دبي - جمال أبو سمرا
نظّم المكتب الإعلامي لحكومة دبي بالتعاون مع أكاديمية الإمارات الدبلوماسية، برنامجًا تدريبيًا حول آليات الاتصال خلال الأوقات الحرجة تناول خلاله الدبلوماسي البريطاني توم فليتشر، سفير المملكة المتحدة السابق لدى لبنان، أمام أعضاء الشبكة أحدث المنهجيات المتبعة عند تطوير استراتيجيات الاتصال وآلية اختيار وتدريب المتحدثين الرسميين.
ضمن فعاليات "شبكة دبي للدبلوماسية الإعلامية والاتصال" للعام 2018.
تطوير الأداء
وأكدت منى غانم المرّي، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، أن فعاليات "شبكة دبي للدبلوماسية الإعلامية والاتصال" للعام 2018 صُمِّمِت بحيث تشمل مجموعة متكاملة من البرامج التدريبية التي من شأنها المساهمة في تطوير أداء قيادات الاتصال في مؤسسات دبي الحكومية وشبه الحكومية بما يسهم في تحقيق رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الرامية إلى تعزيز منظومة الأداء الحكومي والتي يعد الاتصال الاستراتيجي أحد أهم دعائمها.
وأوضحت المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي أن الشبكة تسعى من خلال البرامج والأنشطة التي تطلقها على مدار العام إلى تطوير آليات الاتصال الاستراتيجي التي يمكن توظيفها في مختلف المواقف، وتعزيز الاستفادة من السمعة الطيبة التي تحظى بها دولة الإمارات والتي تكونت خلال العقود الماضية بفضل مجموعة المبادئ والقيم العامة التي تتبناها الدولة، فضلاً عما حققته من إنجازات ونجاحات جعلتها نموذجًا متفردًا في مختلف المجالات التنموية، ورفعت من تأثيرها الإيجابي وجعلتها مثالاً يحتذى به.
وأعربت المري عن اعتزازها بالتعاون الذي يجمع بين أكاديمية الإمارات الدبلوماسية والمكتب الإعلامي، مؤكدةً أن هذا النوع من العمل المشترك يسهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للشبكة والمتمثلة في تعزيز قدرات العاملين في مجال الاتصال في دبي ورفدهم بخبرات نظرية وعملية عن مختلف المواقف والتحديات التي قد تعترض طريقهم عند العمل على تنفيذ المهام الموكلة إليهم.
تدريب محاكاة
وأشاد برناردينو ليون، مدير عام أكاديمية الإمارات الدبلوماسية، بالتعاون مع المكتب الإعلامي لحكومة دبي وما له من أثر ومردود طيب على تطوير مهارات وإمكانات القائمين على عملية الاتصال في الدولة لا سيما في ظل التحديات التي يشهدها العالم والمنطقة، وبما يسهم في الحفاظ على السمعة الطيبة للإمارات في كافة المحافل، مشدداً على أن إجادة برامج وسياسات الاتصال الاستراتيجي تتطلب الكثير من التدريب للإلمام بالقواعد الواجب اتباعها عند مواجهة شتى المواقف المُحتملة.
وتضمّن البرنامج "تدريب محاكاة" وضع المشاركين خلاله في مواقف مُختَلَقة بهدف تعزيز قدراتهم على التفكير الاستراتيجي والوعي التكتيكي عند ممارسة مهارات الاتصال خلال الأوقات الصعبة بما تفرزه من ضغوط وتحديات تتطلب الكثير من المرونة والصبر وسرعة البديهة للتعامل معها بكفاءة.
استجابة سريعة
وحدَّدَ فليتشر مجموعة من العوامل التي من الواجب مراعاتها عند تطوير وتنفيذ استراتيجية الاتصال الاستراتيجي بما يشمل طرق الاستجابة السريعة للمواقف الحرجة، وكيفية مشاركة المعلومات مع وسائل الإعلام، وضرورة الاهتمام بقنوات الاتصال التقليدية والحديثة لتحديد الأنسب منها بما يتماشى مع طبيعة الموقف وبما يضمن في الوقت ذاته تحقيق نتائج إيجابية.
وأوضح فليتشر أن اختيار المتحدثين الرسميين وصياغة التصريحات الرسمية تعد من أهم مكونات استراتيجية الاتصال نظراً لما ينطوي عليه ذلك من حساسية تكمن في قدرة وسائل الإعلام المحلية والعالمية على تحليل هذه التصريحات بشكل مفصل بحثاً عن أي تضارب أو عدم وضوح، مشيراً إلى أن التصريحات الرسمية يجب أن تتضمن المعلومات الأساسية وتتجنب أي معلومات غير مؤكدة أو وعود ربما لا تتحقق، إذ من الممكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة تعقيد الموقف.
وأكد فليتشر أن بعض المواقف الحرجة تسبب ما يمكن أن يطلق عليه "موجات التأثير السلبي" والتي تلقي بدورها بظلال قاتمة على الصورة الإعلامية والسمعة، لافتاً إلى ضرورة السيطرة على موجات التأثير السلبي ومنعها من إلحاق الضرر بالقطاعات الحيوية من خلال اتباع أسلوب الالتفاف على محاولات ربط الأزمة بمجالات وقطاعات أخرى.
ويُشكل البرنامج التدريبي استمرارًا للجهود التي يبذلها المكتب الإعلامي لحكومة دبي في مجال تعزيز قدرات أعضاء شبكة دبي للدبلوماسية الإعلامية والاتصال، حيث شهد العام الماضي تنظيم "برنامج الاتصال الاستراتيجي" بالشراكة مع "أكاديمية الإمارات الدبلوماسية" والذي تضمّن محاضرات نظرية وتدريبات عملية للتعرف إلى أفضل ممارسات الاتصال الاستراتيجي.
أرسل تعليقك