أبو ظبي ـ سعيد المهيري
أكّد وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات الدكتور أنور بن محمد قرقاش، أنّ العلاقات الإماراتية الأفريقية المتميزة تنبثق من رؤية مشتركة ومصير مشترك لكل مجالات التعاون الإماراتي الأفريقي.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها في احتفالية رسمية نظمتها وزارة الخارجية والتعاون الدولي، الخميس، في قصر الإمارات، بمناسبة يوم الصداقة الإماراتية الأفريقية تحت شعار «رؤية مشتركة مصير مشترك».
وحضر الاحتفالية، الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، والشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة دولة للتسامح، وممثلو الدول الأفريقية. كما شهد رؤساء مجالس إدارة غرف التجارة في الدولة ووكلاء وزارة الاقتصاد ومساعدو الوزراء والوكلاء ومديرو الإدارات السياسية في وزارة الخارجية والتعاون الدولي.
وألقت وزيرة الإمارات لشؤون التعاون الدولي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، كلمة رحّبت من خلالها بالضيوف الحاضرين، وقالت: «إن أفريقيا قارة غنية بتاريخها وشعوبها وثقافاتها وجمالها الطبيعي الذي يمتد على مدى 54 دولة، ويتنوع ما بين أمواج رمال الصحارى إلى سهول السافانا الشاسعة وغابات أفريقيا الوسطى الخلابة، ونحن مسرورون لرؤية هذا التنوع وهذه الإمكانات الهائلة التي بدأت تتحول، وخاصة خلال العقد الماضي، إلى نمو متسارع وفرص مهمة، حيث أصبحت أفريقيا من أكثر القارات نمواً».
وذكرت «إن هناك ملايين الرجال والنساء والأطفال الذي عملوا كمحركات للتغيير في أفريقيا، وقد ساهم وجود القادة المستنيرين ومطوري الأعمال وجنود حفظ السلام في وضع القارة الأفريقية على المسار التاريخي الصحيح مسار الابتكار والعمل الجاد».
وأضافت «على الرغم من ذلك تبقى هناك مجموعة من التحديات الماثلة، وأعتقد أن لدينا جميعاً دوراً مهماً من الممكن أن نؤديه لضمان تحقيق التنمية المستدامة وإسكات صوت المدافع في مناطق وبؤر النزاعات المسلحة، ونحن نثمن التزام الشعب الأفريقي، بما في ذلك ضيوفنا الأعزاء الموجودون معنا اليوم - والقادة والأكاديميون، ورجال الأعمال والفنانون والطلاب - الذين ساهموا بأعمالهم في جعل أفريقيا واحدة من أهم الأسواق العالمية».
وأوضحت ريم الهاشمي: «إن الصداقة التاريخية بين دولة الإمارات والقارة الأفريقية متجذرة في الروابط التاريخية القديمة والروابط الثقافية والتاريخ المشترك بين الطرفين، وقد قام المغفور له مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بأول زيارة إلى القارة الأفريقية من خلال زيارة مالي في عام 1985، وبالمقابل حظيت إمارة أبوظبي باستقبال الرئيس الجنوب أفريقي الأسبق نلسون مانديلا عام 1998، واليوم نحن مستمرون في هذا التقليد وبناء علاقات دبلوماسية من خلال سفاراتنا وبعثاتنا الدبلوماسية في كلا الطرفين». وثمنت معالي وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي التوسع في العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين، لافتة إلى وجود خطط لزيادة عدد بعثات الدولة الدبلوماسية في القارة الأفريقية، وهو ما يعكس التزام الإمارات بالحفاظ على صداقاتها التي نحتفل بها هذا اليوم».
وتابعت «سوف تستمر دولة الإمارات بتعزيز هذه الصداقات المهمة بين دبلوماسيينا ورجال الأعمال والنساء وشعوبنا بشكل عام، ومن خلال التعاون المشترك سوف نتمكن من بناء شراكات جديدة وأكثر عمقاً وقوة يكون هدفها النهائي هو إثراء وتعزيز جودة حياة شعوبنا».
وواصلت: «إن الدولة تقوم بتطوير علاقات اقتصادية قوية مع دول القارة الأفريقية من خلال التجارة والاستثمار والمصالح المشتركة في قطاع الطاقة، مشيرة إلى أنه في عام 2015 بلغت قيمة السلع التجارية المتبادلة أكثر من 25 مليار درهم، ما يجعل أفريقيا واحدة من أهم الشركاء التجاريين لدولة الإمارات، بالإضافة لذلك بدأت الإمارات تقييم الفرص الاستثمارية في أفريقيا التي يمكن تنفيذها بصورة مشتركة مع الهند، وهو ما قد يساهم في توسيع التفاعل بين أهم الاقتصادات الناشئة في العالم»، لافتة إلى أن هذه الفكرة قد تم بحثها ومناقشتها خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى الهند، حيث اتخذت الخطوات التي تضمن قابليتها للتطبيق.
وأشارت ريم الهاشمي إلى إمكانية الاستفادة من الشراكة الاستراتيجية التي طورتها دولة الإمارات أخيرًا مع الجمهورية الهندية واستثمارها في بناء ومد جسور التعاون والشراكة بين دول القارة الأفريقية والجمهورية الهندية.
أرسل تعليقك