أنشأت مجموعة من الشباب الإماراتي عددًا من الصفحات عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" التي تعالج مفهوم التسامح، وتدعم خطط دولة الإمارات العربية المتحدة في نبذ ومكافحة التطرف وخطابات الكراهية، التي يعانيها عدد من المجتمعات، وأدت إلى صراعات كثيرة مزقت دولاً وأسرًا، هدفهم من خلال هذه الصفحات نشر أهم سمات المجتمع الإماراتي.
وكان بين الصفحات التي تواصلت معها مصادر صحافية "إمارات التسامح"، التي أسّسها الصديقان عيسى المرزوقي، وسعود الأميري، بهدف ترسيخ مبادئ التسامح بين المغردين عبر "تويتر"، إضافة إلى فريق التواصل الإماراتي، الذي ركز على مواضيع تشمل فكر التسامح في دولة الإمارات، وأعمال القوات المسلحة الإنسانية في عدد من الدول المجاورة.
وقال عيسى المرزوقي، أحد مؤسسي صفحة "إمارات التسامح"، إنهم فكروا في صفحة "إمارات التسامح" منذ نحو عامين، وخصوصاً مع وجود أكثر من 200 جنسية تعيش على أرض الدولة، موضحاً أن التغريدة الأولى بدأت مع إعلان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، عن أول وزيرة للتسامح في العالم.وأضاف أنه تعرف إلى صديقه سعود الأميري من خلال موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" وطرحا عددًا من الأفكار بناءً على ما شاهداه من خلال تصفحهم الموقع، إلى أن وصلوا إلى فكرة إنشاء حساب خاص بالتسامح، ودعم توجهات الدولة في نشر هذه الثقافة بين المجتمعات.
وتابع أنه قضى فترة تصل إلى ثلاث سنوات في الدراسة في المملكة المتحدة، وتعرّف إلى أهم ما يميز المجتمع البريطاني، وكيف يتعامل السكان مع بعضهم على مبدأ الاحترام، لا الأصول أو الأعراق التي ينتمون إليها، ما شجعه على الاختلاط بهم أكثر ومعرفة كيف يمكن مقارنة ما يمارسونه في الحياة اليومية مع المجتمع الإماراتي.
وقال إن الدولة بالفعل لم تعالج مسألة التسامح بشكل مباشر، لكنها قامت على هذا المبدأ، ونبذت التطرف بكل صوره وخطابات الكراهية، لذا أصبح لدينا مجتمع احتضن أكثر من 200 جنسية، يعيشون بتناغم تام، ومن ثم أعلن رئيس مجلس الوزراء عن أول وزيرة للتسامح ترسيخًا لهذه المبادئ وتقوية الأواصر بين الشعوب التي تعيش على أرضها.
وأشار سعود الأميري، أحد مؤسسي صفحة "إمارات التسامح"، إلى أنهم أسسوا الصفحة في 2017، بعد تخطيط دام عامين لوضع أهم الموضوعات التي يمكن أن يعالجوها من خلال الصفحة، موضحاً أنهم بحثوا في أكثر من موضوع عن التسامح في مختلف الدول، وكيف أن القوانين الدولية تحمي الأشخاص بغض النظر عن الدين والجنس والمذهب الذي يعتنقونه.وأوضح: بدأنا في 2018، بعدد من المقولات لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عن التسامح، وكيف أن الدولة أُسست على هذا المبدأ وعدم التفريق بين القاطنين فيها، ومقولات أخرى لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية>
ولفت إلى أنهم يخططون كذلك إلى فتح باب النقاش في مختلف المواضيع التي تهم المجتمع الإماراتي والعربي، ونشر مقاطع فيديو توضح أهداف الحساب، والأهداف التي تطمح إليها دولة الإمارات.
وأنشأ مجموعة من الشباب الإماراتيين صفحة متخصصة بهدف إيصال رسالة دولة الإمارات الهادفة إلى نشر ثقافة التسامح بين الأديان والأعراق، وبناء جسور التواصل مع مختلف الشعوب في المنطقة، تحت اسم "فريق التواصل الإماراتي"، عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".وأوضحوا أن الدولة قريبة من عدد من الدول التي تشهد صراعات كبيرة، ونهشت في أوصالها الحروب والخلافات، وفي هذه المناطق كان لدولة الإمارات الدور الأبرز في مساعدة الشعوب في الحصول على الحاجات الأساسية، على مدى العقود الماضية، ما دفع الشباب إلى تأسيس صفحة تسلط الضوء على هذه الإنجازات.
وأضافوا أنهم ركزوا في البداية على عمل قواتنا المسلحة في المناطق المحررة في اليمن، وكيف يتعامل الجندي الإماراتي مع مختلف الشرائح بما فيهم المرضى، والنساء، والأطفال، وكبار السن، وخصوصاً خلال الكوارث الإنسانية، إذ إنهم يمتلكون مؤهلات تميزهم عن أقرانهم في بقية مناطق العالم.وأشار أعضاء الفريق إلى أن الإمارات تتعرض إلى حملات إعلامية ممنهجة بقصد الإضرار بسمعتها وسمعة القوات المسلحة، لذا كان دور الفريق مهماً في الحديث عن الدور الإنساني للقوات المسلحة قبل العسكري، وخصوصاً في دول مثل الصومال ولبنان واليمن، وغيرها.
وأكدوا أن الجندي الإماراتي عندما يقدم المساعدة في هذه الدول، فإنه لا ينظر إلى العرق، أو الدين، بل يركز على كونه شخصاً بحاجة إلى مساعدة عاجلة، وينظر إلى هذه المساعدات من الجانب الإنساني البحت، موضحاً أن الفريق يركز على جانبين اثنين للدور الإماراتي، وهما الفكري الذي ينبذ خطابات التطرف، والجانب العسكري وفيه استعراض لأهم مبادرات قواتنا المسلحة.
وأوضحوا أن دولة الإمارات هي الأولى عالمياً في مكافحة التطرف ونبذ خطابات الكراهية، مشيرين إلى أنه ينبغي تسليط الضوء على هذه الجهود بالصورة التي تليق بها، موضحين أنهم وضعوا خططاً للفريق بحيث يركز عملهم على تفنيد الشائعات، وخطط للتواصل ليس على مستوى المنطقة فقط، لكن على مستوى العالم.
وأضافوا أنهم سيبنون كذلك علاقات متينة مع دول كبرى حول العالم، بما فيها دول الاتحاد الأوروبي، والمؤسسات المعنية بمكافحة الإرهاب والتطرف، وتسليط الضوء على الجوانب الإنسانية لها، بحيث يشاركون كفريق في نشر هذه الثقافة كمسؤولية مجتمعية تجاه الدولة والقاطنين فيها.ولفتوا إلى أن عملهم سيركز كذلك على توعية الأشخاص بأهمية تجاهل خطابات الكراهية وعدم نشرها، إذ إن البعض يروّج لها بقصد ومن دون قصد، شارحين أن البعض يحاول فضح الأجندات الخارجية لبعض المؤسسات، لكنهم يسهمون في الترويج لها بين الأشخاص الذين لا يستطيعون التفريق بين الصواب والخطأ.
أرسل تعليقك