كشف مشاركون في ندوة نقاشية نظمها بنك الإمارات دبي الوطني أمس، عن تسابق بنوك محلية على الاهتمام بأصحاب الهمم، سواء موظفين أو عملاء للبنوك، حيث تم تخصيص فروع مصرفية "صديقة لأصحاب الهمم" مزودة بماكينات للصراف الآلي وتجهيزات مناسبة لهم، من أجل إيجاد بيئة أكثر ملاءمة للعملاء من أصحاب الهمم في الفروع، وتقديم تجربة مصرفية متميزة.
وأكد المشاركون في الندوة التي تستهدف تصحيح المفاهيم الخاطئة السائدة بين الشركات في دولة الإمارات فيما يتعلق بتوظيف أصحاب الهمم، أن البنوك توفر خدمة فتح الحساب بنظام برايل للكتابة والقراءة لتمكين العملاء من ذوي الإعاقة البصرية من إجراء المعاملات باستقلالية تامة، وكذلك نظام لمساعدة العملاء من ذوي الإعاقة السمعية، مع تدريب موظفي الاستقبال في الفروع حول آداب التعامل مع أصحاب الهمم لضمان تقديم أفضل الخدمات، وبالتالي تقديم أفضل تجربة مصرفية ممكنة لهم.
وقالوا إن بعض البنوك تقدم خدمات ومنتجات مالية خاصة لأصحاب الهمم من حاملي بطاقة "سند"، سواء المواطنون الإماراتيون أو المقيمون في دبي، بحيث يستفيدون من تذاكر الانتظار ذات الأولوية والمتوفرة في الفروع (الصديقة)، بالإضافة إلى حصولهم على الموافقة المسبقة للاستفادة من باقة خدمات مصرفية شخصية تمنحهم قروضاً شخصية وقروض سيارات من دون رسوم إدارية.
وأوضحوا أنه فيما يخص توفير فرص وظيفية لأصحاب الهمم في البنوك، فقد تم إطلاق المنصة الشاملة (#معاً_بلا_حدود ) والتي تهدف إلى توفير حلقة وصل بين الراغبين بالعمل والشركات المهتمة بتوظيفهم، حيث نفذت تلك المنصة العديد من مبادرات الدمج، بما في ذلك تنظيم ندوات توعية مجتمعية كل ثلاثة أشهر، وإطلاق شبكة الوظائف لدمج أصحاب الهمم في سوق العمل التي نجحت حتى الآن من تمكين 50 راغباً بالعمل من الحصول على الوظائف في 19 شركة، وتشجيع الدمج المالي لهم عبر تقديم باقة "بيوند" من الخدمات المصرفية الشخصية، والإعفاء من متطلبات الحد الأدنى للراتب، فضلاً عن نشر تقرير بحثي حول العادات والسلوكيات المصرفية والمالية لأصحاب الهمم في الدولة.
وبحسب نتائج دراسة أجراها بنك الإمارات دبي الوطني بالتعاون مع شركة "إبسوس للأبحاث"، فإن 90% من المديرون راضون عن أداء أصحاب الهمم في الشركات التي تم توظيفهم فيها، مبينة أنه على الرغم من ذلك فإن نسبة 67% يؤمنون بأن أصحاب الهمم يواجهون صعوبات في الحصول على وظيفة في الإمارات، حيث إن معدلات توظيف أصحاب الهمم تعد من أقل معدلات التوظيف في الإمارات.
وأكدت الدراسة التي شملت استطلاع آراء المديرين التنفيذيين ومديري الموارد البشرية في شركات تضم فرق عمل يزيد قوامها على 75 موظفاً في أبوظبي ودبي والشارقة، أن 47% من الشركات منفتحة وستعمل على تعيين أصحاب الهمم في المستقبل.
وذكرت أن 26% من الشركات لديها دليل لتوظيف أصحاب الهمم، نافية تماماً صحة الاعتقاد بأن توظيف أصحاب الهمم يتطلب نفقات عالية لإدخال تعديلات على البنية الأساسية في أماكن العمل لكي تكون مناسبة لهم، ومشددة أيضاً على أن وجود أصحاب الهمم في مقار الشركات لا يتطلب مساحات أو تجهيزات إضافية خاصة لهم.
وأوضحت دراسة بنك الإمارات دبي الوطني أن الموظفين من أصحاب الهمم يؤدون وظائفهم بمعدلات أمان بنسبة 97%، كما أن التزامهم بالحضور وساعات العمل يكون أفضل بنسبة 86% من نظرائهم من الأسوياء.
وقالت إن معدلات بقاء أصحاب الهمم في وظائفهم تكون أطول 5 مرات، ووجودهم في العمل يسهم في زيادة الروح المعنوية ما يجعل الآخرين يظلون في وظائفهم لفترة أطول، منوهه أن الصورة الذهنية عن أصحاب الهمم لدى 53% من المشاركين في الدراسة هي أنهم الأشخاص الذين يستخدمون كرسياً متحركاً.
وقالت فاطمة عبدالرحمن، رئيس قسم الموارد البشرية في شركة "تنفيذ" التابعة للمجموعة، إن الشركة تحرص على إثراء التنوع بين صفوف كوادرها البشرية، ولذا فهي لا تفرق بين الموظفين من حيث الجنس أو الجنسية، أو كونهم من أصحاب الهمم من عدمه.
وأكدت أن الشركة تعمل دائماً على تحقيق الاستقرار الوظيفي لجميع الفئات، عبر منحهم فرصاً متساوية وعادلة للعمل والتدريب والترقي الوظيفي وبما يستهدف أن يكون أصحاب الهمم مستقلين مالياً وقادرين على تحقيق مستوى الدخل الذي يغنيهم عن الاعتماد على الآخرين، فضلاً عن إشعارهم بالإنجاز والانتماء والولاء.
من جهته، قال الدكتور حسين مسيح، خبير قطاع التنمية والرعاية الاجتماعية في هيئة تنمية المجتمع، إن القطاعين العام والخاص يشهدان مستويات متزايدة من الوعي والحرص على دعم أصحاب الهمم، لكن الواقع يتطلب من القطاع الخاص مزيداً من الالتزام وتكريس الجهود لدعم أصحاب الهمم من المواطنين وغير المواطنين.
وبدوره، قال ياسين بكاري، مدير العمليات ومسؤول تعزيز التنوع الثقافي في شركة "لوريـال الشرق الأوسط"، إن المجموعة وظفت أكثر من 1200 شخص من أصحاب المقدرات المختلفة في مختلف الوظائف والمهام حول العالم، مشيراً إلى أن "لوريـال الشرق الأوسط" تعمل على اتباع ذات الرؤية والهدف، عبر سعيها لتوظيف نحو 2% من فريق العمل من أصحاب المقدرات المختلفة بحلول نهاية العام.
أرسل تعليقك