صنعاء - عبد الغني يحيى
أسفرت المعارك الدائرة لليوم الخامس على التوالي بين أنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وميليشيات الحوثيين، عن سقوط 60 قتيلًا، فيما أغلقت المدارس والمحلات التجارية أبوابها، في حين يقول سكان إن التحالف الذي استمر ثلاثة أعوام بين صالح والحوثيين ينهار وإن العاصمة تشهد "حرب شوارع". وأعلن شهود عيان أن القوات الموالية لصالح، الذي احتفظ بنفوذه رغم تخليه عن السلطة منذ العام 2012، قطعت عددا من الطرقات وسط صنعاء وانتشرت بكثافة استعدادا لهجوم محتمل من الحوثيين. وحاول أنصار الرئيس السابق مجددا السيطرة على حي الجراف، معقل الحوثيين المدعومين من إيران، فيما عزز المتمردون مواقعهم باستخدام عشرات المركبات المزودة برشاشات.
وقال سكان إن الحوثيين جلبوا تعزيزات من معاقلهم الشمالية ونشروها في جنوب صنعاء. وأوضحت مصادر قوات صالح أن الحوثيين سيطروا على منزل وزير الداخلية المعين المقرب من صالح محمد عبدالله الوقصي وقتلوا ثلاثة من حراسه واعتقلوا آخرين. وبلغت حصيلة القتلى وفق المصادر المختلفة في العاصمة والمطار نحو 60 قتيلا، فيما ذكر شهود عيان أن بعض الجثث التي خلفتها مواجهات الأيام القليلة الماضية لا تزال ملقاة في الشوارع.
وأفاد سكان عدة أحياء أنهم لزموا منازلهم تفاديا للقناصة والقصف، في وقت اندلعت فيه اشتباكات في محيط الوزارات الرئيسية حيث كان الجانبان يتعاونان قبل أيام فقط. ووفقا لناشط محلي يعمل مع منظمة الهجرة الدولية "تتحول صنعاء إلى مدينة أشباح. هناك حرب شوارع والناس يختبئون في منازلهم". وحذر من أنه "في حال استمرت المواجهة، فستعزل العديد من العائلات" في منازلها. وعبرت إيران الأحد عن أسفها للمعارك الدائرة منذ الأربعاء بين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في اليمن ودعت الطرفين إلى "الهدوء وضبط النفس".
وعبر أبهرام قاسمي المتحدث باسم الخارجية الإيرانية في بيان "عن الأمل في أن تحفظ كافة الفصائل والأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية اليمنية وحدة الجبهة الوطنية ضد عدوان (السعودية وحلفائها) بالبقاء متضامنين فيما بينهم".
وحث الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريس "كافة أطراف النزاع" في اليمن إلى "وقف كافة الهجمات الجوية والبرية"، بحسب ما أفاد المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك الأحد في بيان.
وأضاف المتحدث أن الأمين العام "يشعر بقلق عميق" إزاء تصاعد المواجهات والغارات الجوية في صنعاء ومناطق أخرى في اليمن في الأيام الأخيرة و"المعارك ترجمت إلى عشرات القتلى ومئات الجرحى بينهم مدنيون"، مشيرا إلى أن هذه المواجهات تمنع إخلاء الجرحى وخروج السكان لشراء الغذاء والمنتجات الأساسية. وأكد دوجاريك أن "هذا التصعيد الجديد للعنف يأتي في ظرف بالغ السوء يعاني فيه الشعب اليمني من أكبر أزمة إنسانية في العالم".
أرسل تعليقك