دبي - صوت الامارات
عززت المساعدات المقدمة من دولة الإمارات العربية المتحدة، لجزيرة "سقطرى"، انتعاشًا ملحوظًا في الخدمات والأنشطة المرتبطة بعدد من المرافق الخدمية والحيوية، الذي بدوره انعكس إيجابًا في خدمة السكان المحليين ورفع مستوى معيشتهم، وأدى إلى ازدهار الحركة والنشاط في الأرخبيل الذي عانى كثيرًا من تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية بسبب الانقلاب، وتعرُّض الجزيرة لموجة أعاصير مدمرة، فاقمت من الحالة السيئة في الجزيرة.
دعم بلا حدود
وعلى مدار الأعوام الثلاث الماضية، قدمت دولة الإمارات الكثير من المشاريع المتنوعة، الذي وصفها مسؤولو الحكومة والمنظمات الدولية بـ"المميزة واللافتة"، كان أبرزها وقوف الإمارات إلى جانب سكان جزيرة "سقطرى" في محنتهم خلال الكارثة الإنسانية التي أعقبت الأعاصير التي شهدها أرخبيل سقطرى، حيث سخرت طاقاتها وطواقمها كافة، من أجل تعزيز الجهد الإغاثي والإنساني والتخفيف من هول فاجعة سكان سقطرى المنكوبين.
وما شهده أرخبيل سقطرى، إحدى أهم الجزر اليمنية ذات الملامح الجمالية والمميزات السياحية والتنوع الحيوي والثروة الطبيعية، من نمو في القطاعات كافة، يتجلى بصورة واضحة من خلال مشاريع الدعم التي تبنتها دولة الإمارات ضمن دورها الفاعل والمساند لقوات التحالف العربي الداعم للشرعية، رغم المزاعم التي حيكت من أبواق الفتنة والخراب للتقليل من شأن الدعم الإماراتي للأرخبيل، كان لسان حالها أن تترجم هذا إلى أعمال ملموسة، حيث عملت على تعزيز نشاط الميناء في عملية التفريغ والشحن للبضائع وتوسيع وتسوير المطار وحل إشكاليات منظومة الكهرباء وشق وسفلتت وترميم الطرق، إلى جانب مشاريع تربوية وصحية وتنموية وأمنية وتأهيلية لأبناء الجزيرة نفسها حتى يساهموا من دفع عجلة البناء والتنمية بالجزيرة.
النشاط الجوي الملاحي
على صعيد ما تم تنفيذه من مشاريع تطويرية، تخدم نشاط مطار سقطري، يقول مدير عام المطار، عبدالله جميع قدمت العديد من المشاريع التي عززت إعادة حركة مطار سقطري إلى سابق عهده بعد توقف ناتج عن الأزمة والأعاصير المدمرة، فالأضرار التي لحقت بالمطار جراء أعاصير "ميج وتشابلا وسأجار"، كانت كبيرة لحقت بأقسام المطار، بما فيها المباني بشكل عام وأبراج المراقبة الجوية والمعدات والآليات التابعة للإطفاء والإنقاذ، وأيضًا خروج الأجهزة الملاحية كافة عن الخدمة ومحطات الرصد الجوي الأتوماتيكية، ولحقت أضرارًا كبيرة بالأجهزة الأمنية والإلكترونية والكهربائية بما فيها أجهزه التكييف في صالات ومكاتب المطار بسبب تعرضها لتسريب المياه بداخلها وتدمير بعضها بسبب شدة الأعاصير.
وثمن مدير عام مطار سقطري، العون والمساعدات المقدمة من دولة الإمارات العربية المتحدة، لمطار جزيرة سقطري، والتي شملت إعادة تأهيل المباني، ومنها صالات ومكاتب المطار ومبنى الإطفاء والإنقاذ مع استحداث بعض المباني التي تخص أفراد حماية المطار، وأيضا الإطفاء والإنقاذ، وتسوير المطار كاملاً بشبك حديدي، والذي يلعب دورًا هامًا في أمن وسلامة الطيران المدني من خلال حماية مدرج المطار من عبور المشاة أثناء الرحلات، إضافة إلى تزويد مدرج المطار والمداخل التابعة له بالإضاءة الليلية والتي تعمل من خلال الطاقة الشمسية، ورفد المطار بعربتي إطفاء بملحقاتها وإحضار العديد من المواد التي تخص الإطفاء والإنقاذ، وتسهم في إخماد ومكافحة الحرائق وعقد دورات تنشيطية مكثفة لرجال الإطفاء والإنقاذ والتي تمكنهم من خلالها من كيفية التعامل مع أي طارئ، وتزويد المطار بمحطات رصد أوتوماتيكية حديثة وتطوير منظومة الكهرباء في المطار من خلال إعادة تأهيل المولدات وإعادتها إلى جاهزيتها، وتوفير مولد احتياطي آخر.
تفعيل نشاط الميناء
وأوضح مدير عام الميناء، المهندس محمد سالم فيما يتعلق بمشروع الميناء الذي تم افتتاحه في الجزيرة بدعم من مؤسسة "خليفة الإنسانية"، شهد ميناء جزيرة سقطري مشاريع توسيعية وتطوير هامة مقدمة من مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية، الداعم الأساسي للميناء، حيت نفذت عدة مشاريع منها بناء رصيف بطول 90 مترًا وعرض 23 مترًا، الذي بفضله انتهت الأزمة التي كان يعاني منها الميناء منذ أعوام، وهي مشكلة السفن المركونة الرأسية في المرسى لفترة طويلة والمشروع بذاته منجز بالكامل.
كما تم تسوير الميناء بجدار الشبك مع السلك الشائك وعمل بوابة حديدية، ساعدت في تنظيم دخول وخروج البضائع تحت الإشراف والمراقبة والدقة في التفتيش، وإنارة الميناء، وذلك من خلال وضع أعمدة إنارة تعمل بنظام الطاقة الشمسية داخل وخارج الميناء، وعمل مدرج إنزال لتسهيل عملية تفريغ بواخر الإنزال، وعمل رصيف الإنزال السمكي خاص للعبارات والأسماك، مما خفف زحمة إنزال الأسماك في الرصيف، وبناء مبنى للجهات الأمنية والرقابية العاملة داخل الميناء وهو ما يساعدها على القيام بواجبها على أكمل وجه، إضافة إلى البدء في عمل مساحات لفرز واستلام البضائع ويعتبر المشروع ذا أهمية، وترميم المبنى وتجهيزه بالأثاث والأجهزة لنقل إدارة الميناء والجمارك والجهات ذات العلاقة بالميناء لتكون قريبة من العمل، وتسوية مساحة أرض في الميناء لإقامة موقف للسيارات مع استراحة ومسجد تابع للميناء، وتأهيل عدد من الموظفين وعمل كاسر أمواج لحماية الرصيف من الأمواج والرياح وبما يضمن استمرارية العمل على طول العام، إضافة لمشاريع تجري دراساتها لكي يتسنى تنفيذها خلال العام الجاري.
وأشاد مدير عام ميناء سقطري، بالمشاريع التي تم تنفيذها في جزيرة سقطرى من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي امتدت لتشمل جوانب عديدة لمسها المواطنون في الجزيرة، وتضمنت مشاريع في المطار والتربية والكهرباء والمياه وإسكان للمتضررين ومساعدة وإغاثة المحتاجين، وصرف بطاقات تموينية لجميع سكان سقطري، وغيرها من الأعمال التي بذلتها إمارات الخير والعطاء لأبناء سقطري كل خير.
أرسل تعليقك