ضبطت وزارة الداخلية تشكيلات وأصنافا متنوعة من السموم المخدرة بحوزة 30 متهما تم إلقاء القبض عليهم في 17 قضية اتجار نوعية على مستوى الدولة في غضون الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي.
وشملت أصناف السموم المخدرة تحريز 3 ملايين و814 ألف قرص مخدر معظمها "كبتاجون" و21 كيلو ونصف من المهلوسات والتركيبات المصنعة والحشيش الذي يسبب التعاطي والإدمان وذلك بحوزة اضافة الى تسجيل واقعتين إحداهما محاولة تهريب 3 ملايين حبة مخدرة في تجاويف سرية داخل ألواح مراجيح أطفال بلاستيكية وأخرى لإفريقي روج "الماريجوانا" متنقلا في دراجة هوائية.
وأكد العقيد سعيد عبد الله توير السويدي مدير عام مكافحة المخدرات الاتحادية بوزارة الداخلية أن ضبطيات المخدرات المتتالية جسدت القدرة الاستثنائية لوزارة الداخلية على تحقيق أهداف المنظومة الأمنية على المستوى الاتحادي والمساعي المكتسبة للمحافظة على مقدرات الوطن وحماية المجتمع وشبابه من براثن التعاطي والإنجرار وراء كابوس الإدمان الذي يعد أحد المخاطر التي تهدد صحة الإنسان وتماسك المجتمع.
وقال إن فرقا من عناصر المكافحة دأبت على إيجاد صلة ربط بين الأدلة موثوقة المصدر التي كانت بحوزة الإدارة العامة لمكافحة المخدرات الاتحادية في الوزارة والتي تشير إلى ضلوع العديد من الجناة في جرائم "تهريب وترويج ونقل للمخدرات" حيث استمرت تلك الفرق في تتبع تحركات المشبوهين والتي اتسم معظمها بالحذر الشديد إلى أن حانت لحظة الحسم - كل قضية على حدة - فانقض عليهم عناصر المكافحة في عدد من الإمارات بالتنسيق مع القيادات العامة للشرطة على مستوى الدولة.
وذكر العقيد السويدي أن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات الاتحادية كانت تتبع سير الشحنات المخدرة المختلفة استنادا إلى المعطيات السرية التي بحوزتها وذلك لمعرفة جميع المتورطين بإرسال ونقل وتلقي المخدرات لضبطهم .. مشيرا إلى أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية وأسفرت عن إحباط تلك الوقائع بعد جمع كافة المعلومات حولها وتحقيق نتائج إيجابية تمثلت في كشف الأنشطة الإجرامية وضبط المروجين وبحوزتهم السموم المخدرة.
وأوضح أن تعزيز التنسيق الأمني عالي المستوى بين الوزارة وقيادات الشرطة والجهات المعنية مكن من إحداث نوع من التكامل الاستثنائي بين أساليب التصدي ومكافحة آفة المخدرات.
وأكد السويدي حرص وزارة الداخلية على تدريب عناصر مكافحة المخدرات الاتحادية لكي تبقى دائما يقظة لاكتشاف أحدث وسائل تهريب المخدرات والتي يبتكرها المروجون لإخفاء سمومهم في مخابئهم ومساكنهم ومركباتهم أو حتى داخل بطونهم وفي "مقلات عيونهم" .. مشيرا إلى أن المهارات والخبرات التي اكتسبتها فرق المكافحة في مواجهة عصابات التهريب من خلال وضع خطط ميدانية محكمة تحول دون مرور تلك السموم وترويجها حفاظا على أمن المجتمع وإفشال أي مخطط إجرامي يسعى إلى الـنيل من سمعة الوطن والمساس بمقدراته واستهداف أبنائه.
وتطرق مدير عام مكافحة المخدرات الاتحادية إلى أبرز القضايا المضبوطة منها واقعة أظهرت معطياتها وجود مخطط إجرامي كبير لإغراق الوطن بالحبوب المخدرة حيث تم رصد تلك العملية بسرية تامة إلى أن تم تحريز 3 ملايين قرص مخدر "كبتاجون" في تجاويف سرية داخل ألواح مراجيح أطفال بلاستيكية في محاولة فاشلة لتهريبها من خلال شحنها وإدخالها عبر أحد المنافذ الدولية "ميناء بحري".
وأشار إلى قضية أخرى متورط فيها عامل " إفريقي " تم ضبطه بإمارة الشارقة بعدما باع 2 كيلو و89 غراما من مخدر الماريجوانا لشرطي متخف بدور مشتر حيث تبين قيامه بوضع المخدرات في سلة مشتريات لدراجة هوائية دأب على التنقـل بها مروجا لسمومه.
كما تطرق إلى أبرز القضايا منها واقعة تم خلالها ضبط 104 آلاف قرص مخدر " كبتاجون " في إمارة أبوظبي بحوزة عامل " آسيوي " يعمل دهان مباني خبأها داخل 100 كيس بلاستيكي في سكن عمالي في المصفح الصناعية .. مشيرا إلى أن القضية الأخيرة قادت إلى إحباط ترويج 586 ألف حبة مخدرة " كبتاجون " في إمارة عجمان تورط فيها شخصان " عربي وآسيوي " حيث تم التوصل إلى الكمية مخبأة في مسكن المتهم الأول ومقر آخر للمتهم الثاني.
وكشف العقيد السويدي عن تفاصيل ضبطية جرت أحداثها في مدينة العين تم خلالها تحريز 6 آلاف و800 قرص مخدر " كبتاجون " بحوزة شخصين تم ضبطهما بعدما تسلما الكمية من شخص " خليجي " تم تتبعه لاحقا في قضية أخرى وإلقاء القبض عليه بأبوظبي على الرغم من الحذر الشديد الذي اتسم به أسلوبه الإجرامي محاولا ترويج 121 ألفا و423 قرصا مخدرا بالاشتراك مع خليجيين آخرين ضالعين بالجريمة جرى ضبطهما في الواقعة نفسها في عملية أمنية احترافية.
وأفاد بأنه تم إحباط محاولة تهريب وترويج شحنتين من مخدر " الهيروين " بلغت 8 كيلو و122 غراما إحداهما محاولة تهريب عبر مطار أبوظبي الدولي والأخرى تم خلالها ضبط 6 أشخاص " آسيويين " خبأوا سمومهم المخدرة بطريقة سرية يصعب كشفها والبالغة 3 كيلو و 122 غراما تم استخراجها من تجاويف سرية " حشوة " داخل قطع مركبات بإمارة الشارقة وذلك قبل تسويقها وبيعها نظير التكسب بطريقة غير مشروعة .. مشيرا إلى أن القضيتين جرى ضبطهما في عملية مشتركة بالتنسيق مع الجهاز الشرطي في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأرجع تفاصيل ضبطية 2 كيلو و246 غراما من مخدر الكريستال " باهظ الثمن " إلى معلومات جرى تمريرها إلى الإدارة العامة لمكافحة المخدرات الاتحادية بوزارة الداخلية من نظيرها في الجهاز الشرطي في مملكة البحرين الشقيقة تفيد بمحاولة ترويج الشحنة المذكورة حيث تم تتبعها إلى أن تم إلقاء القبض على شخص " عربي " متورط بمحاولة بيعها قبل سفره وبعدما حجز تذكرة طيران للمغادرة عبر مطار الشارقة الدولي .. منوها في الوقت نفسه إلى أن التحريات اللاحقة والفورية والرقابة الموسعة أسهمت في رصد وإحباط قضية أخرى لترويج 6 كيلو ونصف من مخدر الحشيش وجدت بحوزة شخص "خليجي" جزء من الكمية كانت مخبأة في مركبته والبقية مخبأة في مقر سكنه بإمارة عجمان.
وعقب السويدي عن الضبطيات قائلا " إن الجناة ظنوا بأن تسترهم خلف "أساليبهم الإجرامية الهدامة" سيكونون في منأى عن قبضة الأجهزة الأمنية .. لافة إلى حرفية الكوادر البشرية والإمكانات الهائلة التي رصدتها وزارة الداخلية في إفشال مخططات تهريب وترويج المخدرات وضبط أعتى المروجين " .
وطالب الجمهور بوقفة حازمة دوما لمكافحة آفة المخدرات بالإبلاغ عبر الاتصال بخدمة " كافح " على الرقم المجاني " 80044 " وكذلك التواصل عبر القنوات الرسمية التي وفرتها الوزارة للتصدي لأية عمليات مريبة أو ترويج أو تهريب أو بيع للمخدرات وسرعة الإبلاغ عنها لاتخاذ التدابير الشرطية في الوقت المناسب حفاظا على سلامة وأمن المجتمع والمكتسبات والمقدرات والثروة الوطنية والشبابية.
وأكد حرص وزارة الداخلية على متابعة الشؤون الداخلية الأمنية ودعم القيادات العامة للشرطة بجميع الوسائل والإمكانات والنهوض بمستواها وكفاءة عناصرها في مواجهة الجريمة وإقرار الأمن وتوفير الطمأنينة للجمهور وحماية المنشآت والممتلكات واقتصاد الوطن انطلاقا من أن الأمن والاستقرار ضرورة من ضرورات الحياة وركيزة أساسية لتحقيق التقدم والتنمية الشاملة في البلاد.
أرسل تعليقك