ابوظبي - صوت الامارات
أبرزت وسائل إعلام أجنبية، الإنجاز التاريخي الذي حققته دولة الإمارات العربية المتحدة، باكتمال الأعمال الإنشائية للمحطة الأولى في مشروع محطات براكة للطاقة النووية السلمية، الذي شهده الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومون جي إن رئيس جمهورية كوريا الجنوبية، وأكدت أن هذا الإنجاز، الذي يضع الإمارات في المرتبة الأولى عربيًا في مجال الطاقة النووية السلمية، يوفر للدولة مصدرًا ودعمًا جديدًا للطاقة النظيفة، ويعزز الازدهار والنمو بدولة الإمارات في المستقبل.
وتحت عنوان «الإمارات تحتفل بإكمال أول محطة نووية في العالم العربي»، كتبت صحيفة «ذا إكسبريس تربيون الباكستانية»، أن دولة الإمارات العربية المتحدة، احتفلت يوم الإثنين الماضي، بإنجاز أول محطة للطاقة النووية السلمية، ليس فقط في البلاد، ولكن في منطقة الخليج العربي بكامله.
وأوردت الصحيفة، سلسلة من التغريدات التي نشرها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بهذه المناسبة على «تويتر»، والتي عبّر فيها عن اعتزازه وفخره بالكوادر الإماراتية من مهندسين وفنيين، في قيادة وتنفيذ هذا المشروع الوطني، وتعاونهم مع الجهات الحكومية المعنية خلال كافة مراحل المشروع، لضمان إنجاز المحطة الأولى، وفق أعلى معايير السلامة والجودة والأمان، وأيضًا، تأكيده على أن كلًا من الإمارات وكوريا، لديهما رؤية متقاربة وعلاقة نموذجية استثنائية، وشراكة منتجة تخدم مصالحنا العليا، وسنبذل قصارى جهدنا لجعلها أكثر قوة.
ونقلت دورية «الطاقة الذرية اليومية»، عن وكالة أنباء الإمارات «وام»، احتفال الإمارات وكوريا باكتمال الأعمال الإنشائية للمحطة الأولى في مشروع محطات براكة للطاقة النووية السلمية، من أصل أربع محطات، وذكرت أنه من المتوقع أن تسهم الطاقة النووية والمتجددة، التي تشكل حاليًا جزءً صغيرًا من مصادر الطاقة في الإمارات، بنحو 27 % من احتياجات الطاقة في الإمارات بحلول عام 2021.
تنويع الطاقة
وأشارت الدورية إلى أن الهدف من تشييد محطات براكة النووية، جاء بهدف مواصلة تنويع مصادر الطاقة النظيفة بنسبة 50 %، بحلول عام 2050، إلى جانب تنويع مصادر الطاقة والمساعدة في تعزيز الازدهار والنمو في دولة الإمارات.
بدورها، نشرت «بلومبورغ»، أن الإنجاز التاريخ الذي تحقق في دولة الإمارات باكتمال الإنشاءات في المحطة الأولى في براكة، بالتعاون مع شركة «كيبكو» الكورية للطاقة، والذي يعد أول مفاعل نووي تجاري في العالم العربي، يعد علامة فارقة في جهود دولة الإمارات الغنية بالنفط، للحد من اعتمادها على الوقود الأحفوري وتطوير طاقة نظيفة.
ونقلت الدورية عن وزارة الطاقة الكورية الجنوبية، أن الوحدة الأولى من مجمع براكة، ستبدأ في تحميل الوقود في مايو المقبل، فيما توفر محطات مشروع براكة للطاقة النووية عند إتمامها، نحو ربع احتياجات الدولة من الكهرباء الآمنة والموثوقة والصديقة للبيئة.
وأشارت صحيفة منظمة "PHYS –ORG"، إلى أنه بالتزامن مع انتهاء الأعمال الإنشائية في المحطة الأولى، فقد وصلت نسبة الإنجاز في المحطة الثانية إلى أكثر من 92 %، والمحطة الثالثة إلى أكثر من 81 %، والمحطة الرابعة إلى أكثر من 67 %، فيما وتبلغ نسبة الإنجاز الكلي في المشروع أكثر من 87 %، اعتبارًا من نهاية فبراير 2018.
وذكرت الصحيفة أن الإعلان عن انتهاء الأعمال الإنشائية في أول المفاعلات النووية الأربعة في محطة براكة، يجعل دولة الإمارات، تقترب لتصبح أول دولة عربية تنتج الطاقة النووية لأغراض سلمية، مشيرة إلى أن هذا الإعلان، جاء بعد زيارة رئيس كوريا الجنوبية مون جاي-أون لمحطة براكة، التي تبلغ كلفتها نحو 20 مليار دولار، وتوقعت أن تسهم الطاقة النووية والمتجددة، التي تشكل حاليًا جزءً صغيرًا من مصادر الطاقة في الاتحاد، بنحو 27 % من احتياجات الطاقة في الإمارات بحلول عام 2021.
وأوضحت الصحيفة أن المملكة العربية السعودية، التي تعد أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، بدأت في تسريع خططها للحصول على الطاقة النووية، ومن المتوقع أن تجتاز شركات دولية عدة في الشهر المقبل، لتقديم عطاءات لبناء مفاعلين نوويين.
ونشرت صحيفة "WNN"، أنه مع اكتمال إنشاءات المحطة الأولى في مشروع براكة النووي، ينتقل التركيز حاليًا إلى الاستعداد اللازم لعملية التشغيل، بعد الحصول على رخصة التشغيل من الهيئة الاتحادية للطاقة النووية في دولة الإمارات.
4 مفاعلات
ولفتت الصحيفة إلى أن محطة براكة للطاقة النووية، تتكون من 4 مفاعلات نووية، من طراز مفاعل الطاقة المتقدم 1400 "APR1400" الجيل الثالث، الذي يستند إلى نظام الماء المضغوط ذي الكفاءة العالية، الذي يلبي أفضل معايير السلامة والأداء والأثر البيئي، وعمر تشغيلي لمدة تزيد على 60 عامًا، وأشارت إلى أن الإمارات أجرت عددًا من التعديلات على تصميم محطة براكة الخاصة بمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، للتكيف مع الظروف المناخية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتلبية اللوائح الخاصة بالهيئة الاتحادية للرقابة النووية.
واقتبست الصحيفة، تصريحات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بأن هذا اليوم "يوم تاريخي لقطاع الطاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ونحن نمضي قدمًا في إنجاز أحد أهم المشاريع الإستراتيجية في الدولة"، كما نقلت عن خلدون المبارك رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، قوله إن الاحتفال باكتمال الأعمال الإنشائية للمحطة الأولى في مشروع محطات براكة للطاقة النووية، يمثل لحظة تاريخية في مسيرة التقدم لدولة الإمارات، وأنه مع اكتمال الأعمال الإنشائية للمحطة الأولى، تنضم دولة الإمارات إلى نخبة من البلدان، التي تمكنت من إنجاز مشروع متطور بهذا المستوى، وفق أعلى معايير السلامة والجودة، هذا الإنجاز، هو شهادة على الرؤية السديدة للقيادة الرشيدة، علاوة على كونه دليلًا على متانة علاقة الشراكة بين مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، والشركة الكورية للطاقة الكهربائية.
شراكة مثمرة
ونقلت تصريحات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بأن الإمارات وكوريا بلدان طموحان، تجمعهما رؤية متقاربة، ويرتبطان بعلاقات استثنائية، هي نموذج يحتذى، مؤكدًا أن الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، متينة ومثمرة ومتطورة، وتخدم مصالحنا العليا، وستحظى بدعم وافر، لتكون أكثر رسوخًا وقوة في المرحلة المقبلة، وبما ينعكس خيرًا على شعبي البلدين.
ونشرت صحيفة «كوريا اليوم»، أن التعاون بين الإمارات وكوريا منذ عام 2009 في بناء محطات براكة للطاقة النووية السلمية، ممثلة في الشركة الكورية للطاقة الكهربائية «كيبكو»، أثمر إنجازًا تاريخيًا في منطقة الخليج العربي، ونقلت عن المدير العام للرابطة النووية العالمية أجنيتا رايزينج، قوله: إن حفل اليوم، يعد خطوة مهمة نحو بدء تشغيل المفاعل الأول في براكة.
كهرباء
وذكرت صحيفة «كوريا اليوم»، أن الإمارات ستستفيد قريبًا من الإمداد الموثوق للكهرباء النظيفة، التي ستنتجها براكة، وأن سياسة الإمارات في الحد من توليد الكهرباء من الوقود الأحفوري، من خلال تطوير مزيج من تكنولوجيات الطاقة النظيفة، التي تتضمن مساهمة كبيرة من الطاقة النووية، هي سياسة ينبغي احتضانها في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك كوريا الجنوبية، مضيفة أن استخدام الطاقة النووية، سيساعد في ضمان الانتقال السريع والفعال، من حيث التكلفة، إلى مستقبل طاقة نظيف وآمن وموثوق.
أرسل تعليقك