خصصت بعثة الحج الرسمية للإمارات في الأراضي المقدسة 8 فرق ميدانية على هيئة عيادات متنقلة لتقديم الرعاية الطبية لحجاج الدولة، يضم كلٌ منها طبيبًا وممرضًا وسيارة إسعاف وصيدلية، إضافة إلى 7 عيادات، منها عيادتان في مقر البعثة، وعيادتان في منى، ومثلهما في عرفة، إضافة إلى عيادة في مزدلفة ليصل الإجمالي إلى 7 عيادات، فيما وجهت هيئة الصحة بدبي ودائرة الصحة - أبوظبي نصائح وإرشادات وقائية لحجاج الدولة.
وأكدت بعثة الحج الرسمية للدولة استعدادها لتقديم أفضل خدمات الرعاية الصحية، وأوضحت أنه تم تأمين جميع المستلزمات الطبية مدعمة بالكادر الطبي والفني المؤهل، وذلك بجهود وزارة الصحة ووقاية المجتمع وبتنسيق من اللجنة الطبية مع مستشفيات المملكة العربية السعودية الشقيقة.
وتضم البعثة الطبية عددًا من سيارات الإسعاف المجهزة في مكة والمدينة، إضافة إلى 3 فرق تفتيش لمتابعة الوضع الصحي في الحملات، في حين تصطحب حملات الحج المشاركة أطباء وممرضين للإشراف على الوضع الصحي للحجاج التابعين لها. وتم توفير كميات من الأدوية، خاصة المتعلقة بالأمراض المزمنة، مثل الضغط والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية إلى جانب أدوية الطوارئ والجروح والكسور والإسعافات الأولية، وسيتم توزيعها على الحملات عن طريق الفرق الطبية المرافقة لها.
ودعت البعثة الحجاج إلى الالتزام بالتعليمات الصحية الصادرة عن وزارة الصحة ووقاية المجتمع بالدولة والمملكة العربية السعودية، حفاظًا على سلامتهم وتجنبًا لأي سبب يعيقهم من أداء مناسك الحج. وتشمل خدمات اللجنة الطبية في بعثة الحج تقديم فحوصات مجانية مثل ضغط الدم والسكر، إلى جانب التثقيف الصحي من خلال توزيع النشرات وكتيبات التوعية حول إجراءات الحج وبطاقة خاصة تتضمن عناوين وأرقام وأسماء المسؤولين عن البعثة الطبية في مكة والمدينة، التابعة لبعثة الإمارات الرسمية للتواصل في حال الضرورة.
وأكد الدكتور عبد الكريم الزرعوني، رئيس اللجنة الطبية، جاهزية أعضاء اللجنة لتقديم خدمات صحية وعلاجية ذات جودة عالية لحجاج الدولة والعمل فريقاً واحداً لضمان مساعدة الحجاج على أداء مناسكهم. وأشاد بالتسهيلات والخدمات الصحية التي وفرتها وزارة الصحة السعودية لخدمة حجاج بيت الله الحرام التي تعد من أفضل وأرقى الخدمات التي تقدم في مجال خدمة التجمعات البشرية.
وقدمت الدكتورة منال تريم، المدير التنفيذي لقطاع الرعاية الصحية الأولية في هيئة الصحة في دبي، أمس عددًا من النصائح الوقائية التي تحافظ على سلامة حجاج الدولة وصحتهم بشكل أفضل خلال الحج، منها تناول الأطعمة من أماكن معروفة وعدم تناولها من الباعة المتجولين في الطرقات، وغسل اليدين جيداً قبل تناول الطعام وعدم التكاسل أو الاستخفاف بهذه النصيحة.
ولفتت إلى أن كثيرًا ما يكون سبب التسمم الغذائي عدم الاهتمام بغسل اليدين، وهذا قد يحرم الحاج من إكمال مناسك الحج، وتجنب الأطعمة التي تكون سريعة الفساد إذا تركت فترة بعد الطهي مثل الأسماك أو الدجاج أو الكبسة، والتأكد دائماً من أن مياه الشرب آتية من مصدر صحي وسليم وعدم الإكثار من تناول الأطعمة أكثر مما تم التعود عليه فإن ذلك قد يسبب بعض الاضطرابات الهضمية والشعور بالغثيان، والتأكد دائماً من أن أدوات الطعام نظيفة وخالية من الأوساخ والأتربة، وحفظ ما تبقى من الأطعمة في مكان نظيف مبرد بعيداً عن الأوساخ والحرارة، وكذلك التأكد من نظافة المائدة ومفرشها والفوط التي توضع عليها، فقد تكون مصدراً لنقل الجراثيم أو العدوى في حالة عدم نظافتها، وتغطية الأطعمة الطازجة المطهية لحمايتها من الحشرات والأتربة، والتأكد من عدم ظهور أي علامة على فساد الأطعمة سواء المطهية أو الطازجة أو المعلبة.
ونصحت الدكتورة منال تريم حجاج الدولة بلبس ملابس فاتحة اللون، ويفضل أن تكون ناصعة البياض، للتقليل من أشعة الشمس على الجسم، وعلى السيدات بشكل خاص حمل مظلة "شمسية"، ويفضل أن تكون المظلة بيضاء اللون وتحاشي التعرض للشمس قدر الإمكان وذلك للوقاية من ضربات الشمس، مشيرة إلى أن أكثر الناس تعرضًا للإصابة بضربة الشمس هم كبار السن ومرضى القلب ومرضى السكري والنساء الحوامل والأطفال الصغار.
وأضافت: "يستحسن للمصابين بأمراض معينة مثل السكري أو مرض الكلى أو مرضى القلب أن يحملوا بطاقة تحتوي على اسم ذلك المرض، ليسهل على الطبيب معرفة علاجه بسرعة في حال فقدان المريض الوعي، ومن المستحسن على مريض السكري الذي يأخذ علاجاً لذلك مثل الأنسولين أو ما شابه ذلك من الأدوية أن يحمل معه قطعاً عدة من السكر لتناولها عندما يشعر بجوع شديد مع ارتعاش في الأعضاء، وكذلك الابتعاد عن المصابين بأمراض البرد والرشح والأنفلونزا".
وأوضحت أن معظم الأمراض التي تنتشر في فترة الحج هي من الأمراض التي يمكن الوقاية منها أو التحكم فيها، وتأتي نتيجة قلة الوعي الصحي لدى كثير من الحجاج المقبلين من مناطق مختلفة، مثل عدم الأخذ بالأسباب الوقائية كالتطعيمات الموصى بها وعدم الالتزام بالتعليمات الصحية المناسبة لكل حاج، والتزاحم والتدافع في أماكن أداء العبادة، وعدم الالتزام بالنظافة الشخصية ونظافة المأكل والمشرب، والإجهاد البدني بسبب المشي الكثير.
كما دعت دائرة الصحة - أبوظبي، الجهة التنظيمية لقطاع الرعاية الصحية في إمارة أبوظبي، جميع الحجاج المغادرين لأداء مناسك الحج لهذا العام إلى اتخاذ كل الإجراءات الصحية الوقائية اللازمة للحفاظ على سلامتهم خلال وجودهم في الأراضي المقدسة.
وأكدت الدكتورة فريدة الحوسني، مديرة إدارة الأمراض السارية في دائرة الصحة: نؤمن في دائرة الصحة ـ أبوظبي بأن الوقاية خيرٌ من العلاج وأن اتباع الإجراءات الوقائية هو ثقافة وأسلوب حياة يومي نسعى إلى غرسه في كل أفراد المجتمع. وأضافت: نحرص على ضمان تمتع الحجاج برحلة حج تضفي للنفس روحانية ولا يعكر صفوها أية أمراض أو مشكلات صحية من خلال تعريفهم بالإجراءات الوقائية الواجب اتباعها عند أداء مناسك الحج حفاظاً على سلامتهم.
ودعت دائرة الصحة الحجاج إلى الحرص على ممارسة العادات الصحية مثل التغذية الصحية، وممارسة النشاط البدني، وأخذ قسط من الراحة قدر الإمكان، إلى جانب التأكد من نظافة المكان قبل الجلوس فضلاً عن تجنب مشاركة الآخرين في أدواتهم الشخصية.
وتركز حملة أوقف العدوى على محاور عدة، هي: التطعيمات، وصحة الحجاج والمعتمرين، والأنفلونزا الموسمية، والعادات الصحية للوقاية من الأمراض المعدية، ومتابعة المخالطين لمصابين بأمراض معدية، والأمراض المنقولة بالغذاء، والأمراض المشتركة بين الحيوان والإنسان.
أرسل تعليقك