قدمت الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية الرئيسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر دعمًا إضافيًا لصندوق المرأة اللاجئة بقيمة مليون دولار بغرض إيجاد فرص تمكين للنساء اللاجئات، وذلك في إطار اهتمامها بالعمل الخيري والإنساني وتخفيف معاناة المحتاجين والمتضررين حول العالم، وخاصة اللاجئين من النساء والأطفال.
وأشادت الشيخة فاطمة بنت مبارك بدور القيادة الرشيدة ممثلة في الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، ودعم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي للارتقاء بالعمل الإنساني والخيري.
وثمنت الشيخة فاطمة الجهود الرامية إلى تحسين سبل استقرار اللاجئين وتوفير احتياجاتهم الأساسية ومساعدتهم على التغلب على التحديات التي تواجههم، وشددت سموها على أن الاهتمام بقضايا اللاجئين مبدأ ثابت في توجهات الإمارات الإنسانية وأخذت الدولة على عاتقها دوماً الوقوف على ما يواجهونه من أجل تقديم المساعدات العاجلة والضرورية لهم في مختلف المناطق والعمل على تحسين مستوى ظروفهم المعيشية.
ظروف استثنائية
وقالت الشيخة فاطمة بنت مبارك "إن ما يواجهه اللاجئون من معاناة بسبب ظروفهم الاستثنائية يتطلب تعزيز الشراكة بين المنظمات الإنسانية من أجل تحسين واقعهم، ولفتت الانتباه لقضاياهم العاجلة والملحة، وإن ما تقدمه الإمارات من أجل اللاجئين يعد رسالة تعكس قيم العطاء والمحبة والأخوة بين الشعوب والتي أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه".
وأعربت الشيخة فاطمة بنت مبارك عن أملها في أن يحقق صندوق المرأة اللاجئة المزيد من المكتسبات للنساء اللاجئات حول العالم، وأن يوفر لهن فرص تحسين مستوى الحياة عن طريق التمكين والاستفادة من قدراتهن التعليمية ومهاراتهن المهنية.
كما أعربت عن تقديرها للدور الذي تضطلع به المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في توفير الرعاية والحماية لملايين النازحين واللاجئين في عشرات الدول حول العالم.
وقالت الشيخة فاطمة "إن صندوق المرأة اللاجئة يعتز بشراكته القوية مع المفوضية، ويسعى لترقيتها إلى آفاق أرحب من التعاون الذي من شأنه أن يخدم قضايا النساء اللاجئات ويرتقي بمستوى البرامج الموجهة لهن".
وفي هذا الإطار وجهت سموها بتوقيع اتفاقية بين الهلال الأحمر الإماراتي والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لتنفيذ مشروع "مساعدة لاجئي جنوب السودان على استئناف حياتهم في أوغندا"، حيث يكلف المشروع مبلغ مليون دولار عبارة عن منحة من صندوق المرأة اللاجئة.
وأكدت أهمية مثل هذا النوع من المشاريع التي من شأنها تمكين اللاجئين اقتصادياً وحفظ كرامتهم، وتشجيعهم على العمل والاستفادة من مهاراتهم وتطويرها وجعلهم مورداً بشرياً قادراً على استكمال الحياة بقوة وعزيمة، وترى أن التمكين الاقتصادي هو الخيار التنموي المناسب لتحسين حياة اللاجئين نساءً ورجالًا.
وسيتم بموجب الاتفاقية التي تم توقيعها أمس بمقر الهلال الأحمر، البدء في هذا المشروع المهم الذي سيتيح الفرصة للاجئين من دولة جنوب السودان في العمل في مشاريع إنتاجية في مجال الزراعة والثروة الحيوانية، ومن المتوقع أن يستفيد من هذا المشروع 41 ألفاً و660 لاجئاً، تمثل النساء نسبة 60% منهم.
ووقع الاتفاقية من جانب الهلال الأحمر الإماراتي الدكتور محمد عتيق الفلاحي الأمين العام، فيما وقعها من المنظمة الدولية خالد خليفة الممثل الإقليمي لمفوضية اللاجئين بدول مجلس التعاون.
معاناة
وأكدت الدكتورة ميثاء بنت سالم الشامسي وزيرة دولة من جانبها أن صندوق دعم المرأة اللاجئة الذي تأسس بمبادرة كريمة من الشيخة فاطمة بنت مبارك يعمل على تخفيف المعاناة عن النساء اللاجئات، ويعنى بتوفير حياة كريمة لهن، وأن التوقيع على بدء العمل في هذا المشروع سيعزز جهودها المتواصلة في مجال تمكين المرأة اللاجئة اقتصاديًا واجتماعيًا، وتحسين مستواها المعيشي من خلال تملكها لوسائل إنتاج تديرها بنفسها وتدر عليها دخلاً ثابتاً يعينها على توفير التزاماتها الحياتية والأسرية.
وقالت "إن رؤيتها في هذا الصدد أحدثت نقلة نوعية في البرامج والمشاريع الموجهة للمرأة في المجتمعات الهشة، وتركت صدى طيباً لدى المنظمات الإنسانية التي تهتم بشؤون المرأة والطفل إقليمياً وعالميًا، وهذا ما لمسناه من خلال الإشادة المستمرة بمبادرات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك في المجال الإنساني.
وأكدت الشامسي أن مبادرات الشيخة فاطمة بنت مبارك في مجال دعم اللاجئين وضعتها في مقدمة المانحين والمساندين لأوضاعهم والمناصرين لقضاياهم الإنسانية، مضيفة أنها تتابع بحرص وضع المرأة في المخيمات ومعاناتها مع تداعيات اللجوء القاسية، لذلك تعمل من خلال عدد من البرامج والمبادرات على تمكينها من التغلب على الصعوبات التي تواجهها وحمايتها من المخاطر التي قد تتعرض لها بسبب ظروفها الطارئة والمؤقتة.
جهود
وقالت الشامسي "إن جهود الشيخة فاطمة بنت مبارك تجاه اللاجئات تعتمد على تحويل المساعدات المالية إلى مبادرات ومشاريع تنموية من شأنها الاستثمار في المهاجرين كموارد بشرية قادرة على تحقيق الإنجازات وتحسين مستوى الحياة". كما أن جهودها عملت على لفت الانتباه لمعاناتهن، واستقطاب الدعم لتبني أوضاعهن في العديد من المناطق والساحات الملتهبة، حيث ساهمت تلك الجهود في تنفيذ المشاريع التي نهضت بمستوى المرأة التعليمي والمهني وعملت على تحسين ظروفها الاقتصادية الصحية والنفسية، مشيرة في هذا الصدد إلى صندوق دعم المرأة اللاجئة الذي يوفر مشاريع متخصصة للمرأة حسب احتياجاتها أثناء اللجوء ووفقاً لمتطلبات استقرارها وإعادة توطينها بعد الأزمات والكوارث.
رمز العطاء
وأشاد الدكتور محمد عتيق الفلاحي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي بالمواقف الإنسانية الأصيلة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، وقال إن سموها تعتبر رمزًا للعطاء الإنساني اللامحدود ليس على مستوى الإمارات فحسب، بل أصبحت معلماً بارزاً في مسيرة العمل الإنساني إقليمياً ودولياً، مؤكداً دور سموها الريادي في تبني قضايا إنسانية جوهرية خاصة في مجال تعزيز قدرة النساء والأطفال ضحايا الحروب والنزاعات والكوارث والأزمات، مضيفاً أن مبادرات سموها في هذا الصدد أحدثت نقلة نوعية وفرقاً في مستوى الرعاية والعناية الموجهة لهذه الشرائح.
وقال أمين عام الهلال الأحمر إن هيئة الهلال الأحمر برئاسة الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، تولي مشاريع تعزيز القدرات واستدامة العطاء تجاه ضحايا الأزمات والكوارث اهتمامًا كبيرًا وتعتبرها من الحلول الجيدة والمبتكرة لتوفير متطلبات العمل الإنساني المتزايدة بسبب الأحداث المتلاحقة وارتفاع ضحاياها من المدنيين، مؤكداً أنه يوجه دائمًا بتبني المشاريع ذات العائد السريع والأكبر أثراً في تحسين الحياة وتخفيف المعاناة البشرية.
وأشار أمين عام الهلال الأحمر إلى أن الهيئة وضعت الخطط الكفيلة بتنفيذ مشاريع دعم اللاجئين من جنوب السودان في أوغندا بالتعاون والتنسيق مع مفوضية شؤون اللاجئين الشريك الاستراتيجي لهيئة الهلال الأحمر في مجال رعاية اللاجئين وتحسين ظروفهم الإنسانية.
وأكد أن المشاريع تمثل نقلة نوعية في مستوى الخدمات الموجهة لضحايا النزوح واللجوء كونها توفر حلاً مبتكراً ورائداً لتعزيز قدرات اللاجئين من خلال تمليكهم وسائل إنتاج تساعدهم على تيسير أمور حياتهم وتوفير احتياجاتهم من الغذاء الضروري.
تقدير
وأكد خالد خليفة دور الشيخة فاطمة بنت مبارك الريادي في مجال دعم ومساندة اللاجئين، معربًا عن تقدير المفوضية لجهودها في مساندة العمليات والبرامج الموجهة للاجئين والنازحين حول العالم، مشيرًا إلى مبادراتها المحلية والدولية ودعمها لبرامج ومشاريع المفوضية.
تنسيق
وقال خالد خليفة "نحن واثقون من أن هذه الاتفاقية ستجعل جهود كل من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أكثر تنسيقاً وكفاءة في التخفيف من محنة اللاجئين من جنوب السودان في أوغندا"، مشيراً إلى أن الهيئة والمفوضية سبق لهما العمل معًا في العديد من الساحات التي شهدت تدفقات متزايدة في أعداد اللاجئين و النازحين.
أرسل تعليقك