شارك سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي أمس في اجتماع "مجموعة الدول المتوافقة حول الموقف من سوريا " التي تضم المملكة العربية السعودية وقطر والأردن وتركيا إضافة إلى وزراء خارجية مجموعة الدول السبع والذي عقد في مدينة لوكا الإيطالية بحضور الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية.
وبحث الاجتماع المستجدات الراهنة في سوريا واستخدام النظام السوري للأسلحة المحرمة دوليا والهجوم الأخير بالأسلحة الكيميائية على مدينة خان شيخون إلى جانب سبل تعزيز المسار السياسي وعملية وقف إطلاق النار عن طريق مسار أستانا. وناقش الوزراء أهمية استمرار تدفق المساعدات الإنسانية للشعب السوري. وحضر الاجتماع سعادة فارس محمد المزروعي مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون الأمنية والعسكرية.
وأكدت الدول الإثنتي عشرة استعدادها للتعاون مع روسيا في إطار حل الأزمة السورية حال تخليها عن دعمها للرئيس السوري بشار الأسد، وحمل وزير الخارجية الأميركي الرسالة التحذيرية والعرض إلى موسكو، فيما حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أي "استفزازات" بالسلاح الكيماوي يجري الإعداد لها، وإلصاق التهمة بالنظام السوري، مطالبا الأمم المتحدة بالتحقيق بشأن حادث الأسلحة الكيماوية الذي وقع الأسبوع الماضي في سوريا. وجاء في بيان مشترك صدر عن وزراء خارجية الدول السبع، عقب انتهاء أعمال اجتماعهم في مدينة لوكا الإيطالية أمس "إن لدى روسيا قدرات على الإسهام في حل النزاع وجعل سوريا مستقرة وموحدة، وكذلك في هزيمة تنظيم داعش والإرهاب بشكل عام".
واعتبر الوزراء أن " على روسيا استغلال نفوذها على النظام السوري لإنهاء النزاع، بدءا من مسألة الالتزام بالهدنة وضمان إمكانيات واسعة لوصول المنظمات الإنسانية إلى سوريا".
وضمت مطالب مجموعة الـ7 الكبار لروسيا، ما وصف بـ"المشاركة الجدية في العملية التفاوضية برعاية الأمم المتحدة"، حسب تعبير الوزراء. وتابعوا بالقول "إننا على استعداد للعمل مع روسيا من أجل حل النزاع السوري، بما في ذلك تسويته السياسية والإسهام في تغطية تكاليف إعادة إعمار البلاد، حال جهوزيتها استخدام نفوذها". وقالت الدول السبع إنها تؤكد "التزامها وحدة الدولة السورية وسيادتها ووحدة أراضيها واستقرارها".
واعترفت دول المجموعة بأن لديها "مصالح مشتركة مع روسيا في بعض المجالات، بما في ذلك موضوع مكافحة الإرهاب والتطرف المسلح، بالتوافق التام مع القانون الدولي، وحل القضايا المتعلقة بالهجرة، وانتشار أسلحة الدمار الشامل، والبحث عن أجوبة للمسائل الخاصة بالبيئة".
ل
كن المجموعة التي تضم كلا من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان، أكدت أنها ستواصل استخدام آلية العقوبات والقيود ضد روسيا لجعلها "من جديد شريكا مستعدا للتعاون"، حسب البيان، الذي أضاف "من مصلحتنا المشتركة عودة روسيا إلى النظام الدولي الأمني، القائم على المبادئ، وتحولها من جديد إلى شريك مستعد للتعاون، ومن أجل تحقيق ذلك سنستمر باستخدام الدائرة الواسعة لآليات السياسة الدولية، بما في ذلك الإجراءات التقييدية".
وأفاد وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو أن كل المشاركين في اجتماع مجموعة السبع واللقاء الموسع مع عدة دول عربية (قطر والأردن والإمارات والسعودية) وتركيا شددوا على القول إن "لا مستقبل ممكنا لسوريا مع الأسد"، مؤكدا أنهم لم يتفقوا على فرض عقوبات إضافية على مسؤولين سوريين أو مسؤولين روس، بسبب "وجود حساسيات مختلفة".
كوأكد تيلرسون قبيل مغادرته لوكا أمس، أن الولايات المتحدة لا ترى مكانا للأسد في أي حل في سوريا، مضيفا "أولوية الولايات المتحدة في سوريا والعراق لا تزال هزيمة تنظيم داعش". وقال "مع تغير الأحداث، فإن الولايات المتحدة ستواصل تقييم خياراتها الاستراتيجية وفرص وقف تصعيد العنف في مختلف أنحاء سوريا".ودعا وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل أمس إلى "حل سياسي للأزمة السورية"، رافضا الحل العسكري، فيما شدد وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت على الوقف الكامل لإطلاق النار، ومراقبة الالتزام بذلك من طرف المجتمع الدولي.
وفي موسكو، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، من مخطط أميركي لشن ضربات صاروخية جديدة على سوريا، قائلا "إنها تدبر لاختلاق هجمات بالغاز وإلصاق التهمة بالنظام السوري".
وأكد في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الإيطالي سيرجو ماتاريلا الذي يزور موسكو "لدينا معلومات عن التجهيز لاستفزاز مشابه في أجزاء أخرى من سوريا بما في ذلك ضواحي دمشق الجنوبية، حيث يخططون مرة أخرى لزرع بعض المواد واتهام السلطات السورية باستخدام أسلحة كيماوية".
وذكر إن موسكو ستطالب الأمم المتحدة بإجراء تحقيق بشأن حادث الأسلحة الكيماوية الذي وقع في سوريا، كما سترفع طلبا إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لإجراء تحقيق حول أحداث خان شيخون. وقال إن الوضع في سوريا بات يذكرنا بما حدث في العراق العام 2003 عندما بدأت الولايات المتحدة حملتها على بغداد بعد كلمة في مجلس الأمن. وقال بوتين إن روسيا ستتقبل الانتقادات الغربية لدورها في سوريا، لكنه يأمل في تخفيف المواقف في نهاية المطاف. وأضاف "خلال المباحثات مع ماتاريلا تطرقنا لقضايا عالمية وإقليمية، وتمت الإشارة إلى أن التهديد الرئيسي للأمن العالمي متأت من الإرهاب".
وأضاف أن الغرب يصطنع فكرة "العدو المشترك" المتمثل بسوريا وروسيا لتطبيع علاقاته مع ترامب، مضيفا أن روسيا مستعدة للانتظار حتى تنتهي هذه الحملة المعادية لروسيا، لكنه في الوقت نفسه أعرب عن أمل موسكو في أن يظهر فيما بعد "توجه إيجابي ما نحو التعاون". وبعد دقائق من مؤتمر بوتين، اتهمت وزارة الدفاع الروسية مقاتلي المعارضة السورية بإدخال "مواد سامة" إلى خان شيخون والغوطة الشرقية ومطار جيرة وغرب حلب، لاتهام النظام وإثارة رد فعل أميركي. وأكد رئيس إدارة العمليات المركزية لهيئة الأركان الروسية الفريق أول سيرجي رودسكوي، " تسجيل حالة استخدام الأسلحة الكيماوية بما في ذلك يدوية الصنع، من قبل المسلحين"، مشدداً على أن "معطيات التحقيق عن بعض هذه الهجمات تمت إحالتها لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية".
وهددت روسيا الثلاثاء، برد فوري في حال تعرضت مواقعها في سوريا لهجوم، وقال يوري شفيتكين نائب رئيس لجنة مجلس الدوما لشؤون الدفاع "في حال تعرضت المواقع العسكرية الروسية في سوريا لهجوم فسيكون الرد فوريا". وقالت الخارجية الروسية في بيان "في ظل غياب خطوات لحل المشكلات المتراكمة، فستكون هناك حاجة لإجراءات انتقامية انطلاقا من مبدأ المعاملة بالمثل". وأعربت في المقابل عن أملها في إجراء محادثات بناءة مع تيلرسون، واعتبر البيان أن "من الواضح أن العلاقات الروسية-الأميركية تمر بأكثر فتراتها تعقيدا منذ نهاية الحرب الباردة".
ووصل تيلرسون مساء أمس، إلى موسكو حاملا رسالة مجموعة السبع وحلفائها إلى القيادة الروسية، ومن المقرر أن يجري اليوم الأربعاء محادثات مع نظيره الروسي سيرجي لافروف.
وجرت العادة أن يلتقي وزراء خارجية الولايات المتحدة بوتين أثناء زيارتهم موسكو، لكن المسؤولين الروس قالوا إنه ليس هناك أي قرار بعد حول هذا الشأن. وأكدت الخارجية الروسية في بيانها "نحن لا نسعى إلى المواجهة بل إلى التعاون البناء، ونأمل أن يكون ذلك أيضا ما ترغب فيه الولايات المتحدة".
وفي شأن متصل، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الاثنين، "من المقرر أن يعقد اجتماع ثلاثي نهاية الأسبوع يضم وزراء الخارجية الروسي سيرجي لافروف والسوري وليد المعلم والإيراني محمد جواد ظريف"، لبحث تطورات الأزمة السورية.
أرسل تعليقك