كرم الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بحضور قرينته الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة مؤسسة القلب الكبير، المناصرة البارزة للاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وفيليبو غراندي مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، مساء أمس الخميس، مؤسسة الكرامة للأطفال الماليزية، الفائزة بجائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين في دورتها الثانية؛ حيث أقيم حفل التكريم في أكاديمية العلوم الشرطية بالشارقة.
تسليم الجائزة
وتفضل حاكم الشارقة، بتسليم الجائزة إلى مؤسسة "الكرامة للأطفال" الماليزية، باعتبارها أفضل مؤسسة إنسانية في منطقة آسيا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تقدم خدمات الدعم والمناصرة للاجئين والمهجرين، وتقديراً لدورها ورسالتها في رعاية آلاف الأسر بمنطقة سينتول في ماليزيا، وتوفير بيئة آمنة لتعليم أبنائها؛ حيث تسلّم درع وشهادة الجائزة إليشا وبترينا ساتفيندر، مؤسسا مؤسسة "الكرامة للأطفال".
وهنأ مؤسسة الكرامة للأطفال الفائزة بالجائزة، والجهات الداعمة، مثمنًا العمل الكبير الذي تقوم به مؤسسة القلب الكبير منذ إنشائها، وكل دعم يتوجه للطفولة والأسر ويسهم في حل المشاكل التي تعترضها، ويقدم الحلول لها.
مليون دولار
وأعلن القاسمي خلال الحفل عن تبرعه بمبلغ مليون دولار دعماً لمؤسسة الكرامة للأطفال، وبرامجها الإنسانية تجاه الأطفال في جميع أنحاء العالم، بما يعزز من دورها الريادي ودور إمارة الشارقة على الصعيد الدولي والتزاماتها في الأعمال الخيرية ودعم المحتاجين ومجالات التعليم والمعرفة.
وقام حاكم الشارقة بتكريم الجهات والشخصيات الداعمة للجائزة؛ حيث سلمهم الدروع التذكارية، تقديراً لهم على دعم مؤسسة القلب الكبير، وهم: "مؤسسة الشارقة للإعلام وتسلم التكريم محمد حسن خلف مدير عام المؤسسة، والقيادة العامة لشرطة الشارقة وتسلم التكريم اللواء سيف الزري الشامسي القائد العام، وأكاديمية العلوم الشرطية بالشارقة وتسلم التكريم العقيد الدكتور محمد خميس العثمني، إلى جانب الدكتورة إيناس مكاوي".
الحيادية والاستمرارية
وهنأت الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، مؤسسة "الكرامة للأطفال" على فوزها بالجائزة، وأكدت أن قيمة العمل الإنساني تكمن في حياديته، واستمراريته، وتأثيره، وهي القيم الأساسية التي سارت عليها هذه المؤسسة على مدى عشرين عاماً، عملت فيها على إنقاذ الأطفال المهجرين واللاجئين من الجهل والفقر، ومنحهم ليس الفرص التعليمية فحسب، وإنما أيضاً تمكينهم من المساهمة في تطور مجتمعاتهم والارتقاء بها نحو الأفضل.
ضرورة أخلاقية
وقالت "إن إضاءة طريق الآخرين واجب إنساني وضرورة أخلاقية، فمن غير هذا البذل والعطاء، لن يكون للحياة معنى، وتكمن أهمية جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين في كونها تسلط الضوء على هذه المشاعل الإنسانية التي تعمل من أجل حاضر أفضل ومستقبل أجمل، يعيش فيه الأفراد الذين عانوا ظروف الهجرة القسرية، بسعادة وأمان، ليتناسوا الماضي وينظروا بعين الأمل نحو الغد المشرق".
ونالت المؤسسة هذه الجائزة العالمية نظير ما قدمته طوال عقدين من الزمن على مستوى رعاية ودعم اللاجئين، والنهوض بواقعهم من خلال الاستثمار بعقول الأجيال الجديدة، وتوفير كل ما يلزمهم لاستكمال حياتهم الأكاديمية، كي يكونوا شركاء فاعلين في تغيير واقع مجتمعاتهم؛ حيث عملت منذ بداياتها قبل 20 عاماً على الاهتمام بالتعليم باعتباره الركيزة الأساسية لمقاومة الفقر.
غراندي يشكر
وأكد فيليبو غراندي المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين - في كلمته الرئيسيّة خلال الحفل - أن أهمية الجائزة تكمن في التعريف بالمساهمات الإنسانية الكبيرة التي يقف خلفها أشخاص نذروا حياتهم لمساعدة فئات الناس الأكثر تهميشاً في حياتنا، الفئات التي تركت بلدانها وأهلها وصارت في مخيمات اللجوء، لافتاً إلى أن الأعمال البطولية التي يقوم بها أصحاب القلوب البيضاء والأيدي المعطاءة، تستحق أن تكون نماذج يحتذى بها أمام العالم.
وتوجه بالشكر إلى قرينة حاكم الشارقة الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير، على جهودها الإنسانية، ودعمها الكريم لمختلف المؤسسات العاملة على مناصرة اللاجئين، مشيرًا إلى أن سموها ساعدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على مساعدة أكثر من 800 ألف لاجئ حول العالم.
وأوضح فيليبو غراندي أن توزيع الجائزة يأتي في الوقت المناسب؛ حيث يعاني أكثر من 70 مليون لاجئ في مختلف بلدان العالم، أكثرهم في الشرق الأوسط وآسيا، ومنهم في سوريا، واليمن، وماليزيا، وغيرها من البلدان.
تكريم مشرّف
وتقدم إليشا ساتفيندر المدير التنفيذي لمؤسسة "الكرامة للأطفال"، في كلمة المؤسسة الفائزة بالجائزة، بالنيابة عن مجلس الأمناء، والعاملين، والأطفال في المؤسسة، بالشكر والتقدير إلى الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينته الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، على هذا التكريم المشرّف للمؤسسة.
وتحدث عن الرحلة الطويلة لمؤسسته في العمل الإنساني والوقوف إلى جانب اللاجئين والمهجرين، متناولاً تجربته الشخصية وزوجته في تعليم صبي من الروهينجا، اسمه محمد ياسين، -وكان وقتها في الـ12 من عمره- القراءة والكتابة، إضافة إلى العديد من الطلبة الآخرين الذين أصبحوا يدرسون في جامعات مرموقة حول العالم.
حق كل طفل
وأضاف "نؤمن بأن لكل طفل الحق في الحصول على تعليم جيّد، وبالنسبة لنا فإن الأمر كله يتعلّق بتوفير تعليم بمستوى عالمي للمحرومين منه.. وعلى حد تعبير "مونتيسوري"، "حرر إمكانات الطفل وسينطلق نحو هذا العالم".. ونحن نعتقد أيضاً أن كل طفل يملك القدرة ليكون فرداً قادراً على إحداث التغيير عالمياً.. ونسعى بكل ما نملك من إمكانات إلى تحويل هؤلاء الأطفال إلى أفراد مؤهلين للتأثير في مجتمعاتهم ومدنهم ودولهم".
وأشار ساتفيندر إلى الصعوبات العديدة التي واجهت المؤسسة واللاجئين أنفسهم، وكيف تم التغلب عليها، مؤكداً أن "هذه الجائزة انعكاس لما قمنا به، فأنتم بذلك تمنحون منظمتنا كرامتها وتقديرها واحترامها كما فعلت مؤسستنا مع محمد ياسين؛ ولذلك فنحن فخورون وممتنون إلى الأبد".
وتمنح جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين التي أطلقتها مؤسسة القلب الكبير، المؤسسة الإنسانية العالمية المعنية بمساعدة اللاجئين والمحتاجين، بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العام 2017، للأفراد أو المؤسسات الذين يقومون بتنفيذ مبادرات فاعلة ومؤثرة لمناصرة ودعم اللاجئين في قارة آسيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وتضمن الحفل عرضاً مرئياً حول الجائزة ورؤيتها وأهدافها، وأبرز إنجازاتها خلال عامها الأول، في ظل الرعاية الكريمة التي تحظى بها من صاحب السمو حاكم الشارقة، وقرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير.
500 ألف درهم
وتابع الحضور عرضًا آخر حول مؤسسة "الكرامة للأطفال" - التي نالت إلى جانب القيمة المعنوية الكبيرة للجائزة، مكافأة مالية بقيمة 500 ألف درهم (حوالي 136 ألف دولار ) - ومسيرتها التي انطلقت في العام 1998 بمنطقة سينتول في ماليزيا، من خلال مساندة الزوجين المؤسسين وأصدقائهما ومناصري القضايا الإنسانية، للفقراء المقيمين في هذه المنطقة، وتوفير الطعام والرعاية الصحية والفرص التعليمية لهم ولأبنائهم.
القلب الكبير
واختتم الحفل بعرض فني بعنوان "القلب الكبير"، من إعداد مؤسسة الشارقة للإعلام، قدمته مجموعة من سجايا فتيات الشارقة، وناشئة الشارقة، سلطت الضوء على أهمية التكاتف الإنساني بين مختلف الجنسيات والأعراق، وحملت كلماتها رسائل إنسانية قيمة توضح نهج الشارقة ودولة الإمارات والرؤية التي تنطلق منها جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين.
أرسل تعليقك