آمنت دولة الإمارات بأن الشباب هم ثروة الأوطان للنهوض بها، ومحرك صناعة مستقبلها المزدهر، وأنه من خلال تمكينهم واستثمار طاقاتهم وإبداعاتهم وتحقيق طموحاتهم تنهض المنطقة من واقعها ليقود أبناؤها الشباب دفة التغيير الإيجابي نحو استعادة المنطقة العربية لحضارتها وريادتها في مختلف المجالات عالمياً.
وتمتلك الإمارات نموذجاً عالمياً في تمكين الشباب وإعدادهم لأداء دورهم المحوري في صناعة المستقبل، وتحولت إلى قدوة للشباب العربي ومقصداً لهم لتحقيق تطلعاتهم وطموحاتهم، وبفضل إنجازاتها العالمية أعادت الأمل لهم للخروج من واقعهم إلى غدٍ أفضل يلبي تطلعاتهم في العيش الآمن المستقر.
وتصدر دولة الإمارات للعام التاسع على التوالي كوجهة العيش المفضلة للشباب العربي ضمن نتائج استطلاع أصداء بي سي دبليو السنوي الثاني عشر لرأي الشباب العربي لعام 2020، لم يأت من فراغ، بل هو نتاج سنوات من العمل الدؤوب والمبادرات والبرامج والاستراتيجيات، والإنجازات التي جعلت الإمارات نموذجاَ عالمياً ملهماً، وحلماً للشباب الطامح إلى التغيير وصناعة المستقبل.
ولطالما انشغلت دولة الإمارات بهموم الشباب العربي ومستقبلهم ومصيرهم، وهو ما عبر عنه نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن استيائه من تفكير نصف الشباب العربي بالهجرة من بلدانهم، وهو ما أظهرته نتائج أحدث وأكبر دراسة للشباب العربي في 17 دولة عربية لصالح أصداء بي سي دبليو، وقال: " مؤلم أن ترغب نصف ثرواتنا العربية بالهجرة، مؤلم حين لا يجد الشاب العربي وطناً وأمناً وعيشاً في وطنه".
وأضاف في معرض تعليقه على ما كشف عنه الاستطلاع بشأن أن 77٪ من الشباب العربي يعتقدون بوجود فساد حكومي في بلدانهم، و87٪ منهم قلقون بشأن البطالة في بلدانهم: "نقول إذا فسدت الحكومات خربت البلاد وقل أمنها وتركها أهلها، وكل مسؤول سيكون مسؤولاً أمام الله، القصة لا تنتهي هنا".
ولم تقصر دولة الإمارات دائرة اهتمامها على شبابها فقط، ولطالما تبنت العديد من المبادرات والمشاريع الداعمة للشباب العربي، وأطلقت البرامج والمسابقات الهادفة لإخراج إبداعاتهم الكامنة والاستثمار في مواهبهم وقدراتهم، ودعت إلى ضرورة الاستفادة من تجاربهم وخبراتهم لخلق واقع أفضل لبلدانهم وللمنطقة، وهو ما جعل 46% من الشباب العربي يرونها البلد المفضل للعيش، متفوقة على الولايات المتحدة لأمريكية وكندا وبريطانيا وألمانيا، ومن تلك المبادرات والبرامج:
مركز الشباب العربي
تم الإعلان عن مركز الشباب العربي في القمة العالمية 2017، ويعمل على مبادرات يقودها الشباب العربي لخلق فضاءات أوسع تتيح لهم الإسهام في الجهود والمساعي الوطنية للتنمية المستدامة، ويعمل على وضع أجندة سنوية لفعاليات الشباب، بالإضافة إلى نشر تقارير ودراسات سنوية حولهم، وتنظيم الملتقيات والفعاليات التي تسلط الضوء على مواضيع تهم الشباب العربي حول العالم.
المنصة الرقمية
وفي عام 2018، أطلق نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، المنصة الرقمية "فرص الشباب العربي" لتمثل مرجعية لكافة الفرص النوعية التي تتوفر للشباب العرب عبر أنحاء الوطن العربي من بعثات دراسية، وبرامج تطويرية وتدريبية، وحاضنات، وفعاليات تمكنهم من التفاعل مع المجتمع والاستفادة مما تقدمه لهم، وستربط المنصة الشباب مع مؤسسات محلية وإقليمية وعالمية تدعم الشباب، وتقدم لهم فرصاً لتحقيق أهدافهم التطويرية، وأطلق المركز 12 مشروعاً ومبادرة، بلغ عدد المستفيدين منها 22 ألفاً من الشباب العربي.
مبادرة المليون مبرمج عربي
في 24 أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2017، أطلق نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مبادرة "مليون مبرمج عربي"، والتي تعتبر أكبر مشروع يستشرف المستقبل، ويمهد لتطوير الاقتصاد الرقمي في المنطقة العربية، وتسعى إلى تدريب مليون شاب عربي مجاناً على البرمجة وتقنياتها بالتعاون مع أفضل الشركات العالمية.
وتهدف المبادرة إلى تمكين الشباب العربي من تقنية العصر وهي البرمجة لتمكن الشباب العربي المبتكر من لعب دور رئيسي في قطاعات اقتصادية أبرزها قطاع التجارة الإلكترونية، وتكنولوجيا المعلومات والبرمجيات، وفتح المجال لمئات الآلاف من الوظائف للشباب العرب دون مغادرتهم لبلدانهم، وتمكينهم من مباشرة أعمال خاصة بهم على شبكة الإنترنت، وخلق أمل في المنطقة العربية، وصنع مستقبل للشباب العربي والإسهام بحل مشكلة البطالة، التي تصل إلى 28% بين الشباب العربي، وهي الأعلى من نوعها في العالم، وتتألف المبادرة من ثلاث مراحل يتم تنفيذها على مدى عامين، وتندرج المبادرة ضمن مؤسسة مبادرات محمد بن راشد العالمية بالتعاون مع دبي المستقبل.
رواد الشباب العربي
أطلقت وزيرة الدولة لشؤون الشباب، رئيسة مجلس الإمارات للشباب، شما المزروعي، في فبراير (شباط) من عام 2018 مبادرة "رواد الشباب العربي"، لاستكشاف رواد شباب عرب في جميع القطاعات، ولاحتفاء بهم في الدورة المقبلة من القمة العالمية للحكومات.
وأعلنت المزروعي عن قرار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، تخصيص منح دراسية للشباب العرب، مضيفة أن الإمارات تخصص نصف مليار درهم منحاً تعليمية لهم.
نوابغ الفضاء العرب
في يوليو (تموز) من عام 2020 الحالي، أطلقت الإمارات برنامج "نوابغ الفضاء العرب" الذي تشرف عليه وكالة الإمارات للفضاء، وهو أول برنامج لتدريب الشباب العربي على تقنيات وتكنولوجيا الفضاء.
وأكد نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عبر حسابه في "تويتر" حول الهدف من البرنامج: "نسعى لتأهيل واحتضان الجيل الجديد من علماء الفلك والفضاء العرب، نسعى لاستئناف جزء من حضارتنا العلمية".
ويعد برنامج التدريب أول برنامج يفتح الطريق للشباب العربي للوصول إلى النجوم، وأول برنامج لتدريب الشباب العربي على تقنيات وتكنولوجيا الفضاء، كما أنه برنامج الفضاء الأكثر تطوراً في المنطقة، وسيتم خلاله احتضان ورعاية النوابغ العرب في دولة الإمارات لمدة 3 سنوات، وتقديم منح تعليمية وحوافز مالية، والعمل على بناء مجموعة أقمار اصطناعية متقدمة، ليستفيدوا من الفرص المهنية المستقبلية.
إيمان دولة الإمارات بقدرات الشباب العربي، وحرصها على تبني مواهبهم واحتضان إبداعاتهم واستثمار طاقاتهم عبّر عنه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان حين قال: الشباب العربي مفعم بالحيوية والقدرة على توليد الأفكار المبتكرة التي تسهم في استعادة المنطقة العربية مكانتها الرائدة عالمياً، ودولة الإمارات، في ظل توجيهات قيادتها الحكيمة، تحرص على الاستثمار في هذه الطاقات الشابة وتنمية مواهبها، لتكون الأداة والمحرك الرئيس للارتقاء بواقع المجتمعات العربية".
وتسير الإمارات بخطى ثابتة نحو المستقبل بسواعد أبنائها الشباب، فاتحة ذراعيها للشباب العربي ليكونوا جزءاً من مسيرتها نحو استعادة المنطقة العربية لحضارتها، وللاستثمار في الثروة الحقيقة التي يمتلكها هؤلاء الشباب من النوابغ والمبدعين والباحثين والموهوبين العرب، وهو ما أكده الشيخ محمد بن راشد بقوله: الإمارات بلد الجميع، وقد حاولنا بناء نموذج ناجح، وتجربتنا وأبوابنا وكتبنا ستظل مفتوحة للجميع".
قد يهمك أيضًا:
برلمانية تؤكد أن الشباب العربي اختار الإمارات لأنها دار الأمان ومنبع التسامح
محمد بن زايد يؤكد أن الإمارات تقف إلى جانب السودان
أرسل تعليقك