نجحت جهود دولة الإمارات في مواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19)، عبر توسيع نطاق الفحوص الاستباقية بهدف الكشف المبكر عن المصابين، وحصر الحالات المصابة والمخالطين لها وعزلهم، وتطبيق أحدث الاختبارات والعلاجات في مكافحة الفيروس، والاستعانة ببروتوكولات العلاج المعترف بها عالمياً، وتخصيص مستشفيات للعزل، ومستشفيات ميدانية لاستيعاب أي حالات يتم اكتشافها، بالإضافة إلى كادر طبي يعمل على مدار الساعة لحماية المجتمع.
وأسهمت هذه الإجراءات في تراجع مؤشر الإصابات الجديدة، وتسجيل ارتفاع ملحوظ في أعداد حالات الشفاء من الفيروس، حيث بلغ إجمالي حالات الشفاء، حتى ظهر أمس، 18 ألفاً و338 حالة، 57% منها تعافت خلال آخر 15 يوماً (10 آلاف و407 أشخاص).
فيما أكد أطباء أن وصول نسبة المتعافين في الإمارات من الإصابة بالفيروس إلى أكثر من 52% من إجمالي عدد المصابين، وانخفاض زمن التعافي، يعكسان نجاح خطة الدولة في مواجهة الفيروس، التي تضمنت الكشف والتقصي، والإمكانات الطبية، والالتزام بالإجراءات الوقائية والتباعد الجسدي، ما أدى إلى كسر حلقة انتشار العدوى، وشددوا على أن التزام المجتمع التام بالإجراءات الاحترازية والقرارات الصادرة من الجهات ذات الاختصاص، يضمن العودة إلى الحياة الطبيعية تدريجياً، من دون الخوف من التعرض للإصابة بالفيروس.
وقالت المتحدث الرسمي عن قطاع الصحة في دولة الإمارات، الدكتورة فريدة الحوسني، خلال توضيحها لمستجدات فيروس «كورونا» بالدولة، إن الجهات الصحية لاحظت، أخيراً، اعتدالاً نسبياً في عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في الدولة، بالإضافة إلى تحسن كبير في مؤشر التعافي، إلا أنه يصعب الجزم حالياً بأننا في مرحلة الانحسار، مشددة على أن الجميع اليوم مسؤول عن انحسار الفيروس والوصول إلى التعافي، عبر الالتزام بالإجراءات الاحترازية التي حددتها الجهات المختصة.
وقالت: «لابد من أخذ الحذر من إمكانية زيادة الإصابات بمرض (كوفيد -19)، بالتزامن مع عودة النشاطات الاقتصادية في الدولة، حيث يُعد هذا الأمر مرهوناً بمدى الالتزام بالإجراءات الوقائية والتباعد الجسدي، ما يحمّل الجميع مسؤولية الحفاظ على صحتهم وسلامتهم من حولهم».
وأشارت الحوسني إلى أن استجابة الإمارات للوباء تميزت بالتركيز على الفحص والتقصي والاكتشاف المبكر للحالات، ما ساعد على التدخل السريع والحد من انتشار الفيروس، كما ساعد الفحص الطبي على معرفة أماكن انتشاره والتركيز على الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة.
من جانبها نبهت المتحدث الرسمي باسم حكومة الإمارات، الدكتور آمنة الضحاك الشامسي، إلى أن أخطر ما في المرحلة الحالية هو التهاون والتساهل في تطبيق الإجراءات الوقائية، لأن آثارها قد تبدد جهود خط الدفاع الأول في الدولة، الذي نثمن جهوده في الكشف والتقصي، مشددة على أن كل فرد في المجتمع أصبح مسؤولاً عن سلامته وسلامة عائلته ومحيطه بالتزامه بالإجراءات الوقائية.
وقالت: «جاهزية القطاع الصحي الإماراتي عالية، فلدينا منظومة تعمل على مدار الساعة وتضم برنامج التعقيم الوطني، وتوسيع نطاق الفحوص، وبرنامج الفحوص المنزلية لأصحاب الهمم، وبرامج فحص المواطنين وفئات من المقيمين، و24 مركز فحص من المركبات، ومستشفيات ميدانية، ودعم آلاف المتطوعين المتخصصين»، مشددة على أن المرحلة المقبلة تعتمد على الوعي والوقاية والالتزام، حيث إن خطر«كوفيد-19» لايزال قائماً، ومخطئ من يظن أن السماح بعودة الأنشطة هو إيذان بانتهاء هذا الوباء، بل هو تشارُك في المسؤولية بين الفرد والدولة.
وأضافت: «العودة التدريجية للحياة الطبيعية لن تؤتي ثمارها من دون تعاون ووعي مجتمعي، حيث يتطلب ذلك التزاماً من الجميع من مواطنين ومقيمين، لأن رهاننا في المرحلة المقبلة قائم على تشارك المسؤولية، وكل التدابير الاحترازية مرهونة بمدى تجاوب الأفراد وتحملهم المسؤولية، لذا يجب أن يظل تكاتفنا كما كان في المرحلة الماضية وأكثر، حتى نخرج من هذا التحدي».
وأشارت إلى أن عودة الحياة التدريجية، وتعديلات برنامج التعقيم الوطني ومواعيده، تتمان وفق تقييم الجهات واللجان المختصة في كل إمارة، وحذرت من أن عودة النشاط الاقتصادي لا يعني رفع الإجراءات الاحترازية، بل هي باقية ومستمرة وبشكل أكبر في الفترة المقبلة.
فيما توقع أخصائي الجهاز الهضمي للأطفال في مدينة الشيخ خليفة الطبية وأحد مسؤولي الرعاية الطبية لمرضى العزل، الدكتور نافع الياسي، أن تكون دولة الإمارات أول من ستودّع فيروس «كورونا»، بشرط الالتزام بالتباعد الاجتماعي، مشيراً إلى أن أزمة جائحة «كورونا» أثبتت أن نسبة وعي والتزام المواطنين عالية جداً، وأن الأغلبية الساحقة ملتزمة بتعليمات الوقاية والتباعد الاجتماعي والبقاء في المنزل.
وأشادت منظمة الصحة العالمية بجهود الإمارات، واستعدادها واستجابتها العالية في الكشف والتقصي عن فيروس كورونا المستجد، وتوسعها في إجراء الفحوص الاستباقية، التي شملت المواطنين والمقيمين، والاهتمام بفئة العمالة، وتوفير الفحوص والخدمات العلاجية لها، مشيرة إلى أن التوسع في إجراء الفحوص يعد أحد الإجراءات المهمة لاكتشاف الإصابات وتحديد الحالات المؤكدة، وتتبع مخالطي تلك الحالات، وأكدت في العديد من تقاريرها الخاصة بجائحة «كورونا»، أن الإمارات تعد ضمن أكثر الدول أماناً من خطر فيروس كورونا المنتشر عالمياً.
وقـــــــــــــــــد يهمك أيـــــــــــــــضًأ :
52 حالة شفاء من «كورونا» في الإمارات ورصد 85 حالة جديدة
376 إصابة جديدة بـ"كورونا" في الإمارات والإجمالي يقفز إلى 3736 حالة
أرسل تعليقك