أعلنت حكومة الإمارات اليوم نتائج مؤشرات المجتمع التي ترصد ما حققته الدولة والخطوات التي قطعتها للوصول إلى مستهدفات الأجندة الوطنية و"رؤية الإمارات 2021 " الهادفة إلى رفع معدلات السعادة وتعزيز التماسك الأسري والتلاحم المجتمعي والاعتزاز بالهوية الوطنية والانتماء والولاء للوطن وقيادته ومضاعفة الإنجازات الرياضية.
يأتي ذلك تجسيدا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي " رعاه الله " بإطلاق تقارير مؤشرات الأجندة الوطنية التي تمت ترجمتها بتشكيل الفرق التنفيذية للأجندة الوطنية واستكمالا لإعلان نتائج مؤشرات الأجندة الوطنية.
فعلى صعيد " مؤشر السعادة العالمي " - وهو مؤشر سنوي تصدره "شبكة حلول التنمية المستدامة" التابعة للأمانة العامة للأمم المتحدة ويعتمد على استطلاع رأي يقوم "معهد غالوب" بإجرائه في 157 دولة ويستند إلى تقييم الفرد لمستوى المعيشة والرضا عن الحياة يشمل المواطنين والمقيمين العرب والأجانب في كل إمارات الدولة - احتلت دولة الإمارات المرتبة الـ/ 28 / عام 2016 متصدرة الدول العربية كافة حيث أظهرت النتائج ارتفاع مؤشر السعادة لدى المواطنين خلال العام الجاري مقارنة بعام 2015 من /6.9/ نقطة إلى / 7.06 / نقطة - من إجمالي 10 نقاط - وهي النتيجة المقابلة للمرتبة /15 /عالميا.
وعند استبيان آراء المواطنين حول تقييمهم للحياة بعد خمس سنوات بلغ متوسط نتائج إجاباتهم /8.3/ نقطة /من 10 نقاط / لتكون بذلك من أعلى النتائج عالميا ولتدل على أن الإماراتيين متفائلون بالمستقبل كما أظهر المؤشر أن أسعد المواطنين هم الأكبر سنا الذين تتجاوز أعمارهم / 55/ عاما.
وتكمن أهمية المؤشر في أن السعادة هي أساس لبناء مجتمع يتمتع أفراده بصحة سليمة وإنتاجية عالية تتنامى فيه مستويات الرفاهية الأمر الذي ارتأته القيادة الرشيدة في دولة الإمارات التي تنظر لسعادة شعبها كأحد أهم أولوياتها.
وعلى صعيد " مؤشر التلاحم المجتمعي " وهو مؤشر خاص بدولة الإمارات ويقاس كل سنتين من خلال استطلاع رأي يشمل مواطني الدولة ككل من عمر / 17 / عاما فما فوق ويقيس مدى تمتع أبناء المجتمع بالمبادئ والقيم المرتبطة بالهوية الوطنية وبالتكافل الاجتماعي والشراكة المجتمعية بين جميع مكونات المجتمع في الدولة معتمدا على أسس رئيسية وهي التماسك الأسري والتعليم والثقافة والمساواة والعدالة والأمن والمشاركة والانتماء الوطني.. فقد حققت الدولة نسبة 93.11% خلال عام 2015.
وكشفت النتائج أن الدولة حققت أعلى النتائج بنسبة 99.34% في محور الأمن وتحقيق الاستقرار وحماية حياة وممتلكات المواطنين والمقيمين يليه محور العدالة بنسبة 96.74% الذي يعكس مدى عدالة القضاء والتشريعات وتقديم الخدمات والرعاية وتلبية احتياجات المواطنين وتوفر سبل العيش الكريم للمقيمين وحمايتهم.
كما حققت الدولة نتائج متميزة في محور المشاركة الاجتماعية بنسبة 96.18% والذي يعكس مدى مشاركة أبناء المجتمع الإماراتي في الأهداف والمصالح واتحادهم في مسؤولياتهم تجاه وطنهم ومحافظتهم على قيمهم ومشاركتهم في الأعمال التطوعية.. يليه محور المساواة بنسبة 94.54% الذي يرصد إمكانيات الحصول على فرص حياتية متعددة منها .. التعليم الصحة العمل والمسكن تمكين المرأة ودمج المعاقين. إضافة إلى تحقيق نتيجة 94.33% في محور الانتماء الوطني الذي يقيس مدى تمسك أبناء الإمارات بالقيم الإسلامية واللغة العربية والحفاظ على الهوية وإبراز الانتماء والاعتزاز بالتراث واحترام القوانين.
وفي " مؤشر التلاحم الأسري " - وهو مؤشر خاص بدولة الإمارات يقاس كل سنتين من خلال استطلاع رأي يشمل الأسر المواطنة على مستوى الدولة لقياس مستوى التلاحم والمشاركة والدعم بين أفراد الأسرة النواة والعائلة " الأقرباء " من الدرجة الأولى ضمن أجواء يسودها التفاهم والاحترام والمساواة - فقد حققت الدولة نسبة 80.07% عام 2015.
وتشتمل محاور " مؤشر التلاحم الأسري " على العلاقة بين الزوج والزوجة وعلاقة الآباء بالأبناء والعلاقة بين الأبناء والوالدين والعلاقة بين الأبناء وعلاقة الآباء بالأسرة الكبيرة بجانب علاقة الأبناء بالأسرة الكبيرة وقد حققت الدولة أعلى النتائج في محور علاقة الآباء بالأسرة الكبيرة بنسبة 88.75% يليها محور علاقة الأبناء بالأسرة الكبيرة بنسبة 83.18% ما يدل على التواصل المستدام بين الآباء والأطفال بالأجداد لضمان تناقل العادات والتقاليد عبر الأجيال بهدف ترسيخ الهوية الوطنية.
كما حققت الدولة نتائج متميزة في محور العلاقة بين الأبناء بنسبة 82.18% يليه محور العلاقة بين الزوج والزوجة بنسبة 81.70% ما يدل على توطد علاقة الأم والأب وهي الركيزة الأساسية لتماسك العائلة الإماراتية ووجود علاقات وثيقة بين أبناء العائلة الواحدة.
وتمكن أهمية المؤشر في أن الأسرة المتماسكة هي نواة المجتمع المتلاحم حيث تدل المستويات العالية من التلاحم الأسري على وجود أسر مترابطة ينمو في كنفها الأطفال ليصبحوا مواطنين صالحين ذوي شخصيات متكاملة وتتعاون الأجيال المختلفة وتنسجم في إطار الأسرة الواحدة ويتواصل في محيطها الآباء والأبناء مع الأجداد على نحو يضمن ترسيخ مبادئ الهوية الوطنية وتعزيز نجاحات الوطن في المستقبل.
وعلى صعيد " عدد الميداليات الرياضية " التي تحصدها الدولة وهو مؤشر يقيس الإنجازات والميداليات في البطولات الأولمبية والبارالمبية ويشمل جميع أنواع الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية.. فقد حققت الدولة 21 ميدالية حتى عام 2016 ولتكون بذلك قد حققت وتجاوزت مستهدف عام 2021 والمحدد بـ20 ميدالية.
وتوزعت على ميداليتين أولمبيتين و/19/ ميدالية بارالمبية وقد بلغ إجمالي عدد الميداليات الذهبية 5 ميداليات والفضية 10 ميداليات والبرونزية 6 ميداليات.
وأظهر المؤشر أن المرأة حصلت على ميداليتين في ألعاب القوى في دورة الألعاب البارالمبية 2016.
وتسعى " الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021 " لتعزيز موقع الدولة في مؤشر التنمية البشرية الذي يعكس مستوى رفاهية الشعوب في العالم من حيث العمر والتحصيل العلمي ومستوى المعيشة الذي يصدر سنويا عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وقد حققت الدولة المرتبة الـ/41/ عالميا عام 2015 ولا تزال تكثف جهودها لتحقيق قفزة نوعية في هذا المجال بالعمل على أبرز الجوانب التطويرية وهي تحديث الإحصائيات التعليمية وتكثيف العمل على مبادرات تنويع الاقتصاد.
أرسل تعليقك