أبوظبي ـ صوت الإمارات
عبر معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش عن تقديره لكافة المشاركين بقمة التحالف العالمي للتسامح بأبوظبي، التي أكدت أن الأخوة الإنسانية تعتمد على الحوار، الذي يكشف عن تفاهمات مشتركة واختلافات حقيقية حول طريقة تطوير موقف موحد بشأن مختلف القضايا واتخاذ إجراءات ومبادرات مؤثرة، وأهمية التعاون الإقليمي والدولي باعتبارهما ضروريين لنمو المعرفة وإيجاد الحلول لمختلف المشاكل والتحديات.
جاء ذلك خلال مشاركته في أعمال الطاولة المستديرة التي شهدت حضوراً بارزاً لأكثر من 40 قيادة أممية ودولية ومحلية بارزة، التي ناقشت سبل تعزيز القيم الإنسانية، بما يضمن حياة أفضل للبشرية في المستقبل القريب، وذلك من خلال أربعة محاور رئيسية هي: الإيمان والاستدامة والسلام، والتنوع.
واختتمت الطاولة أعمالها بإعلان النداء العالمي المشترك للتسامح والتعايش، وتوقيع كافة المشاركين بالتحالف على هذا النداء ودعوة كافة المؤسسات الدولية والإقليمية والدولية والشخصيات العامة والمفكرين وقادة الرأي للانضمام إلى هذا النداء المهم.
وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان: «كان لي شرف افتتاح أعمال هذه القمة المهمة والتي جاءت في وقتها تماماً، ومنذ ذلك الحين، أتيحت لكم الفرصة للتباحث والنقاش والاستفادة من المتحدثين البارزين والمشاركة في المقترحات المثمرة على مدار اليوم، واستعراض القضايا التي تضمنتها مناقشاتكم وعروضكم التقديمية والتي سلطت الضوء بوضوح على ما تتطلبه الأخوة الإنسانية من مشاركة نشطة وترابط في ظل تنوع المجتمعات البشرية، حيث أثبت حواركم الراقي والبناء أن ما يربطنا كبشر يفوق بكثير ما يفرقنا، وقد أعربتم عن قناعتكم بأن الأخوة الإنسانية تتطلب منا أيضاً أن نتشارك بفعالية في مواجهة القضايا والتحديات التي يشهدها عالمنا اليوم».
وأضاف معاليه: «يسرني أن أشير إلى أنكم سعيتم إلى تطوير الاحترام المستنير لأفكار الآخرين، وفي سعيكم لذلك، آمل أن تقدروا التزام دولة الإمارات العربية المتحدة الراسخ بالتسامح والتفاهم المتبادل والتعاون عبر الاختلافات الدينية والثقافية، وآمل أن تستمروا في دعم سعينا الجماعي لتعزيز الأخوة والسلام والتفاهم حول العالم، وهو مسعى مهم بالنسبة لنا في دولة الإمارات العربية المتحدة ويدعمه قادتنا وشعبنا بقوة».
واختتم معاليه:«أشكر كل واحد منكم على مشاركته المثمرة، وأتطلع إلى العمل معكم في المستقبل، وسوف نستكشف عبر الأشهر القليلة المقبلة طرقاً لنشر الأفكار الإبداعية التي تم طرحها هنا، وسنبذل ما في وسعنا للمساعدة في بناء مجتمع عالمي لتبادل الأفكار وتعزيز العمل القائم على المعرفة. وسنتعهد بهذا الالتزام بروح الثقة والأخوة والصداقة والتعاون التي تجلت في هذه القمة، وأتمنى لكم مناقشات مثمرة حول هذه الطاولة المستديرة في إطار هذا المؤتمر ليستمر هذا اللقاء السنوي في توفير الفرصة لتبادل المعرفة، وبناء الأخوة، وتعزيز الصداقة والتفاهم». وفي ختام أعمال الطاولة المستديرة قام المشاركون بالقمة، وبأعمال الطاولة المستديرة بإطلاق النداء العالمي المشترك للتسامح والتعايش الذي جاء فيه: «نحتفي نحن، المشاركين في التحالف العالمي للتسامح – من منظمات عالمية، وتمثيل حكومي، وأديان، ومنظمات غير حكومية، ومؤسسات تعليمية، وشبكات، بما يتم إنجازه بالفعل في مجال تعزيز قيم التسامح والتفاهم والتعايش السلمي، ونعلن إمكانية القضاء على التعصب بالتعاون المشترك، والرغبة في تحقيق المنفعة المتبادلة، استناداً إلى ما يربطنا من أخوة إنسانية، فالمنطق السليم يدعونا للتخلي عن مشاعر اللامبالاة، أو التخبط في ترتيب الأولويات أو خطط التنفيذ، ولا يمكننا أن نظل على ما نحن عليه من انقسام بين نحن وهم. بل «أنا ونحن»، وفي ظل الشعور بالمسؤولية المتبادلة، نحن كتحالف ملتزمون بتعزيز كرامة وسلامة كل البشر، بغض النظر عن جنسيتهم، عمرهم، جنسهم، دينهم، لغتهم، مستواهم الاقتصادي، أو توجهاتهم في الحياة، والمبادئ التأسيسية للتحالف هي مبادئ التسامح والأخوة الإنسانية، بما في ذلك حرية المعتقد والعمل، والعدالة للجميع، والحوار والمساواة في الحقوق، والتفاهم والاحترام المتبادلين، والالتزام بهذه المبادئ تخلق مجتمعاً محلياً وإقليمياً وعالمياً أكثر سلاماً وانسجاماً وازدهاراً، ولدينا ثمانية مليارات سبب لتنفيذ هذا الالتزام بالشكل الصحيح، ونؤكد أن التعاطف العالمي سيحقق أعظم الأثر في التغلب على أهم ما تواجهه الكرة الأرضية من تحديات، وأهمها عدم المساواة، والانعزالية، والتحديات البيئية، وهو ما يساهم مباشرة في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة».
وطالب النداء كافة المشاركين بالتحالف العالمي للتسامح بالالتزام بعدة قواعد هامة أهمها، الاحتفاء بما تحقق بالفعل في مجال تعزيز قيم التسامح والتعايش المشترك، في حدود مجال نفوذنا، ودعوة قادة الأديان العالمية إلى تأكيد معتقداتهم المميزة وفي الوقت نفسه السعي إلى الأخوة والمصالحة من خلال مباركة ومشاركة الحياة مع بعضهم البعض وتعزيز الروح الحقيقية لـ «وثيقة الأخوة الإنسانية».
كما طالب النداء الجميع بالنظر إلى أرضيتنا المشتركة، التي نتقاسمها جميعا ونعيش عليها، ويجب أن تتضمن كل خطة واستراتيجية وتعهد مكوناً بيئياً يحافظ على نظامنا البيئي الثمين ويخدمه ويعززه، ودعا النداء كذلك إلى دعم الابتكار من خلال رعاية وتعزيز البرامج العملية القائمة على وضع حلول ناجعة للقضايا المحلية والعالمية، واستغلال القدرات الإبداعية والحماسية لجيل الشباب بهدف سماع صوتهم، والاستفادة من فطنتهم، ودعم وتأييد ما يضعونه من حلول واقعية، وتكريم ذوي القدرات العقلية والبدنية المختلفة، وتشجيعهم، وتنمية قدراتهم، وتحفيزها من خلال الأنشطة، والتوظيف وإدماجهم في المجتمع، قدر استطاعتهم، من خلال الرياضة والتعليم والفنون، فالحكمة تبدأ بآيات التنوع.
كما دعا النداء إلى السعي لدعم وخدمة الفئات «الأقل حظاً والأولى بالرعاية»، من خلال مد مظلة التراحم والرعاية للفئات الأكثر هشاشة، وتعميق قيم التسامح الداخلي، كي يصبح جزءاً من شخصيتنا الفطرية ونمط حياتنا، من الداخل والخارج والاعتراف بأن التحديات الهائلة التي يواجهها العالم لا يمكن التغلب عليها بالمواقف السياسية وحدها، ولكن يلزم أن يصاحبها مواقف نزيهة وصادقة من الكيانات والأفراد كي يصبح في الإمكان تحقيق التآلف والتوافق الإنساني.
وأكد النداء أن إدارة الصراع من خلال الحوار والحل السلمي، واستبدال مرارة الماضي بالتعاطف الإنساني، وبالتالي كسر دورة العنف بين الأجيال مرة واحدة وإلى الأبد أمر مهم للغاية، إضافة إلى أهمية دعوة الوكالات والكيانات الأخرى المشابهة في أفكارها للمشاركة في هذه القضية العالمية العظيمة من أجل البشرية.
وانعقدت المائدة المستديرة التي افتتحها معالي الشيخ نهيان بن مبارك وزير التسامح والتعايش، بحضور 40 من النخب الفكرية، والسياسية، وقادة الأديان، بدأت بكلمة من الدكتور محمد المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر السابق، أكد فيها دور الإمارات الرائد في العمل على نشر التسامح، واحتضانها ودعمها لوثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها الإمام الأكبر شيخ الأزهر فضيلة الدكتور أحمد الطيب، والبابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، بدعم ورعاية من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ولفت إلى أن شيخ الأزهر جعل الوثيقة محل اهتمام كبير، وتم التعريف بها في جميع المعاهد الأزهرية والجامعات في مصر والبعثات الخارجية للأزهر، لافتاً إلى أن العالم في أمس الحاجة إلى تطبيق هذه الوثيقة ليعم السلام الأرض.
وقدم شيف رابي ديفيد روسون الشكر إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لعمله الدؤوب لتعزيز السلم والعمل على الاستدامة.
وقال إيمان يحيى رئيس مجلس القادة الإسلاميين ببروكسل: إنه ليس صعباً أن يتم التعامل مع التحديات بما فيها الثقافية، بشرط أن يكون الجميع باحثاً عن السلام، وسعينا في فروعنا إلى تعزيز ثقافة التسامح والترويج لوثيقة الأخوة الإنسانية.
وقال القس بيشوي راعي الكنيسة المصرية في أبوظبي: العام المقبل يمر 50 عاماً على تقديم الكنيسة خدماتها، مثمناً جهود دولة الإمارات عالمياً، وقال: لدينا مشروع لمد الجسور بين العوالم المختلفة.
وقال سلطان ماجد محمد مدير إدارة الباروميتر العالمي: «قامت إدارة استطلاعات الرأي في مركز تريندز للبحوث والاستشارات بالتعاون مع مركز الشباب العربي ببحث ميداني شمل 12 بلداً من منطقة الدول العربية تستهدف قياس اللحمة الاجتماعية بين الأفراد والمؤسسات، وبينت النتائج أن الثقة بين الأفراد والمؤسسات يشوبها تحديات جمة، مما يستدعي انخراط الشباب في العمل المجتمعي.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك