أبوظبي ـ صوت الإمارات
أظهرت الحالة الجوية الاستثنائية التي شهدتها الدولة مؤخراً جهوداً جبارة لفرق العمل في مختلف الجهات المحلية والاتحادية للتعامل معها، حيث شهدت تلك الجهات آلية عمل منتظمة ومستمرة لاحتواء الحالات الطارئة والتعامل معها بحرفية ومهنية عالية، كما كانت عمليات التنسيق بين الفرق والجهات منظمة، بحيث كل جهة تقوم بالتعامل مع المستجدات بروح عالية من الاهتمام والرعاية.
وفى إمارة الشارقة كان لدائرة شؤون الضواحي والقرى بالإمارة دور كبير في احتواء الحالات الطارئة وإرسال رسائل التوعية والتحذير عبر منصاتها الاجتماعية بهدف التأكيد على الجمهور بأهمية الالتزام بكافة التعليمات التي تصدر من قبل الجهات الأمنية في الدول في سبل التعامل مع الحالة الجوية، وكذلك البقاء قدر الإمكان في المنازل للابتعاد عن الحوادث التي قد تنتج جراء الأمطار الشديدة التي شهدتها الدولة.
الأرواح والممتلكات
وقال يوسف عبيد حرمول الشامسي رئيس مجلس ضاحية السيوح: كثفنا جهودنا خلال الحالة الجوية التي مرت بها الدولة من خلال التنبيه والتنويه على منصات التواصل الاجتماعي، حيث وجهنا عدداً من الرسائل التحذيرية، التي من شأنها تقديم المعلومات بأهمية الالتزام والابتعاد عن أماكن تجمعات الأمطار والمياه حفاظاً على الأرواح والممتلكات، وقد لمسنا التزاماً واضحاً من قبل الأهالي والأفراد في المجتمع.
وأضاف: لقد شهدت المنطقة لدينا تضرر عدد من المنازل والأسر بسبب تجمع مياه الأمطار في منازلهم مما تسبب في تلف للممتلكات، فسارع المجلس إلى احتضان جميع الأهالي المتضررين في مقره، حيث تم استقبالهم وتقديم كافة وسائل الرعاية لهم حتى يتسنى نقلهم إلى أماكن سكن آمنة. مشيراً إلى أن المجلس استطاع أن يحتوي نحو 100 أسرة، تم تحويلهم جميعاً إلى الفنادق حتى يتم حل مسألة تجمع المياه في أماكن سكنهم بصورة كاملة، ليستطيعوا العودة لمنازلهم والاستقرار فيها بأمان.
التلاحم المجتمعي
وأكد رئيس مجلس ضاحية السيوح على أن الحالة الجوية التي تعرضت لها الدولة أظهرت مدى قوة التلاحم المجتمعي وتفوق الجهود الاستثنائية للجهات الحكومية والمحلية في التعامل مع الأزمات، وقال: لقد شعرنا بمدى تكاتف وتلاحم أفراد المجتمع من خلال ما رأيناه من إقبال كبير من قبل الأهالي في تقديم يد العون للمتضررين وتوفير كافة المستلزمات والإمكانات التي يقدرون على توفيرها لهم في مقر مجلس الضاحية، حيث قدم العديد منهم الكثير من الخدمات، ومنهم من فتح أبواب منازلهم لاستقبال الأهالي المتضررين، ومنهم من قدم مركباتهم الخاصة لتكون تحت تصرفهم في حال حاجتهم إليها، كما كانت للجهات المحلية والاتحادية جهود كبيرة في سرعة التصرف في مثل هذه المواقف بمهنية عالية، ونحن نرفع كلمات الشكر والتقدير لكل من ساهم وبادر في تقديم يد العون، كما نثني على جهود الجهات في التعامل مع المواقف بشكل محترف وبسرعة عالية.
وأضاف: نحن نعمل بالتعاون مع الجهات المحلية والحكومية الأخرى على قدم وساق من أجل أن يتم إعادة الأمور إلى ما كانت عليه في المناطق التي تضررت، حيث إننا نتواجد في الميدان وفي المنطقة التي غمرتها المياه في الضاحية، ونسعى جاهدين على أن تعود الأمور على ما كانت عليه سابقاً ونسأل الله السلامة للجميع.
عمل متواصل
أكدت إدارة بلدية الحمرية بالشارقة على أن فرق الطوارئ كانت تعمل بشكل متواصل طوال الساعات الماضية خلال المنخفض الجوي الذي شهدته الدولة، حيث عززت بلدية الحمرية من إمكانياتها في عملية سحب وتصريف مياه الأمطار، من مختلف الدورات والشوارع والطرق الداخلية في الحمرية، عبر تشغيل معدات البلدية وآلياتها الثقيلة والخفيفة وكوادرها الفنية والإشرافية، لضمان الانسيابية المرورية، وحفاظاً على الممتلكات والسلامة العامة لمستخدمي الطرق بالحمرية.
وأشارت إلى أنه تم التأكد على أن تكون المباني المدرسية والمباني الحكومية الأخرى على أهبة استعداد لاستقبال الطلبة والموظفين، حيث تم التخلص من تجمعات مياه الأمطار فيها، والتأكد من جاهزيتها لاستقبالهم في أقرب وقت.
65 دورية
أكدت إدارة بلدية مدينة الشارقة على أن هناك نحو 65 دورية تؤدي أدواراً مجتمعية وإنسانية كمساعدة الأسر المتضررة من الأمطار ونقلها إلى وجهات معينة، ومساعدة العالقين في تجمعات المياه في شوارع المدينة وقطر المركبات المتعطلة، وتقديم أنواع أخرى من المساعدات خصوصاً لكبار السن وفئات أخرى في المجتمع، انطلاقاً من الدور المجتمعي والإنساني الذي تحرص البلدية على تأديته بجانب الأعمال الرئيسية في الميدان كسحب تجمعات المياه واحتواء الحالة الجوية وتداعياتها.
سحب تجمعات مياه الأمطار
أكدت بلدية مدينة الشارقة على أن الجهود لا تزال مستمرة في مختلف قطاعات الإمارة وأرجائها، كما أن فرق الطوارئ تجوب الأماكن الأكثر كثافة سكانية، والتي كان فيها تجمعات مياه وتعمل جاهدة على سحب المياه، وتهيئة الطرقات، فضلاً عن المناطق السكنية التي أيضاً كان لها نصيب من تجمعات مياه الأمطار، حيث تم تركيز الجهود لسحب تجمعات مياه الأمطار واحتواء تداعيات الحالة الجوية بأقصى الطاقات الممكنة والاستفادة من أسطول النقليات الذي تمتلكه البلدية للحد من أية أضرار، وتعزيز انسيابية الحركة المرورية والحفاظ على سلامة الجمهور وممتلكاتهم، إذ وفرت البلدية كادراً للعمل على مدار الساعة دون توقف للانتهاء من الأعمال الميدانية على أكمل وجه في كافة مناطق مدينة الشارقة.
متطوعون: خدمة الوطن شرف
أكد عدد من المواطنين المتطوعين الذين لبوا نداء الواجب وهبوا لمساعدة إخوتهم وأخواتهم الذين تضررت منازلهم بسبب المنخفض الجوي الذي تعرضت له الدولة في اليومين الماضيين، وقد سطر المواطنون أجمل معاني الولاء والانتماء والتعاون والإخاء، حيث توافد عدد منهم إلى الأماكن التي تم الإعلان عنها من قبل الجهات المعنية في إمارة الشارقة لتقديم يد العون والمساعدة في كل ما يلزم.
وأكدت المواطنة فخرية الزرعوني، وهي إحدى المواطنات المتطوعات، وقد تواجدت في المكان لتلبية نداء الواجب، أن عدداً كبيراً من المتطوعين كان هناك مباشرة في المكان، وحضروا من خلال سيارات الدفع الرباعي والقوارب والدراجات الهوائية الخاصة بهم لوضعها في خدمة المتضررين.
وأشادت بجهود كافة المتطوعين وبجهود الجهات المعنية والرسمية من شرطة ودفاع مدني وفرق الإنقاذ وغيرها، إذ سطروا جميعاً معاني رائعة في التفاني والوفاء والتكاتف معاً من أجل خدمة الوطن. وأكدت أن خدمة الوطن واجب على كل من يعيش على هذه الأرض، وقالت: أن نكون في عون إخواننا فهذا واجب علينا من دون شك.
ومن جهته قال يوسف آل علي: لقد علمنا أن هناك منازل وأسراً تحتاج إلى العون والمساعدة بسبب مياه الأمطار التي تجمعت وشكلت مجرى كبيراً فبادرت فوراً وأبناء عمي وإخوتي بالتوجه إلى المكان مصحوبين بكافة المعدات التي نستطيع من خلالها تقديم يد العون والمساعدة لأشقائنا وأهالينا في المكان، إذ إن بعضهم حوصروا في منازلهم ولم يتمكنوا من الخروج، حيث إن، منسوب المياه بلغ مدى مرتفعاً جداً، وما قمنا به واجب ودَين فنحن أبناء وطن واحد، وعلينا جميعاً التكاتف سوياً في مثل هذه الظروف.
وبدوره أكد جاسم علي يوسف، أحد المتطوعين الذين شاركوا في عملية الإنقاذ: لنا الشرف في أن نكون في عون وخدمة الوطن وجميع المواطنين والمقيمين، فقد لبينا نداء الواجب وحاولنا أن نقدم كل ما نقدر عليه لمساعدة وعون الأهالي الذين تضررت منازلهم جراء الأمطار الشديدة التي شهدتها الدولة في اليومين الماضيين، ونحن سعداء بأن نكون أعضاء فاعلين إيجابيين في المجتمع.
ومن جانب آخر أكد يوسف علي صالح، أحد المواطنين الذين ساهموا في عملية التطوع: لقد لبينا نداء الواجب وحضرنا مباشرة إلى الموقع لمساعدة الأهالي في عملية الإجلاء مع الجهات المعنية في الدولة، وحاولنا تقديم كل ما يمكن، كما استضفت عائلتين في بيتي الخاص وهم كأسرتي وإخواني وأخواتي حتى يتمكنوا من أن يجدوا مكاناً مناسباً لهم، وأنا فخور بكوني ساهمت ولو بقدر ضئيل في خدمة مجتمعي وإخواني وأخواتي المواطنين، فنحن جميعا كالبنيان المرصوص والبيت متوحد دائماً.
وقد كان هناك إقبال واضح من طرف المتطوعين، حيث بادر كثير منهم لتقديم المساعدة ومد يد العون للمتأثرين من الأمطار، كما أن جهود كافة الجهات المعنية في الدولة كانت فعالة وملموسة، حيث تواجدت سيارات الدفاع المدني والشرطة وسيارات الإنقاذ في كل مكان لتقوم بواجبها على أكمل وجه، وتقوم أيضاً بعملية الإشراف على مشاركة المتطوعين لتسيير عملية نقل بعض الأهالي بأمن وسلامة من منازلهم المتضررة.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك