توجه ضربة موجعة إلى برنامج تل أبيب النووي، وأشار البروفيسور في معهد ميدلبري للدراسات الدولية في كاليفورنيا، أفنير كوهين، في تقرير، استنادا إلى هذه الوثائق، نشرته صحيفة "هآرتس" الجمعة، إلى أن هذا الخلاف الذي انخرط فيه الرئيس الأميركي جون كينيدي من جانب ورئيسا وزراء إسرائيل دافيد بن غوريون ثم ليفي إشكول، جرى بعيدا عن أنظار الرأي العام، ولم يعلم به سوى عدد قليل من المسؤولين رفيعي المستوى من كلا الطرفين.

ونقل كوهين عن السياسي والفيزيائي الإسرائيلي البارز يوفال نيمان تأكيده قبل 25 عاما أن القيادة الإسرائيلية رأت في هذا الخلاف أزمة حقيقية، وحتى كان قائد سلاح الجو الإسرائيلي حينئذ، دان تولكوفسكي، يخشى من عملية إنزال محتملة للقوات الأميركية في مفاعل ديمونا، أي مهد برنامج تل أبيب النووي.

ويعود سبب الخلاف الشديد إلى التزام كنيدي الثابت بجهود نزع السلاح النووي في العالم من جانب وعزم إسرائيل على تطوير برنامجها النووي العسكري من جانب آخر، ونشر "أرشيف الأمن القومي" الأميركي غير الحكومي على موقعه هذا الأسبوع حزمة تضم نحو 50 وثيقة أميركية رسمية تسلط الضوء لأول مرة على ذلك الخلاف، بما في ذلك رسائل متبادلة بين كنيدي وبن غوريون وإشكول وأوراق رسمية أخرى ذات صلة.

وفي خريف عام 1960، قبيل انتخاب كنيدي، علمت الإدارة الأميركية عن مفاعل ديمونا التي بدأت إسرائيل بناءها سرا بالتعاون مع فرنسا قبل عامين، وخصلت وكالة المخابرات المركزية CIA إلى أن أحد أهدافه الرئيسية هو إنتاج البلوتونيوم لتطوير السلاح النووي، محذرة من ردود أفعال غاضبة في العالم العربي تجاه الولايات المتحدة وفرنسا في حال الكشف عن هذه الجهود السرية.

وطالب كينيدي، بعد دخوله البيت الأبيض، بن غوريون بالسماح لفريق المفتشين الأميركيين بزيارة المفاعل، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي حاول عرقلة الأمر تحت حجة ظهور أزمة سياسية في حكومته.

وفي أبريل 1961 وافقت الحكومة الإسرائيلية على زيارة المفتشين الأميركيين إلى المفاعل، وكانت الولايات المتحدة راضية عن ما شاهده مفتشوها هناك وعن تطمينات تل أبيب بأن المشروع يحمل طابعا سلميا حصرا، غير أن الزيارة الثانية التي جرت في 26 سبتمبر 1962 كانت محدودة زمنيا كي لا تستغرق أكثر من 45 دقيقة، واستدعت شكوكا  جدية في الأوساط الاستخباراتية الأميركية، وتم وصفها لاحقا بـ"الإخفاق التام".

وفي أوائل 1963 تسلم كنيدي تقارير استخباراتية ترجح أن مفاعل ديمونا قد يحمل طابعا عسكريا ويخدم مهمة إنتاج القنابل النووية، مشيرا إلى تصريحات متضاربة للمسؤولين الإسرائيليين بهذا الخصوص.

وفي 25 مارس 1963، بحث كنيدي برنامج تل أبيب النووي مع مدير الـ  CIA حينذاك، جون ماكون، وبعد يومين طالبت الولايات المتحدة إسرائيل رسميا بالسماح لها بزيارة المفاعل مرتين سنويا، مع ضمان وصول المفتشين إلى جميع أجزائه.

ولم يكن بن غوريون جاهزا لتلبية هذا الطلب، وحاول صرف اهتمام البيت الأبيض عن الموضوع، مستغلا توقيع سوريا ومصر والعراق في 17 أبريل 1963 "ميثاق الوحدة".

وعلى الرغم من تركيز بن غوريون، في سلسلة رسائل وجهها إلى كنيدي، على هذا الميثاق كـ"خطر وجودي على إسرائيل"، شدد الرئيس الأمريكي على أن مخاوف تل أبيب بشأن "هجوم عربي استباقي" محتمل مبالغ فيها، مضيفا أن واشنطن قلقة أكثر من سعي إسرائيل إلى تطوير منظومات هجومية حديثة.

في رسالة مؤرخة في 15 يونيو 1963، وجه كنيدي إلى تل أبيب ما رأى فيه المسؤولون الإسرائيليون "إنذارا نهائيا"، إذ قال إن عدم حصول واشنطن على المعلومات الموثوق بها حول مفاعل ديمونا يشكل خطرا ملموسا على التزام الولايات المتحدة بدعمها لإسرائيل.

لكن بن غوريون لم يتسلم هذه الرسالة لأنها وصلت تل أبيب عشية إعلانه الاستقالة.

من جانبه، أعرب خليفته إشكول عند توليه منصب رئيس وزراء إسرائيل عن استغرابه إزاء رسالة كنيدي وطلب من الولايات المتحدة مزيدا من الوقت لدراسة المسألة.

ولاحقا، وجه رئيس الحكومة الإسرائيلية سؤالا إلى الولايات المتحدة بشأن موقفها في حال "ستضطر" تل أبيب إلى بدء تطوير برنامجها النووي العسكري في ظل تطورات الأحداث الإقليمية بعد إجراء مشاورات مسبقة مع واشنطن.

وفي 19 أغسطس، بعد مشاورات استغرقت ستة أسابيع، وافق إشكول شكليا على تلبية المطلب الأميركي بشأن تفتيش مفاعل ديمونا، لكن دون توضيح موعد وكثافة تلك الزيارات.

واكتفت واشنطن بهذا الموقف الإسرائيلي، وجرت زيارة جديدة للمفتشين الأميركيين إلى المفاعل منتصف يناير 1964، بعد نحو شهرين من اغتيال كنيدي.

 ورغم تصريحات الإسرائيليين بأن المفاعل بدأ عمله قبل أسابيع من تلك الزيارة، اعترفت تل أبيب بعد أعوام بأن هذا حصل منتصف عام 1963، مما يؤكد صحة شبهات إدارة كنيدي.

ولم يضغط خليفة كنيدي في البيت الأبيض، ليندون جونسون، على الإسرائيليين مثل سلفه، ولم تجر الزيارات الأميركية إلى المفاعل حسب جدول الأعمال المطروح من قبل كينيدي.

وبشكل عام، زار المفتشون الأميركيون مفاعل ديمونا ستة مرات بين عامي 1964 و1969، لكن تقرير "هآرتس" خلص إلى أن تخفيف البيت الأبيض لمواقفه، مع انتهاء عهد كنيدي، أنقذ برنامج إسرائيل النووي.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الولايات المتحدة تُسجِّل أعلى معدَّل لانتشار الحصبة منذ 19عامًا

الإجراءات اللازمة لعزل رئيس الولايات المتحدة الأميركية مِن منصبه

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وثائق تكشف عن خلاف بين واشنطن وتل أبيب بشأن برنامج إسرائيل النووي وثائق تكشف عن خلاف بين واشنطن وتل أبيب بشأن برنامج إسرائيل النووي



GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس

GMT 09:42 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

"بيوتي سنتر" مسلسل يجمع شباب مصر والسعودية

GMT 22:57 2019 الأربعاء ,06 آذار/ مارس

بن راشد يعتمد 5.8 مليار درهم لمشاريع الكهرباء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates