بحث وفد المجلس الوطني الاتحادي الذي يقوم بزيارة رسمية إلى المملكة المتحدة برئاسة معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس مع معالي لورد فولر رئيس مجلس اللوردات البريطاني سبل تعزيز علاقات التعاون بين دولة الإمارات وبريطانيا في جميع المجالات لا سيما البرلمانية منها وتفعيل التنسيق والتشاور حيال مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك في اطار الحرص على احلال السلام والأمن في المنطقة والعالم والسعي إلى تعزيز جهود التنمية المستدامة والاهتمام بالشباب وبقضايا البيئة والمناخ ومواجهة الإرهاب والتطرف وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وحل النزاعات القائمة في عدد من الدول من خلال المفاوضات السلمية.
حضر اللقاء وفد المجلس الوطني الذي يضم سعادة كل من عبدالعزيز عبدالله الزعابي النائب الثاني لرئيس المجلس، والدكتور محمد عبدالله المحرزي، والدكتور سعيد عبدالله المطوع، وعزا سليمان بن سليمان، وسعيد صالح الرميثي، وحمد بن غليطه الغفلي، كما حضره سعادة سليمان المزروعي سفير الدولة لدى المملكة المتحدة.
وأكد معالي رئيس مجلس اللوردات حرص البلدين على تنمية العلاقات القائمة في مختلف المجالات، مشيرا إلى البرنامج المهم والمكثف لهذه الزيارة التي ستساهم في تطوير العلاقات البرلمانية لما فيه خير البلدين والشعبين الصديقين.
واستعرضت معالي الدكتورة أمل القبيسي نتائج لقاءاتها التي عقدتها خلال زيارتها إلى بريطانيا.. معربة عن تقديرها وفخرها بالتعامل مع الطلبة الإماراتيين المبتعثين للدراسة في الجامعات البريطانية، مؤكدة أن القيادة الحكيمة لدولة الإمارات ومنذ تأسيس الدولة وضعت الاهتمام بالإنسان في مقدمة أولوياتها وهو الاستثمار الحقيقي في تحقيق رؤيتها في استشراف المستقبل.. مضيفة أن التعليم يتصدر اهتمام قيادتنا الرشيدة التي أولت هذا القطاع جل رعايتها ودشنت منظومة تعليم تواكب العصر وتلبي احتياجات مجتمع المعرفة.
وأكدت أهمية وجودة الخدمات والرعاية الصحية التي يحظى بها المرضى الإماراتيين الذين يتلقون العلاج في المستشفيات البريطانية، مشيرة الى أن وفد المجلس حرص على زيارة المرضى الإماراتيين الذين يتلقون العلاج في مستشفى "جريت أورموند ستريت" ومستشفى لندن كلينك، وذلك في اطار مبادرات الشراكة المجتمعية للمجلس والتواصل مع المواطنين داخل الدولة وخارجها.
وأشارت إلى ان التعاون في المجال الصحي بين البلدين يجسد ما وصلت العلاقات الثنائية من تقدم وتطور وحرص لدى قيادتي البلدين والحكومتين على تنميتها في المجالات كافة، مضيفة أن مستشفى "جريت أورموند ستريت" بلندن الذي يعد أحد مستشفيات الأطفال الرائدة في العالم، والذي قدمت " أم الإمارات" سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة مبادرة إنسانية عالمية تمثلت بمنحة سخية لبناء أول مركز في العالم لأبحاث الأمراض النادرة لدى الأطفال - مركز زايد للأبحاث الخاص بالأطفال وابحاث الجنيات والأمراض النادرة - الذي سيستفيد منه الاطفال من مختلف انحاء العالم وسيضم مئات الباحثين في مختلف الأمراض المتعلقة بالجنيات والأمراض المستعصية.
وأكدت معالي الدكتورة القبيسي أهمية العلاقات الاستراتيجية بين دولة الإمارات وبريطانيا.. وقالت أن دولة الإمارات تعد من أكبر الدول العربية التي لها علاقات اقتصادية واستثمارية وتجارية مع بريطانيا، الأمر الذي يؤكد على ضرورة تفعيل العلاقات البرلمانية والتشاور والتنسيق بما فيه مصلحة البلدين والشعبين الصديقين.
وتطرقت معاليها إلى دور دولة الإمارات في مكافحة الإرهاب والتطرف مشيرة الى ان هذا الدور لا يقتصر على الجانب العسكري بل يمتد إلى مكافحة الإرهاب فكريا لذلك أنشأت دولة الإمارات مركزي هداية وصواب بهدف مواجهة الارهاب فكريا وتجفيف منابعة.. مستعرضة قيم التسامح المتأصلة في مجتمع الإمارات وذلك من خلال إنشاء وزارة في هذا الشأن.. مشيرة إلى أن الإمارات تحتضن على أرضها أكثر من 200 جنسية.
وأكدت حرص دولة الإمارات منذ تأسيسها على تعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية مع مختلف دول العالم.. مضيفة أن المجلس وتنفيذا لاستراتيجيته البرلمانية للأعوام 2016-2021 يحرص على تعزيز التواصل مع برلمانات وشعوب العالم فضلا عن التسامح والانفتاح والتواصل على الصعيد الدولي، والسعي إلى تحقيق السلام العالمي من خلال التركيز على نزع السلاح النووي ومكافحة الإرهاب والتطرف والفكر الضال، والاهتمام بحقوق الإنسان " المرأة، والطفل، والشباب واللاجئين"، والقضايا الاقتصادية التي تناقش التنمية المستدامة وأهداف الألفية والتجارة العالمية، والقضايا البيئية مثل التغير المناخي والأمن الغذائي والمياه والحفاظ على الموارد الطبيعية.
واستعرضت معالي الدكتورة القبيسي موقف الدولة حيال مختلف القضايا الإقليمية والدولية، وجددت المطالب المشروعة لدولة الإمارات بحل قضية احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث " طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى" سواء بالمساعي السلمية أو اللجوء الى محكمة العدل الدولية.
وأكدت معالي الدكتورة القبيسي أن هناك دولا في منطقة الشرق الأوسط تعمل على اشاعة الفتن الطائفية لدى دول المنطقة، ولهذا جاءت مشاركة دولة الإمارات في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، مشيرة الى أن التحالف العربي في اليمن جاء للحرص على تنفيذ الشرعية الدولية وبناء على مطلب الحكومة الشرعية اليمنية، مضيفة أن الإمارات تهتم بالبعد الإنساني وإعادة الأعمار في اليمن وتعتبر أكبر مانح للمساعدات في اليمن وتساهم بشكل فاعل في عملية إعادة الإعمار وتقديم كل الدعم المعنوي أيضا لاستتباب الأمن وحماية المدنيين.
وتابعت ان هدفت القيادة الحكيمة للدولة من خلال استحداث وزارة للتسامح هو إعلاء هذه القيم والأخلاقيات وجعلها منهجا للممارسة ضمن كافة مؤسسات الدولة خاصةً في ظل ما تشهده المنطقة والعالم والذي يعاني من ارتفاع حدة الكراهية والتعصب وانتشار الصراعات التي تتغذى من غياب التسامح كأساس للتعامل بين البشر.. مضيفة أن الإمارات تعد المثال العملي على الروح الإنسانية السامية والتعايش السلمي باحتضانها لأكثر من 200 جنسية على أرضها.
وتم خلال اللقاء التشديد على أهمية تفعيل التعاون المشترك على مستوى العمل البرلماني والتشريعي والتنسيق في المنتديات والمحافل الدولية خاصة الاتحاد البرلماني الدولي، والتأكيد على دور البرلمانيين في مكافحة الإرهاب الذي يهدد الأمن والسلم الدوليين، وعلى دور البرلمانيين في دعم جهود الحكومات وحرصها على وقف تداعيات الأزمات الانسانية المرتبطة بالهجرة واللاجئين، وتعزيز التعاون في مجالات الطاقة والتأكيد على أهمية دور دولة الإمارات وبريطانيا في دعم جهود إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، وفي قضية اللاجئين.
وأكدت معالي الدكتورة القبيسي أن الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله تولي اهتماما كبيرا لتداعيات الأزمة السورية على حياة المتأثرين من الأبرياء المدنيين..
مضيفة إن الإمارات تضطلع بدور محوري في تعزيز الجهود الدولية للحد من تفاقم معاناة اللاجئين السوريين.. مشيرة أن دولة الإمارات أعلنت عن استقبالها 15 ألف لاجئ سوري على مدى السنوات الخمس المقبلة مشاركة منها في تحمل المسؤوليات المتعلقة بمواجهة أزمة اللاجئين السوريين فضلا عن بناء المخيمات لهم في الأردن واليونان.
وأكدت أن دولة الإمارات تؤمن بأن الجهود يجب ألا تقتصر فقط على مجرد تلبية الاحتياجات الأساسية للاجئين والنازحين ولكن يتعين الحفاظ على كرامتهم ومنحهم الأمل في المستقبل.. مشيرة إلى حرص الإمارات في مخيمات اللاجئين التي أقامتها في كل من الأردن وشمال العراق وحتى في اليونان على تقديم الخدمات الأساسية المنقذة للحياة كالمأوى والغذاء والرعاية الصحية الأساسية والمياه.
ووجهت معالي الدكتورة القبيسي دعوة رسمية إلى معالي رئيس مجلس اللوردات لزيارة دولة الإمارات والمجلس الوطني الاتحادي، للاطلاع على النهضة الحضارية الشاملة التي تشهدها دولة الإمارات.
أرسل تعليقك